بعد الاعلان عن مشاريع تطوير مداخل بغداد القادم.ة من محافظات واسط وبابل والانبار وديالى ونينوى والشروع في حفر الطرق وحدلها، توقف العمل او اصبح بطيئا جدا فيها، حيث حفرت الشركات المكلفة بالعمل جانبي الطرق في الذهاب والاياب لحوالي ستة امتار عرضا و(32) كيلومتر طولا، حتى رفعت الاسيجة الواقية من وسط بعضها وتحولت الى طرق موت وحصلت فيها حوادث مرورية شبه يومية، مختص بهندسة وانشاء الطرق اوضح الكثير من الامور التي تعتمد عالميا في انشاء تلك الطرق والتخلص من الحوادث او الاضرار بالانسان او بالطرق.
واكد المهندس المتخصص في مجال المقاولات وانشاء الطرق علي زيد لوكالة نون الخبرية ان" هذه الطرق تعد حاليا غير أمنة، بسبب ارتفاع الشارع القديم عن الارض التي تم حفرها وقشطها للتوسعة، ويزيد خطرها في الايام الممطرة، ومعاناة السائقين المستخدمين لهذه الطرق ستكون كبيرة لان مدة التنفيذ طويلة واي توقفات تزيد من المدد والمعاناة، ويسبب استهلاك واندثار بالسيارات، وخطورة على ارواح السائقين والراكبين لان كثير من السائقين غير كفوئين ويسيرون بسرعات عالية ولا توجد دوريات مرورية تراقب تلك الطرق، وتحديدا في طريقي بغداد ـ نينوى ، وبغداد ـ بعقوبة التي تعتبر شوارع عريضة وتحصل فيها حوادث، اكثر من طريقي بغداد ــ بابل وبغداد ـ الفلوجة، كونهما مراقبين من قبل سواء الطرق القديمة او التي تنفذ الان".
واضاف ان" الحوادث المرورية تقع بكثرة لان الشارع يصبح (دبل وايد) او بعرضين ولا يعرف السائق اين الممر الذي يسلكه كون رفع الاسيجة الوسطية جعل الشارع متصل، وحاليا كثير من السيارات ذات سرعات عالية ومن يصل الى سرعة (140 ــ 180) لا يستطيع السيطرة على سيارته او ايقافها امام أي عارض او سيارة تستدير من الجهة الاخرى والموت قريب منه، لان رفع الاسيجة الوسطية سمح للكثير من المخالفين بالاستدارة من أي مكان يريدون، مبينا ان " في كل مشاريع انشاء او اعمار الطرق في العالم تلزم المقاول بفتح طريق ثاني احتياطي لسير المركبات عند كل تقاطع او قنطرة او مجسر قبل ان يباشر بالعمل في الطريق او قطعه وتوسعته، مثلما حصل في مجسر اليوسفية الجديد على الطريق الدولي الذي فتحت له وحسب رأي دائرة المهندس المقيم وما يخدم الشارع، طرق منحرفة نقلت السير بنفس عرض الخط الدولي من اليمين واليسار وبقيت لستة اشهر، واستمر السير بانسيابية وبسرعة محددة بـ(50 ــ 60) كيلومتر في الساعة، وما تحقق ان حركة المرور لم تتوقف ولا توقفت الشركة المنفذة عن العمل".
وشدد على ان " الحكومة هي من تتحمل الخسائر بالارواح والسيارات التي تقع يوميا على تلك الطرق قيد الانشاء التي تركت منذ مدة او حركة العمل بطيئة جدا فيها، لان المقاول مهما كان ملتزما بعقد العمل الا انه يسير بأمر المهندس المقيم، ومهما كان المقاول سيء ويعمل بالمشروع هذا معناه ان دائرة المهندس المقيم هي السيئة، ومعاناة شركات المقاولات المتخصصة بانشاء الطرق او غيرها هو ان تعيين مهندس مقيم من الشباب الذين لم يشرفوا على مشاريع انشاء طرق سابقا وليس لديهم أي خبرات في مثل تلك المشاريع او اصحاب قرار فيها، لان المهندسين القدماء من اصحاب الخبرة يلقون دائما بالمسؤولية على عاتق هؤلاء، واذا اصبحوا اصحاب قرار فتراهم اما يعملون مع مقاولين كبار مدعومين من جهات نافذة والنتيجة ان المشروع لا ينفذ بما خطط له والامثلة على ذلك كثيرة مثل مجسرات الشعب والعلاوي وحي السلام ومدينة الالعاب في البياع وصعوبة الصعود والنزول وتلف الجوينات، وكذلك عمليات الصيانة المخزية التي نفذت في جسور الجادرية ومحـمد القاسم وسريع الدورة".
واوضح ان " المداخل والمخارج لا يسيطر عليها الا بعد السيطرة بموازين الطرق التي تمنع مرور وتغريم الشاحنات التي تتجاوز احمالها الحدود المعقولة وتلحق الاذى بالطرق والبشر، وكذلك منع السيطرات على الطرق السريعة وجعلها خارج الخط السريع على يمين الطريق على بعد (200) متر، وربطها به بعد انتهاء عمليات التفتيش، لان سيارات الحمل اذا توقفت مع امتداد حرارة الجو في العراق الى ثمانية اشهر يفقد التبليط خواصه ويلين ويتجمع افقيا او عرضيا ويصبح متموجا، ولا تنتهي مشاكل المداخل الا بابعاد السيطرات عن الطرق والسيطرة على الاوزان والتدقيق على عمليات الاكساء بخلطات اسفلت معتمدة عالميا".
وكان رئيس الوزراء محـمد شياع السوداني قد "اصدر توجيهات عدة لإنهاء التلكؤ في مشاريع مداخل العاصمة، فيما شدد على ضرورة تزويده بموقف أسبوعي يتضمن تفاصيل سير الإنجاز بهذه المشاريع"، فيما اكد المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حيدر مجيد في حديث صحفي إن " نسب الإنجاز في مداخل العاصمة متفاوتة، ومن بينها مدخلا بغداد واسط وبغداد ديالى، وتتراوح ما بين (55 ــ 60) بالمئة والعمل مستمر"، موضحا أن "الأعمال التطويرية تتضمن إنشاء بوابات رئيسة لمداخل العاصمة بغداد، بطول يتراوح بين (25 ــ30) كيلومترا، فضلاً عن تأهيل الطرق وتوسعتها وإكسائها وتأثيثها، وإنشاء جزرات وسطية وتشجير الأرصفة، ومجسرات وجسور بديلة عن فتحات الدوران الى الجانب الآخر الحالية".
وتابع "كما ستتضمن المداخل بوابات بتصاميم حديثة ونقاط تفتيش إلكترونية مجهزة بكاميرات مراقبة، وعرض كل طريق يبلغ مئة متر ومكون من اربع ممرات"، مشيرا الى ان "الأعمال التطويرية شملت طرق بغداد ــ واسط وطريق بغداد ــ الموصل الواصل الى قضاء الدجيل وبغداد ــ الفلوجة، مسافتهما تصل الى (32) كيلومتر، وطريق بغداد الحلة بطول (34) كيلومتر، ويصل الى ناحية الإسكندرية، وطريق بغداد ديالى بطول (12) كيلومتر ويصل إلى منطقة جديدة الشط".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- المقاومة في لبنان تصدر ملخصاً ميدانياً: رفد الجبهات بالسلاح مستمر.. 95 قتيلاً للاحتلال وتدمير 42 دبابة