بقلم: علي حسين
سأكرّر السؤال للمرة الألف إلى أن يتفضل أحد السادة المسؤولين ويجيبني: هل أصبحنا أسرى للبؤس وغياب الخدمات؟ ولماذا يعلو صوت الإهمال والمحسوبية والفساد ولا يُعلا عليه؟ أين تذهب الأموال التي تخصص للخدمات والإعمار؟ بالتأكيد نحن أمام لغز الألغاز؟
مئات المليارات أنفقت ولا تزال العاصمة بغداد أشبه بقرية تعيش في زمن القرون الوسطى، ماذا فعلت الحكومات التي تشكلت منذ عام 2005 وحتى لحظة كتابة هذه السطور؟ لا أصدق عادة الحكايات الخرافية عن المؤامرة التي تتربص بنا، ولن تقنعني كلمات بعض النواب والمسؤولين التي يقولون فيها إن هناك من يريد وضع العصا في عجلة التنمية.. لماذا ومنذ سنوات وكل شيء سيئ وعاجز في بلاد الرافدين؟
قبل أيام نشر موقع "نومبيو" تصنيفه الذي يُعنى بالمستوى المعيشي لدول العالم، حيث ذكر الموقع في تقريره لعام 2023 أن "العراق جاء بالمرتبة الثالثة بأسوأ رعاية صحية في العالم من أصل 94 دولة مدرجة بالجدول، حيث حصل على 43.46 نقطة". وبين أن "فنزويلا جاءت أولاً بأسوأ رعاية صحية في العالم ، تلتها بنغلاديش ثانياً ، ومن ثم جاء العراق ثالثاً، وجاءت مالطا رابعاً.. أما البلدان التي حصلت على أعلى المراتب عالميا فهي تايوان وكوريا الجنوبية واليابان والدنمارك خامساً.. وإذا تسألونني عن الدول العربية فقد حظيت دول الخليج بالمراتب الأولى والتي كانت من نصيب قطر والإمارات والسعودية ومعهما الأردن ولبنان رغم ما يعانيه.
سيقول البعض يارجل لماذا تكتب دائما بإعجاب عن بلدان مثل اليابان وسنغافورة والإمارات واليابان؟، لأن هناك ياسادة ما يمكن لكاتب مثلي أن يتحدث عنه لقراء زاويته اليومية، تأملوا حجم الأموال التي صرفت على الصحة في العراق منذ عشرين عاماً، وراجعوا المشاريع الوهمية التي ظلت الحكومات تسخر فيها من المواطنين البسطاء.
ودققوا في اسماء المستشفيات التي وضع لها حجر الاساس ثم تبين ان الامر مجرد "شو اعلامي". كلما أقرأ تقريراً دولياً عن حجم الخراب الذي نعانيه أتذكر صورة الراحل الشيخ زايد الذي قاد الإمارات نحو تحول كبير من دون خطابات ولا شعارات، وإنما بصدق الأفعال والنوايا، وعندما غادر عالمنا كان قد اطمئن على أن بلاده تحولت إلى واحة من الطمأنينة والعمل والعافية.
ما الذي سيقوله البرلمان العراقي عن تقرير الخدمات الصحية هذه ؟، بالتأكيد سيخرج علينا البعض يحذرنا من مثل هكذا تقارير تسعى لتشويه صورة الديمقراطية العراقية أمام العالم.
بعد كل هذه الانجازات ألا ترى معي عزيزي القارئ أن القائمين على شؤون هذه المنظمة عملاء وأن الأمر لا يعدو أن يكون حسد عيشة؟.
هناك دول تنهض لتنافس في اسعاد شعوبها، ودول تصر على العيش في نظرية المؤامرة.
أقرأ ايضاً
- جناب المسؤول "ياكل ويگول لنفسه بالعافية"
- هنالك شعوب تتاثر بحكومات غير بلدانها
- إسرائيل ومشروع التدمير للبلدان العربية