منطقة تتوسط الطريق الرابط بين علوة الدورة وسيطرة الرشيد، تقع في جنوب بغداد، وتتكون من حيي الربيع والسلام وتعتبر من المناطق المكتضة بالسكان، ابرز ما يميز هذه المنطقة هو سوء ونقص الخدمات الحاد فيها والمستمر منذ (20) عاما، فلا مجاري ولا شوارع ولا مدارس ولا مستوصف ولا دائرة اطفاء او مركز شرطة ولا باقي الخدمات، هذه المدينة خزنت فيها اشلاء الاليات العسكرية للجيش السابق بعد تدميرها في حرب احتلال العراق عام (٢٠٠٣)، وكان جزء منها ملوث بمحتويات الاسلحة المحرمة دوليا، فظهرت بين اهل تلك المناطق امراض سرطانية، ولانها بلا خدمات كثرت فيها القوارض والكلاب السائبة وظهرت فيها اصابات بامراض جلدية واخرى معدية، انها منطقة كويريش.
زخم سكاني
يؤكد المواطن " ابو مصطفى الدراجي" لوكالة نون الخبرية ان" منطقة كويريش جنوب بغداد مكونة من حيي الربيع والسلام، وزعت في العام (٢٠٠٤) بسندات ملكية صادرة من دائرة التسجيل العقاري واستوفت حينها جميع الرسوم المطلوبة من المواطنين مثل رسوم التبليط والمجاري والخدمات، ويقسمها الشارع العام الى قسمين وتشهد المنطقة زخم سكاني حيث يصل عدد العائلات الساكنة فيها الى حوالي (٥ ــ ٦) الاف عائلة، وتفتقد الى جميع الخدمات المقدمة للاحياء السكنية، مثل حاجتها الى وجود مدارس ابتدائية ومتوسطة واعدادية، وكل ازقة وشوارع المنطقة تفتقد الى شبكات مجاري مياه الامطار او المياه الثقيلة، وتعتمد جميع العائلات على انشاء (بالوعة) داخل بيوتهم وتفرغ مرتين بالاسبوع مقابل اجور ندفعها، ودائما ما تطفح "البالوعات" فيصبح الشارع او البيوت مستنقع، ناهيك عن الرطوبة التي تضررت بها جميع مساكن المنطقة بعد ان تشبعت بمياه "البالوعات" في البيوت، حيث يعمد الكثير من اصحاب البيوت الى تصريف مياها الى الشوارع بواسطة "واتر بم"، خشية دخول المياه الى داخل الدور، والمحنة الاخرى هي الكهرباء حيث تشكل ضغوط الاستخدام عبئا كبيرا على الشبكة وتخرج المحولات الثانوية دائما من الخدمة ولا يمكن ربط محولات اخرى الا بزيادة قدرة الشبكة المخصصة لنا وهي مشلكة لم تحل من قبل الدوائر المعنية في مديريات الصيانة التابعة لوزارة الكهرباء الى الان وجميع مناطقنا والمناطق المحيطة بنا خصصت لها سيارة صيانة كهرباء واحدة فقط ولا يمكنها سد حاجة منطقتنا فقط، اما دائرة المجاري فيداوم منتبسيها في كرفانات على ارض تعود لاحد المواطنين وتمتلك سيارتين فقط، ويقتصر عملها في تحويل مياه الامطار في شارعين الى البزل وسحب مياه البالوعات بين مدة واخرى ولا تسد الحاجة".
معاناة الامطار
تعتبر اوقات هطول الامطار واحدة من اصعب الاوقات على ساكني هذه المنطقة، ويقول عنها "الدراجي" ان" وقت هطول الامطار نعتبرها من اصعب المعاناة لان جميع الشوارع تتحول الى برك مياه مخلوطة بمزيج من مياه الامطار والمجاري، وتتحول ازقتنا وشوارعنا الى اطيان ووحل لا يمكن السير بها، ويضطر الكثير من الموظفين والطلاب واصحاب المهن الى ترك دوامهم، او السير وسط الاطيان والوحل وتحمل ما يصيبهم، وتصبح حركة الناس صعبة جدا، اما النفايات فلها حصة من ارهاق وتعب اهالي المنطقة، حيث نفتقد الى دخول كابسات النفايات المكلفة برفعها ونعتمد على انفسنا باستئجار كابسة اهلية وندفع لها الجور لرفع النفايات، وكثير من الساكنين من العائلات المتعففة او الفقيرة ليس لها الامكانية على دفع اجور رفع النفايات مرتين في الاسبوع فيقومون برميها في مداخل الازقة او في مناطق اخرى وتتكدس وتصبح ملاذا آمنا للقوارض والكلاب السائبة، وتفتقد المنطقة ايضا الى مركز صحي ومركز شرطة وقسم بلدي ومركز دفاع مدني ومركز اسعاف فوري، اما الاراضي المخصصة لانشاء الحدائق والمتنزهات، فتجاوز عليها مواطنون وسنكوا فيها، وقد طرقنا جمع الابواب ولم نجد اذنا صاغية وعرضناها على اكثر من محافظ لبغداد دون حلول".
اوبئة وامراض
يكمل المحامي يوسف العلي الحديث لوكالة نون الخبرية بحالات خطرة يعيشها الساكنون في المنطقة بقوله ان" الكثير من ابناء المنطقة اصيبوا بامراض عدة، حيث كانت اليات ومعدات الجيش العراقي السابق تخزن على ارضها ومنها اليات تعرضت الى قصف باسلحة محرمة دوليا واصبحت ملوثة، ورفعت تلك الاليات والمعدات في العام (٢٠١٠)، وفي العام (٢٠١٦) ظهرت اصابات بالسرطان بين المواطنين ومنهم زوجة اخي الذي كانت تعاني من ورم وزنه خمسة كيلوغرامات، وشخصت اصابة اكثر من (١٥٠) مواطن من اهالي المنطقة بامراض سرطانية، وتوفى منهم سبعة مواطنين، وبسبب عدم وجود قسم بلدي في المنطقة كون بلدية الرشيد اخبرتنا ان المنطقة خارج حدود بلديتها، ولا يجوز تقديم الخدمات فيها، وامانة بغداد تعتمد نفس المبدأ، ومحافظة بغداد كذلك وما يقدم لنا هو اما بالشكوى لدى نائب برلماني او مبادرة محدودة من الامانة او المحافظة، ولعدم دخول اليات البلدية وفقدان المجاري والتبليط واستخدام "البالوعات" في خزن
مياه المجاري ونضوحها من البيوت الى الشوارع وما تفرزه من روائح وغازات وجراثيم، وتكدس النفايات بشكل كبير، انتشرت القوارض والكلاب السائبة، فظهرت الاصابات بالامراض الجلدية مثل الجرب والجدري المائي والسل واليرقان والتهاب الدم بشكل كبير، وامراض اخرى في الجهازين الهظمي والتنفسي، ويوجد في المنطقة مركز صحي صغير مساحته (٥٠) مترا مربعا شيده احد الميسورين على ارض يملكها ومن نفقته الخاصة، واستدعى وزراة الصحة لتشغيله ولكنه صغير ولا يسد حاجة الناس واقرب مستشفى على المنطقة هو اما في المحمودية او مستشفى اليرموك ولم نرى يوما سيارة اسعاف دخلت الى المنطقة، لانها خارج الحسابات".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)