نوهت مديرية بيئة كربلاء المقدسة ان العراق يأتي بالمرتبة الخامسة عالميا بين اكثر الدول التي تعاني الهشاشة والتأثر بالتغيرات المناخية، وان الحكومة المحلية في المحافظة وجميع الدوائر والمؤسسات المعنية وضعت تدابير وخطط يمكنها التصدي لشحة المياه القصوى اذا حصلت.
تحدي عالمي
وبين مدير بيئة كربلاء المقدسة المهندس حامد عبيد عبد الله في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" العالم بأجمعه يشهد حالة التغيرات المناخية وهو موضوع جديد على البيئة في العالم بشكل عام وليس في العراق وحده، فنلاحظ ان هناك تفاوتا في نسب الامطار بين دولة واخرى، فدولة تشهد فيضانات واخرى يضربها الجفاف وكله يقع ضمن حيز التغيرات المناخية التي حصلت في الاعوام الماضية وستستمر للاعوام المقبلة، ويعتبر العراق حاليا خامس اكثر دولة في الهشاشة والتأثر بموضوع التغيرات المناخية، ويتعرض حاليا الى تحدي كبير يتمثل بالجفاف، واصبح الخزين الاستراتيجي اليوم لا يبشر بخير، ويشهد شحة بالامطار مع قلة الحصة المائية القادمة من دول الجوار، لذا نهيب بجميع الفلاحين والمزارعين بترشيد المياه خلال الري والسقي للحفاظ على كمية الماء الواصلة لهم، كما نوصي المواطنين ومستخدمي المياه بترشيد الاستخدام للحفاظ على الحصة المائية وعدم هدر الماء واستخدامه بشكل مقنن، لغرض ديمومة ضخ المياه الى جميع مساكن كربلاء المقدسة".
تدابير احترازية
واضاف ان" الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة عقدت اجتماعين برئاسة الناب الثاني للمحافظ علي الميالي وتعرف المتخصصون المجتمعون عن تدابير مديرية الموارد المائية والدوائر الساندة لها، في عمليات مد انابيب في حال حصول شحة المياه القصوى الى محطات تنقية وتجهيز المياه الصالحة للشرب للمواطنين، وكذلك تقنين انابيب السقي للمزارعين لتلافي هدر الماء، وايضا وضع خطة وجداول ارواء متكاملة لجميع اقضية المحافظة للحفاظ على الحصة المائية لكل قضاء لتلافي حصول شحة مائية تلحق الضرر بالمواطنين"، مبينا ان المحافظة لم تقف مكتوفة الايدي في مواجهة الشحة المحتملة وكربلاء المقدسة لديها الآن مشروع (الساقي) الضخم والعملاق او ما يسمى بالمياه البديلة، الذي تديره العتبة العباسية المقدسة، وهو يتضمن (52) بئراً ارتوازياً عملاقاً بطاقة (15) متر مكعب بالدقيقة الواحدة لكل بئر على انفراد ، يمكن استخدامه في حال حصول شحة في المياه وسد حاجة المحافظة ولكنه بحاجة ديمومة اعمال مد شبكات الانابيب والتجهيزات واستخدام وحدات التحلية ونأمل ان لا تصل الامور الى هذا الحد".
حفر الآبار
وتابع بالقول ان" لدى مديرية حفر الآبار في محافظة كربلاء المقدسة برنامج يبين المناطق التي يمكن الاستفادة منها في حفر الآبار الارتوازية وفق معايير وخرائط وخطط تحدد الضغط الموجود في جوف الارض لديمومة عملية ضخ الآبار للمياه بشكل ارتوازي، مع ملاحظة مهمة جدا تتعلق بمدى صلاحية مياه تلك الآبار للاستخدامات البشرية، لذلك اوصت مديريتنا باستخدام منظومات معالجة وتحلية المياه مطابقة للمواصفات الفنية لتكون المياه صحية وصالحة للاستخدام البشري، وآن الاوان للحد من التجاوز على شبكات المياه دون وجه حق وهدر المياه وعدم الترشيد الامثل للمياه، وخاصة مع الهجرة الكبيرة التي شهدتها محافظة كربلاء من مواطني المحافظات الاخرى، بعد وصل عدد نفوسها الى اكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وهو امر يتطلب دراسة مستفيضة لجميع الدوائر لايصال الماء لجميع المناطق واستمرار ضخها".
منع كراجات الغسل
وفي مجال منع هدر المياه اكد عبد الله ان" لجنة مشكلة بأمر محافظ كربلاء اتخذت اجراءات عديدة نفذتها مديريتي بيئة وبلدية كربلاء المقدسة لمتابعة كراجات غسل السيارات غير المجازة داخل المناطق السكنية والاحياء، التي تقوم بهدر كميات كبيرة من المياه المخصصة للشرب والاستخدام البشري وتستخدم من قبلهم في غسل السيارات دون وجه حق وهو امر مخالف للإجراءات القانونية الصادرة من الدوائر المختصة، مطالبا جميع اصحاب تلك الكراجات التوقف فورا عن ممارسة هذه الاعمال التي تلحق ضرر كبيرا في توفير مياه الشرب والاستخدام البشري التي من المفترض ان تصل الى الاحياء وتسبب هدرا كبيرا فيها، ووجهت المديرية انذارات واغلقت اكثر من (8) محطات غسيل سيارات غير مجازة، والفرق المتخصصة مستمرة في متابعة من يريد افتتاح مثل تلك المحطات في الاحياء، واحيل اصحاب (4) محطات غسيل سيارات الى المحاكم لعدم التزامهم بالانذار واومر الغلق الصادرة بحقهم".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)