دعا ممثل المرجع السيستاني في كربلاء سماحة الشيخ عبد المهدي الفلسطينيين الى ضرورة الحفاظ على زخم التضحيات في سبيل تحقيق النصر وعودة الأرض المستلبة لأبناء الشعب الفلسطيني الصابر،مبينا ان المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة الإمام السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف) ما زالت تذكر في كلماتها وخطاباتها المواقف المشرفة للشعب الفلسطيني وتضحياته حيث ان السيد السيستاني أكّد علي حقوق الشعب الفلسطيني بخصوصيةٍ عالية خلال لقائه ببابا الفاتيكان البابا فرنسيس مؤخرا.
ورحب الشيخ الكربلائي خلال لقائه بوفد مؤتمر نداء الاقصى المنعقد للعام الثاني في الصحن الحسيني الشريف بحضور ممثلين عن 60 دولة رحب بقدومهم الى مدينة كربلاء المقدسة ومشاركتهم مراسيم اربعينية الامام الحسين عليه السلام
وقال ان ما يميّز هذا الحدث الاستثنائي لأربعينية أبي الأحرار (عليه السلام) أنّه أصبح نموذجاً أعلى في وحدة الإنسانية وصمودها تحت راية واحدة هي راية الحق الذي من أجله ضحى أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) بدمائه الطاهرة ودماء أهل بيته وأصحابه الميامين، حيث ان العالم أجمع قد اصبح يعلم أنّ البشريةَ يمكنها أن تتوحّد في جهودها لصناعة سلام دائم وتقف بوجه التحديات من خلال هذا الانموذج الحسينيّ وما حملته نهضته الإلهية العظيمة من قيم ومبادئ ومُثل سامية.
واوضح الشيخ المهندس عبد المهدي الكربلائي خلال حديثه مع الوفد الضيف أن مبادئ الإمام الحسين (عليه السلام) وشعارات ثورته عالمية المحتوى عابرة لكل الحدود، أي بمعنى أنها لا تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل هي عابرة حتى للهويات والثقافات وجامعة لأعظم الافكار النابعة من الإسلام المحمدي الأصيل، وقد شملت في جذوة الثورة أعماقها المستضعفين والإباء للأحرار والعزّة لأهل القيم والمبادئ، فهي خلاصة ثورة الحقّ أمام الباطل كله باختلاف أشكاله وزمانه ومكانه، وما من ثورة أو نهضة وصمود إنساني إلا تجد فيه أثراً من هذه النهضة التي خرج لأجلها الإمام الحسين (عليه السلام) وقدّم روحه الزكية قرباناً عظيماً.
واضاف سماحته إنّ في ديمومة هذه النهضة العالمية جذوة لا تنطفئ وروحا تعيش بذكر الحسين الخالد (عليه السلام) ونراها في صمود وصبر الثائرين على الظلم والاضطهاد، وبالتالي يجب أن نظل نحيي هذه النهضة ونعرّف بفكرها ومبادئها أكثر ولكن لابدّ في الوقت نفسه من ضمّ العاطفة إلى التذكير بالمبادئ، كما لا يمكن أن تتحقق البصيرة بأحقية الثورة إلا من خلال:
أولاً/ إبراز المظلومية.
ثانياً/ التذكرة بالتاريخ وارتباط القضية بالهوية.
ثالثاً/ أحقية القضية.
رابعاً/ عدالة المعركة.
خامساً/ حتمية النصر، ومن ثم أن نعرف ما هو معنى النصر.
وقال ممثل المرجع السيستاني اننا وبالحديث عن مبادئ هذه النهضة الخالدة، نجد أن قضية أخوتنا في فلسطين تكمن بتضحياتهم العظيمة في مواجهة الاستعمار والمحتلين، لذلك يجب الحفاظ على زخم التضحيات في سبيل تحقيق النصر وعودة الأرض المستلبة لأبناء الشعب الفلسطيني الصابر، هذا الشعب وقضيته المصيرية الذي كانت المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة الإمام السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف) وما زالت تذكرها في كلماتها وخطاباتها ومواقفها المشرّفة، حتى أنّ سماحته أكّد عليها بخصوصيةٍ عالية خلال لقائه ببابا الفاتيكان البابا فرنسيس خلال تشرفه بزيارة مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) والبيت المكرّم للمرجع الأعلى (دام ظله العالي).
واضاف الكربلائي "لكي تبقى هذه التضحيات عظيمةً ولا تنسى وخصوصاً للأجيال القادمة وللشباب والأطفال، يجب على الفلسطينيين أولاً أن يستذكروا بإكبار وإجلال شهداءهم وتلك الأيام التي حصلت فيها الاعتداءات والانتهاكات، مع الحرص على توظيف الإعلام والمسرح والكتابة والأدب للتذكير كل عام بهذه التضحيات الجسيمة، وأن تظل شعارات عاشوراء خالدةً في نفوس الفلسطينيين (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد) و(هيهات منّا الذلة) و(يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام....) و(ألا من ناصر ينصرنا، ألا من مغيث يغيثنا، أما من معين يعيننا)..
وتابع حديثه وإذ نحن نستذكر بطولات الفلسطينيين الغيارى، يتبادر السؤال الأهم: كيف نجعل الثورة الفلسطينية تتسع دائرة تأثيرها الإنساني إلى مختلف المجتمعات؟
ودعا الشيخ الكربلائي الى ضرورة التذكير دائماً بالمظلومية المشتركة بين القضية الحسينية والثورة الفلسطينية مع التركيز على القيم والمبادئ العظيمة التي خلّدتها قضية سيد الشهداء (عليه السلام) وجعلها نموذجا للثورات الإنسانية ومنها الثورة الفلسطينية.
وكما دعا الشيخ الكربلائي الفلسطينيين بان يستلهموا أكثر من ثورة أبي الأحرار (عليه السلام) وان يبقوا صامدين كصموده الأبيّ على عرصات كربلاء مضحياً بروحه الزكية فداءً لله (سبحانه وتعالى) لاجل ان تعلو كلمته العليا ويزهق الباطل وأنصاره في كل زمان ومكان.
وقال ممثل المرجعية العليا خلال حديثه إنّ القضية الحسينية تمتلك شهداء وتضحيات عظيمة ويجب بذلك استذكار الشهداء بصورة دائمة، إحياء لمناسبات شهداء الثورة الفلسطينية، وتذكر هذا الأمر بصورة مستمرة والبكاء عليهم وتكون هذه الصورة ظاهرة أمام الناس من أجل أن يكون هنالك ربط عاطفيّ ووجداني مع القضية الحسينية والمبادئ الحقّة؛ وكذلك إبراز مظلومية الشعب الفلسطيني وإظهار وحشية المعتدي الغاصب من أجل أن نبقى ناصرين لأي قضية في العالم يحصل فيها الظلم والاعتداء الآثم.
واضاف انّ من المهم أيها الأخوة الكرام إثارة العاطفة، فهي تجعل القضية راسخةً وقوية بحيث تعطي القدرة على الصبر والتحمّل والمطاولة في المقاومة والثبات على المبادئ، كما أن هنالك نقاطا مهمة أذكرها لكم:
اولا يجب الاستمرار في إظهار مظاهر البطولة الفذّة بصورة دائمة مستمرة لكي نظهرها للأجيال الجديدة.
ثانيا - لابد من البصيرة بأحقية الثورة؛ لأن هنالك محاولات إعلامية للتشويش بأحقية الثورة الفلسطينية، من خلال ربط القضية بالتاريخ وبيان أحقيتها.
ثالثا - لابد أن يتركّز في أذهان الجميع حتمية النصر وماهيته، فالإعلام المغرض كما تعلمون من الممكن أن يضعف هذا الأمر في النفوس، ولكن يجب أن يتم إظهار ماهية النصر الحقيقي للرد على الماكنات الإعلامية المدمرة والرسائل الخدّاعة، فما دام هنالك مظلوم يطالب بحقّه فهذا نصر بحد ذاته.
رابعا إنّ معنى النصر بالقضية الفلسطينية هو ليس المقصود بالنصر العسكري وإنما بديمومة حرارة الثورة ووهجها وقوّتها وإبقاء جذوتها متقدة في قلوب الأحرار وأبناء البلد الغيارى.
خامسا - إبراز القضية الفلسطينية عالمياً، من خلال عقد التجمعات والمؤتمرات وجمع الشخصيات المؤثرة من مختلف الدول للتعريف بهذه القضية والكشف عن حقيقة المعتدين وما يجري على أبناء الشعب الفلسطيني الصابر.
سادسا - يجب أن نأخذ من الإمام الحسين (عليه السلام) شيئين مهمين، الالتزام بالمبادئ والقيم وربط عاطفتنا ووجداننا مع القضية الحسينية لإدامتها وتجديدها.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟