بقلم:عباس الصباغ
لايضيف جديدا من يقول ان ملف الخدمات والبنى التحتية المرتبطة بها ساهم بشكل كبير في زعزعة ثقة الشارع العراقي بمن تصدى للأمور ولجميع الحكومات المتعاقبة ووصول شعبية تلك الحكومات الى درجة متدنية جدا وهو احد اسباب اندلاع تظاهرات تشرين المليونية المباركة املا في تغيير الحال وفي جميع المجالات التي تصب في رفاهية الشعب العراقي ونيل استحقاقته التي غبن فيها لعقود طوال . تقديم الخدمات هو استحقاق جماهيري وواجب على الحكومة (اي حكومة كانت ) في ذات الوقت ، وليس شعارا انتخابيا او مادة للاستهلاك الاعلامي ، فلأول مرة طرحت هذه الفكرة ضمن البرنامج الحكومي للسيد السوداني الذي اعلن عن توجه حكومته بانها حكومة خدمات (خدمية ) ، ولو ان التنفيذ جاء بطيئا لثقل المهام الملقاة على عاتقه وجسامة التكاليف المناطة به والارث المزمن والمتراكم من سلسلة التأسيسات الدولية الفاشلة والاخطاء الحكوماتية المتلاحقة والتي دفع الشعب العراقي بكافة الوان طيفه الثمن باهظا من سعادته وفرص تطوره وازدهاره وامنه ، لذا لم يكن طريق حكومة السيد السوداني معبّدا وسالكا او مفروشا بالزهور لانه ورث تبعات كوارث اخطاء جميع الحكومات المتعاقبة السابقة سواء لماقبل التغيير النيساني او لمابعده فهو يحتاج الى اكثر من عصا سحرية او اكثر من معجزة لتعويض تلك السنوات العجاف. واقعا ـ وبحسب رايي ـ ليس من الصحيح ان توصف اية حكومة في العالم بانها حكومة خدمات كون الخدمات تأتي من صلب اولويات مهام الحكومات في كل زمان ومكان ومن اولى واجباتها تجاه شعوبها وليس منة او فضلا او كرما ، وكما يرد في الكثير من وسائل الاعلام العراقية بكافة اشكالها ذكر انجاز مشروع ما او المباشرة بمشروع معين بشيء من التهليل والاكبار والاعجاب كأن ماتنجزه من مشاريع شيء ملف للنظر او مكرمة منها لشعب انتظر تلك الخدمات لعقود طوال بعد ان حرم منها في حين ان ابسط دول العالم ومنها دول الجوار تتمتع بها كاستحقاق وطني واجب على حكوماتها فالدول المتقدمة خاصة دول العالم الاول او الثاني من المعيب ان تنشر اخبار تلك الخدمات او المشاريع لانها تقوم بواجباتها الوطنية المكلفة بها تجاه شعوبها اما دول العالم الثالث (ومنه العراق) فتقوم الدنيا ولا تقعد عند المباشرة بأية خدمات او حتى لمجرد طرح الفكرة على الملأ وتعد ذلك فتح الفتوح . لذا نامل من حكومة رئيس الوزراء السيد السوداني ان يعمل بصمت ويجعل اعماله تتكلم بدلا عنه بدون ضجيج او تهليل اعلامي او تسويق دعائي فالمهام طويلة وعريضة لها اول وليس لها آخر تبدأ من تحسين الواقع المعيشي(المادي ) للمواطنين ولاتنتهي بتحسين الواقع الخدماتي لهم كالكهرباء والماء والمعالجة الفورية لمسائل التصحر والجفاف اضافة الى المعالجات البيئية وتوفير مستلزمات الواقع الصحي والتربوي والامني فضلا عن تحسين الواقع الاقتصادي وهو الاهم وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتنويع مصادر الدخل القومي وتنشيط القطاعات التي تساهم بذلك فضلا عن حماية العملة الوطنية وثبات قيمتها امام العملة الصعبة وغير ذلك من الامور التي يطول شرحها والكلام يطول وفيه شجون حسب قول سيدنا علي بن ابي طالب (ع) .
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031