اربع احياء سكنية تقع شرقي بغداد فيها مناطق شاسعة تحدها احياء البلديات والمشتل وشهداء العبيدي والحبيبية تسكنها اكثر من (4) الاف عائلة لم تصل اليها آليه واحدة من مؤسسات الدولة الخدمية، فلا مجاري ولا ماء ولا كهرباء ولا رفع نفايات ولا مستوصف صحي ولا مدارس بمختلف انواعها ولا مركز اطفاء، كل تلك الخدمات تكافل ساكنوها وجمعوا اموالها من اقوات عيالهم ليوفروها لهم، وعندما تمطر السماء تتحول الشوارع والازقة الى بحيرات وبرك واوحال واطيان، وتتوقف الحياة عندهم تماما، لان شبرا واحدا من شوارعهم وازقتهم لم يبلط.
ماء ملوث
اول المتحدثين عن معاناة منطقة الضباط في البلديات الثانية هو المواطن "ازهر عبد الله" حيث قال لوكالة نون الخبرية ان" هذه المنطقة هي محلة (752) التابعة الى بلدية الغدير، وتعد جزء من منطقة البلديات وفيها حي الضباط الثانية وهو مكون من اربع قطاعات ويضم اكثر من حوالي اربعة الاف منزل، ويطالب ساكنوها بتوفير الخدمات لهم حالهم حال باقي المناطق السكنية المحيطة بهم، واول معاناة الساكنين بها هي ماء الاسالة الملوث الذي لا يصلح للشرب او حتى للغسل، وتنبعث منه روائح كريهة وفيه ديدان وطحالب وتسبب بظهور بثور في رؤسنا ورؤوس اطفالنا، وتسبب باصابتنا بامراض جلدية، وشبكة المياه نفذت من قبل مقاول اهلي وجمعت اموالها من الساكنين، ولكنه لم ينفذ المشروع بشكل جيد والنتيجة هذه المخاطر والمعاناة، اما ثاني المعاناة فهي عدم تبليط اي شارع او زقاق في كل المنطقة، حيث يوجد فيها اربع شوارع رئيسة وحوالي مئة زقاق، كلها مغطاة بالتراب واي استخدام للماء يتحول الى برك طينية واوحال، اما عندما تمطر السماء فتتحول شوارعنا الى جداول وانهار من المياه، ولا يستطيع الطلاب الذهاب الى المدارس وحتى الكثير من الموظفين يصعب عليهم الحركة، وتتعرض الكثير من سيارات الصالون الى غرز اطاراتها في الطين، ولا يستطيع الحركة الا من يملك سيارة دفع رباعي او حمل".
قائمة اجور الخدمات
ويتناول المواطن "مازن ابو فاطمة" اطراف الحديث لوكالة نون بقوله ان" جميع الخدمات في منطقتنا لم تنفذها اي جهة حكومية وبعد ان يأسنا من الالتفات الى تلك المنطقة التي تغص بالعائلات، جعلناها تكافلية بيننا واشتريناها باموالنا، حيث دفعنا اجورا لمقاولين اهليين لمد شبكات مجاري المياه الثقيلة بتكلفة مقدارها (500) الف دينار من كل بيت، ومن لا يسدد لا تربط مجاري بيته بالشبكة ويعتمد على "البالوعة"، ومدوا لنا شبكة مياه الاسالة بكلفة (250) الف دينار من كل بيت، كما مدت لمنازلنا اسلاك التيار الكهربائي لربطها بالشبكة الوطنية مقابل مبلغ (250) الف دينار من كل بيت".
خدمات مفقودة بالكامل
اما التدريسي جاسم ابو علاء فيشير الى نقص حاد في مختلف الخدمات ويقول لوكالة نون الخبرية ان "اولها هو عدم وجود اي مدرسة ابتدائية او متوسطة او ثانوية في المنطقة ، ما يدفع ابنائنا الى الالتحاق بمدارس في مناطق مجاورة مثل شهداء العبيدي الاولى او الثانية او البلديات والاعم الاغلب من العائلات تقوم باستئجار خطوط نقل مثل سيارات "الكوستر والكيا" او "التكتك" باموال تثقل كاهلنا لايصالهم الى تلك المدارس، اما العائلات الفقيرة وهي كثيرة في مناطقنا فيذهب ابنائها سيرا على الاقدام لمسافة ثلاثة كيلومترات او اكثر، وعند هطول الامطار لا يمكن للطلاب ان يذهبوا الى المدارس لان ازقتنا وشوارعنا تغرق وتتحول الى بحيرات واطيان ووحل".
الصحة والامان مفقودتان
ويكمل السيد "عباس ابو علي" الحديث لوكالة نون الخبرية بالقول ان" المنطقة تعاني من عدم وجود مركز طبي او مستوصف صحي او حتى البيت الصحي الذي توفره وزارة الصحة للمناطق النائية، واذا حصلت حالة مرضية او طارئة لاي شخص يضطر ذويه الى نقله اما لسمتشفى الصدر في مدينة الصدر او مستشفى الشيخ زايد في ساحة الاندلس او الى اقرب مستوصف في مناطق شهداء العبيدي او البلديات او المشتل وجميعها بعيدة عنا، وقد تتفاقم حالة المريض او المرأة الحامل التي تعاني من طلق الولادة لحين ايصالهم الى المؤسسة الصحية المعنية مع وجود ازدحامات الشوارع في بغداد، بل حتى سيارة اسعاف مرابطة لا تتوفر في مناطقنا، كما ينقص مناطقنا وجود مركز دفاع دني او سيارات اطفاء واذا حصل حادث حريق وخاصة في فصل الصيف فننتظر وصولها من مناطق اخرى، مع العلم ان المنطقة تتوفر فيها اراضي فارغة تعود ملكيتها للدولة يمكن تنفيذ مشاريع بناء مدارس ومستوصف ومركز دفاع مدني وغيرها عليها".
قاسم الحلفي - بغداد
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)