بقلم: عمر الناصر
ربما نمتلك الادوات لقراءة واستشراف المستقبل التي لا تمتلكها الكثير من الدول، فهي احدى نتاجات وعصارة فكر وخبرات مراكز الدراسات والابحاث التي تفتقر اليها الكثير من الدول، التي تجنبنا تحديات مستقبلية وخصوصاً بعد ان رأينا كيف كانت هنالك مقارنة تركية باهمية امتلاك ثروة المياه، والتي ربما ستُستغل من قبل بعض الدول التي لديها جغرافيتها الخصبة ومياهها الصالحة للزراعة لاستبدال برميل النفط مقابل كيس قمح، على غرار مقولة برميل نفط مقابل برميل ماء، في وقت لم تستعد فيه الكثير من الحكومات لتحقيق قفزات نوعية في مجال تعظيم الموارد والامن الغذائي والتنمية المستدامة، خصوصاً بعد ان وصل مستوى الجفاف الى معدلات قياسية وارتفاع درجة حرارة الارض، التي يرى الباحثون إن هناك احتمالاً بنسبة ٦٦٪ بأننا سوف تزداد بنسبة ١.٥ من ارتفاع درجة حرارة الأرض ما بين الان وعام ٢٠٢٧، نتيجة ازدياد الانبعاثات الحرارية واتساع رقعة التلوث الذي سيؤثر على انتاج الغذاء وانحسار مياه الشرب وزيادة في ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي.
تضخم عدد سكان العالم وفقاً لتقديرات شعبة السكان بالأمم المتحدة ووصوله الى ٨.٠٥ مليار نسمة في عام ٢٠٢٣، منهم ١.٢٨ مليار يسكنون في الدول المتقدمة، ربما هو بداية لسماع جرس الانذار للقارة الافريقية ودول جنوب شرق اسيا ذات الاقتصاد الهزيل، بل سيجعل ذلك ذريعة وحجة لرفع اصوات بعض الجهات التي تنادي بوقف النسل ربما لتقليل عدد سكان الكوكب، مما يعني بأن ذلك سينسحب على الجزء الاعظم في دول منطقة الشرق الاوسط وافريقيا التي ستتأثر بازمة الغذاء العالمية المقبلة، مما يؤدي لاحتمالية عالية لزيادة الطلب على الغذاء من قبل الحكومات، بعد ان ارتفع مؤشر خطر انخفاض توريد القمح لبقية دول العالم نتيجة تراجع انتاجه لدى اول المصدرين روسيا واوكرانيا بسبب الحرب الدائرة هناك، كونهما يمثلان ٣٠٪ من إمدادات القمح في العالم.
ان ارتفاع سعر القمح منذ انهاء روسيا اتفاقية تصدير الحبوب من البحر الاسود من ٦٥٠ دولارا إلى ٧٢٧،٥ دولار بنسبة تقترب من ١٢٪ ، تفرض علينا وضع خطط وبدائل واقعية لتعزيز استراتيجية الامن الغذائي في العراق، والذهاب لتقديم اعلى الدراسات لابعاد ورقة قوت الشعب عن شبح التقلبات الاقتصادية، على اعتبار بأن السلة الغذائية اصبحت حجر الزاوية الذي يرفع ويخفض من منسوب السخط الجماهيري والشعبي، وهي خيط الوصل الفاصل بين بقاء الطبقة الفقيرة والهشة او عدم بقائها على قيد الحياة.
انتهى ..
خارج النص / يتطلب إجراءات فاعلة من الحكومة والبرلمان لغرض ضمان استقرار الوضع الغذائي ورغيف الخبز.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!