بقلم: محمدعلي ابو هارون
البكاء والحزن والتأثر والتالم والتاوه والحسرات كلها انفعالات طبيعية للإنسان وهي ليست منقصة أو صفة مذمومه .
من الطبيعي أن يحزن المرء ويبكي لفقد عزيز أو تضييع حق أو فراق أحبة أو تأثرا بكارثة طبيعية اوحدث ما .
ذرف الدمع ليس عيبا بذاته ويتساوى فيه الرجل والمرأة وأثبت العلم أن البكاء امر طبيعي للرجل مثلما هو للمرأة والطفل والسقيم والسليم المودع والمفارق والمهاحر والغريب والبعيد والقريب .
الف الناس أن ينتقدوا الرجل ويلوموه لبكائه باعتبار أن البكاء صفة عاطفية مختصة بعواطف النساء وقديما قبل إن الرجل لايبكي لأن البكاء من شأن المرأة فحسب .
ثبت أن هذه المقولة عارية عن الصحة تماما اذ أن البكاء انفعال طبيعي للإنسان الرجل والمرأة على حد سواء .
حدثنا التاريخ عن البكائين الخمسه
وهم ادم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين عليهم السلام
أما لماذا بكى ادم فإنه بكى على الجنة حين اخرج منها
حتى صار في خديه أمثال الأودية، واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره
أما يوسف فقد بكى في السجن حتى تاذى أهل السجن لبكاءه فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما
فكان في اليوم الذي يسكت به اسوأ حالا!!!
وبكت فاطمة بعد فقدها رسول الله صلى الله عليه وآله .
وبكى الامام علي بن الحسين زين العابدين على أبيه الامام الحسين بن علي سنين طويلة وكان بكاؤه ظاهرة تعبيرية ربما قد تكون سياسية رافضة للحكم المتسلط على رقاب المسلمين والذي قتل عترة المصطفى واستباح دماءهم إلزاكية .
قد يسأل سائل لماذا البكاء على الحسين وماهي مشروعية البكاء ؟!.
والجواب على هذا التساؤل نقول إن أول من بكى الحسين جده المصطفى وابواه فاطمة وعلي وزوجات النبي .
فمشروعية البكاء هي من رسول الله وسنته التي هي قوله وفعله .
بكى الرسول على عمه الحمزة سيدالشهداء بل دعا إلى إقامة المجالس على عمه الحمزة بقوله الشريف
ان حمزة لابواكي له
داعيا القوم إلى إقامة مجلس عزاء على الشهداء وعلى رأسهم الحمزة بن عبد المطلب اسد الله وأسد رسوله عم محمد وعلي وهو الذاب عن رسول الله بكل مااوتي من قوة .
اجل بكى الحسين جده المصطفى وأمه الزهراء وأبوه المرتضى .
وبكاه علي بن الحسين مقيما مجالس العزاء الحسيني في كل مكان وزمان
البكاء إذن ليس عيبا أو بدعة أو أمرا مغايرا لسنة الله ورسوله على العكس تماما
ورد في الأثر الشريف الاستعاذة من العين التي لاتدمع
اللهم اعوذ بك من قلب لايخشع وعين لاتدمع ..
الدمع تعبير حقيقي صادق عن الحب والعشق والولاء والتأسي بالنبي المصطفى وهو أحياء لسنته المطهرة
أفلا نبكي من بكاه رسول الله وبكته ملائكة السماء واهل الأرض ومن عليها ...؟!
البكاء تخليد لذكرى الفقيد وهو شوق إلى الحبيب وميل طبيعي للتعبير عن الحزن ومدى التأثر وقد أثبت علم النفس السلوكي أن من لايبكي لمصيبة أو فقد حبيب أو عزيز قد يصاب بأمراض نفسية كالكابة وغيرها ..
تعالوا لنحيي سنة رسول الله من خلال دمعة نذرفها على من بكاه الحبيب المصطفى
كما أن فلسفة البكاء هي التعبير الاعتيادي للحزن ومدى الفاجعة وعظم الرزية التي تواجه الإنسان
وصدق العالم الجليل الشيخ محمدعلي الأعسم النجفي
عندما قال في قصيدته الهائية الخالدة :
يـابنَ النبيّ المصطفى ووصيِّهِ
وأخا الزكيِّ ابنَ البتولِ الزاكيه
تـبـكيكَ عيني لا لأجلِ مثوبة
لـكـنّـمـا عيني لأجلِكَ باكيه
تـبـتـلُّ مـنكم كربلا بدمٍ ولا
تـبـتـلُّ منِّي بالدّموعِ الجاريه
أَنْـسَـتْ رزيـتُكُم رزايانا التي
سـلـفت وهوّنت الرزايا الآتيه
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!