عشرون عاما والعجوز البابلية التي تبلغ من العمر (97عاما) وتسكن في قضاء الاسكندرية وتنحدر من اصول فلاحية، تعاني من مرض تضخم الغدة الدرقية وتداعياتها المرضية عليها، ورغم مراجعة للكثير من الاطباء الا انها لم تحصل الا على اجابة واحدة انها اذا اجرت العملية ستموت لان جسدها لا يتحمل التخدير العام، ولما اخبرت ان هناك مبادرة علاجية مجانية اطلقها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة اسمها عطاء الامام المجتبى، طلبت من ذويها نقلها الى المستشفى لانها "لائذة بالحسن والحسين" (عليهم السلام)، وكان لها ما ارادت وجاؤوا بها الى كربلاء المقدسة.
حالة مستعصية
تسرد العجوز "نسمة عباس" التي اقترب عمرها من قرن من الزمان لوكالة نون الخبرية قصتها بالقول انها" مريضة بتضخم الغدة الدرقية منذ عشرون عاما وراجعت مستشفيات عديدة في بغداد وبابل، ولم تحصل الا على اجابة واحدة " اذا سويتي العملية تموتين"، بسبب كبر عمرها وعدم تحملها للتخدير العام الذي يشترط تنفيذه قبل اجراء العملية، وكانت الغدة تكبر في ورمها وتسبب لها الاختناق وصعوبة بلع الطعام وشرب الماء وتضايقها كثيرا، ولم تحصل الا علاج واحد وهو اقراص يتوجب عليها تناولها قبل وجبة الافطار لكنها لم تعالج الغدة الدرقية ولم توقف تضخمها، واستمرت حالتها هذه لعقدين من الزمن وهي تعاني دون ان يجد لها الاطباء في عياداتهم الخاصة او في المستشفيات التي راجعتها حلا، حتى تملكها اليأس من الخلاص منها في يوم من الايام".
مبادرة الخير
وعن كيفية معرفتها بمبادرة عطاء الامام المجتبى (عليه السلام) العلاجية المجانية التي اطلقها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي تقول ان" احد اقاربها ابلغها عندما قرأ خبرا منشورا في مواقع التواصل الاجتماعي ان هناك مبادرة مجانية في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) الجراحي، ويمكن ان يجدوا علاجا لمرضي وانها مستشفى متقدمة، فجئت يوم السبت وراجعت المستشفى فابلغوني انها ستنطلق يوم الاثنين وبالفعل جئت للمستشفى وابلغتهم بما قاله الاطباء لي واجروا لي فورا مجموعة فحوصات وتحاليل طبية وابلغوني ان عمليتي الجراحية ستكون يوم الثلاثاء، وفعلا خضعت للتخدير العام واجريت لي العملية بنجاح ومجانا دون ان ادفع دينارا واحدا، ورفعت الغدة المتضخمة وعادت لي عافيتي وانا باحسن حال، وتلقيت افضل رعاية وخدمات من الملاكات الطبية والتمريضية والخدمية بطريقة لا توصف وكأنهم يراعون امهم وليست مريضة مراجعة للمستشفى، والشكر اقدمه اولا للامام الحسن المجتبى(عليه السلام) الذي اطلقت مبادرة الخير العلاجية المجانية هذه بإسمه، واقدم شكري للعتبة الحسينية المقدسة التي عودتنا ان تكون عونا للفقير، ولجميع "اهل الرحمة" العاملين في هذا المستشفى الراقي".
عملية جراحية نوعية
ويشرح رئيس الاطباء المقيمين في مستشفى زين العابدين الدكتور حسين صالح حالة المريضة قبل العملية وبعدها لوكالة نون الخبرية بالقول ان" المريضة "نسمة عباس" والبالغة من العمر (97 عاما) راجعت العيادة الجراحية في المستشفى وتبين بعد اجراء الفحوصات والتحاليل انها تحتاج الى عملية جراحية نوعية لان رفع الغدة الدرقية في هذا العمر تعتبر من العمليات الصعبة جدا لما فيها من خطورة على حياة المريض، وكانت المريضة تعاني من ضيق في التنفس وصعوبة في بلع الطعام، وتناول السوائل، وتضخم في الصوت، واجريت استشارات التخدير والقلبية، ولم تكن المريضة تعاني من الامراض المزمنة مثل ضغط الدم او السكري، واجريت العملية الجراحية تحت التخدير العام للجسم، وتكللت العملية بالنجاح وستخرج المريضة اليوم من المستشفى بعد تعافيها وعدم حصول اية مضاعفات لها وصحتها جيدة والعلامات الحيوية مستقرة وتتكلم بشمل طبيعي دون وجود "بحة في الصوت" لان المريض بهذا العمر محتمل جدا ان يفقد صوته، وسبب نجاح هذه العملية هو كفاءة وخبرات الفريق الطبي الذي اجرى لها العملية وقاده مدير مستشفى زين العابدين الجراحي الدكتور عبد الرحمن اسماعيل، وتوفر مختلف الاجهزة والمعدات الطبية الحديثة والمتطورة، وهذه العملية تكلف المريض في مستشفيات اخرى حوالي مليونين او مليونين و(500) الف دينار، وعمليات رفع الغدة الدرقية تنجز خلال ساعة واحدة وهذه العملية استمرت مدتها ساعة و(15) دقيقة، وهي من بركات مبادرة عطاء الامام المجتبى (عليه السلام)".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- رئاسة المشهداني.. هل تمهد لعودة الزعامات الكلاسيكية؟
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)