بقلم: محمد علي ابو هارون
ظاهرة تسترعي انتباه المراقبين بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والعقدية والسياسية والمذهبية .
إنها مليونية مسيرة الاربعين الحسيني .
على أرض اريقت فيها دماء عترة المصطفى الهادي الامين والصحب والأنصار يتزعمهم سبط رسول الله الحسين بن علي (عليهم السلام).
كان ذلك في بداية العقد السابع من القرن الهجري الأول .
لكن الملفت للنظر أن الملايين من أصحاب القلوب التواقة لعشق محمد واله الكرام تنطلق تاركة الأهل والديار من جميع الاقطار والامصار في مسيرة الانتصار .
اجل إنها رمزية انتصار الدم على السيف والحقيقة على التزييف والحرية على التسلط والعنجهيه.
كان الحسين وكانت كربلاء مجموعة من الشاهدين الشهداء وقفت تلك الوقفة التاريخية مجسدة صدى الرفض بكلا افقها رحب سعته الأرض كلها .
رفض الظلم والوقوف أمام الحكم المتغطرس .
تمثل مسيرة الانتصار على أرض الحضارات وفي معقل ابي الانبياء سيدنا ابراهيم ومنطلق الحركة الرافضة للصنمية والداعية إلى التغيير الذي تنشده السماء يقف المرء ناظرا إلى لوحة رسمت بريشة العشق الالهي وحركتها انامل العاشقين .
تشهد ارض الرافدين دجلة والفرات مهد النبوات وعلى التراب الذي سارت عليه جحافل الانبياء والاولياء حركة ليست كباقي الحركات لم تدعو لها الحكومات ولا الأحزاب والمنظمات ولا اي من الزعامات حركة تجسيد الروح الرافضة للقيود المتطلعة إلى اليوم الموعود .
الملايين من داخل ارض الحدث التاريخي الفريد ومن خارجها شدت احزمة السفر وحقائب العشق السامي إلى موطن الشهادة وارض الولاء .
تجدد الملايين الزاحفة بزحفها المقدس عهد الالتزام بنهج صاحب الذكرى وخط جده وأبيه المصطفى والمرتضى عليهما والهما صلوات الله وسلامه .
إنه الزحف المنظم والخارج عن المألوف والمعد من قبل الأرواح والذي لم تستوعبه الإرادات ولا تحتويه خطط الحكومات إنه الميل الطبيعي لسمو الأرواح والرغبة الجامحة بالقاء نظرة تكريم وتقديس وتبجيل وتحية واحترام لصاحب النهضة المحمدية العلوية الكبرى .
لم يكن الحسين (ع) حاكما على الناس بالمعنى المتعارف لكنه استولى على القلوب كجده وأبيه إنه زرع محمد وغصن شجرته المقدسة من فرعها فاطمه وعلي (صلوات الله عليهم).
أجل تزحف الملايين التي تتوجه من كل مكان باتجاه نقطة المثابه ومنطلق الحركة نحو السمو والتعالي من أجل الارتباط بروح العقيدة ومحور حركتها الرائده .
إنه مسير الانتصار الذي يجسد رمزية ليس لها مثيل تشترك في رسمها قلوب العاشقين من كل الجهات وهي تتجه صوب بن بنت سيد الكائنات من قال فيه المصطفى الامجد :
حسين مني وانا من حسين
مقولة رائعة ليست كلمات عابرة تشير إلى كون الحسين من رسول الله وهو منه .
ابدا وكلا والف كلا
إنه تجسيد لمعنى أن حركة الحسين حركة محمد وعلي
هو هو ..
في الدور والريادة والزعامة الروحية والقيادة
إنه سيد من السادة
الخمسة ال العبا
خامسهم ومخلد ذكراهم على مدى الأيام
تبقى مسيرة الاربعين المليونية تحمل رمزية حقيقية وتمثل مسير الانتصار .
اجل إنه مسير الانتصار ..
أقرأ ايضاً
- المسير الى الحسين عليه السلام، اما سمواً الى العلى وإما العكس
- حرب الطائرات المسيرَّة
- الامام الكاظم (ع) من النعش الغريب المنادى عليه بأستخفاف الى مرقد يعانق السماء و تشيع ومسير الملايين من القلوب المحبة