بقلم: صالح لفتة
لا يقاس تطور البلدان دون تطور مستوى التعليم فيها ومتى ما أرادت دولة النهوض والتطور في كل مناحي الحياة إلا واولت التعليم العالي اهتمامها الأكبر.
في العراق التعليم العالي والتعليم الابتدائي هو ذاته قبل أكثر من ثلاثين سنة سواء في القوانين أو المخرجات او طريقة الاختبارات والتدريس بل حتى في نفس المواضيع التي تدرس إذا ما دققنا جيداً.
مازلنا نقيس مستوى الطالب على السادس الإعدادي دون اعتبار لمستواه في جميع المراحل الدراسية لمدة أحد عشر سنة دراسية تضرب في عرض الحائط و نحدد مستوى ذكائه على أقل من نسبة عشرة بالمئة من سنين دراسته وما يرافق تلك السنة من ظروف ربما تقلب الدرجات رأسا على عقب.
أما في ما يخص التعليم العالي لدينا من الشهادات العليا ما يفوق التصور وحتى باختصاصات لم تعد تدرس حتى في الدراسات الأولية لكن في العراق مازالت توزع فيها شهادات الدكتوراه والماجستير.
البحث العلمي والاختراعات والاكتشافات عالمياً وحصة العراق المتدنية من تلك الاكتشافات قياساً على عدد الباحثين.
ان اراد العراق فعلاً اللحاق بركب العالم عليه أن يهتم أكثر في ملف التعليم سواء الابتدائي والعالي وهناك الكثير من الإجراءات والخطوات التي تساهم في تطوير التعليم في العراق
منها أخذ بالحسبان معدلات المراحل التي تسبق السادس الإعدادي إذ ليس من الصحيح ربط مستقبل الطالب بسنة واحدة وترك احد عشرة سنة من التعب والجد تذهب هباءاً منثورا.
تغيير في نظام الامتحانات التي مازالت تجري بنفس الطريقة لعشرات السنين ونقصد نوعية الأسئلة او طريقة التصحيح مع الاقتصار على الامتحانات الورقية وإهمال الاختبارات الإلكترونية.
المادة التي يتم تدريسها ولنسأل أنفسنا هل ما يدرس يجاري عقل التلاميذ والطلبة في عصر التكنلوجيا والانترنت والذكاء الاصطناعي وهل هناك فائدة مستقبلية لتطوير مهارات الطلاب ما حجم التدريب العملي في الدراسة قياساً للدروس النظرية.
وهناك أخطاء أخرى يجب تداركها وهي إضافة درجات للطلبة الذين لديهم شهداء أو فئات أخرى أضيفت لهم درجات بقوانين وكأنه عجزنا ان نعطي تعويضات مادية أو غيرها لمن فقد عزيزاً فنعطية شيء غير مادي له تبعات على مستقبل وطن من ظلم للاذكياء وتميز بين الطلاب ووضع من لايستحق في مكان يستحقه غيره.
التركيز على تطوير التعليم الابتدائي مهم وعند حصول تقدم فيه سينعكس ايجابياً على التعليم العالي و نشاهد قفزة نوعية في عدد العلماء والباحثين.
بالتأكيد اننا لا نقدم وصفة جاهزة ولا نعلم اي التجارب التي تناسب العراق إذا لم يبت بها الخبراء و المختصين لكننا نحاول إثارة بعض القضايا لعلها تجد أذان صاغية وتأسس لما هو أفضل مستقبلاً.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- التسرب من التعليم
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى