كشف مدير مستشفى ابن البيطار التخصصي، الدكتور حسين علي الحلي، عن وجود 6 آلاف حالة مرضية تنتظر دورها في الخضوع للجراحة منذ العام 2008 في مشفاه الذي تبلغ طاقته الاستيعابية القصوى نحو 700 عملية جراحية في العام الواحد.
وبينما قال الحلي ان المستشفى \"مديونة\" بمبالغ طائلة لشركات الأدوية، بعدما قلصت ميزانيتها فاضطرت الى شراء الادوية بالآجل، اشار الى ان مسؤولين حكوميين ناصبوه العداء لأنه رفض \"وساطتهم\" لتقديم موعد اجراء عمليات لاقاربهم.
وتتمتع مستشفى ابن البيطار بسمعة عريضة في الاوساط الطبية والصحية، بعدما نجحت في اجراء تداخلات جراحية للمئات من مرضى القلب. ويقول مرضى راجعوا هذه المستشفى انهم فوجئوا بمستوى النظافة فيها، على خلاف نظيراتها من المستشفيات الحكومية الأخرى.
ويذكر مدير المستشفى الدكتور حسين علي الحلي، في مقابلة مع \"العالم\" أمس الأحد، ان \"مستشفى ابن البيطار مفتوحة لجميع العراقيين من الشمال الى الجنوب\". لكنه يشكو من ان \"الزخم على مستشفانا كبير جدا، رغم وجود مراكز تخصصية اخرى، ولكن الناس تأتي الى ابن البيطار\".
وتابع \"في يوم من الايام شكوت الى وزير الصحة ان الزخم كبير، فقال لي: ماذا افعل لك اذا كان المواطن يريد العلاج بمستشفاك حصرا\".
ويقول الحلي ان \"ابن البيطار تعرضت الى تخريب كامل في احداث 2003\". وأضاف \"حسب تقرير الجيش الاميركي حينها، فان نسبة الدمار في المستشفى بلغت 75%، وتمكنا بجهودنا الذاتية من اصلاح الـ 25% السليمة ولكن مقابل انحسار السعة السريرية من 250 سرير الى 130 ومن 8 صالات عمليات الى ثلاثة ومن عناية مركزة سعتها 25 سريرا الى عناية مركزة بثمان اسرة\". ويقول \"نحن على هذا الوضع منذ 2003 والى الان وهذا لا يكفي للعدد الهائل من المرضى\".
ويضيف ان \"عدد صالات العمليات وعدد ردهات العناية المركزة هي من يحدد عدد العمليات اليومي\"، موضحا ان \"عملية القلب المفتوح تحتاج من اربع الى خمس ساعات يوميا، وبهذا فان كل صالة عمليات تنجز عملية واحدة يوميا، أي بواقع ثلاث عمليات يوميا\". لكنه يؤكد \"نسعى جاهدين الى اجراء خمس عمليات يوميا وان اضطررنا الى العمل ليلا لان طابور الانتظار الذي اعلم به منذ 2008 وحتى نهاية 2010 وصل الى ما يقارب الـ 6000 مريض في وقت طاقتنا التحملية هي 700 مريض سنويا\". وقال \"انظر كم سنة يحتاج من ينتظر وهذه هي حقيقة الاوضاع في مشفانا\".
ويشير الحلي الى ان \"هناك مراكز قلب اخرى في العراق، كالمركز العراقي الذي يجري عمليات جراحية وكذلك مستشفى ابن النفيس، وفي الناصرية هناك مستشفى للقلب والقسطرة والجراحة ولكن المرضى لا يرتضون الذهاب اليها ولا يقبلون بغير ابن البيطار لثقتهم فيها\". وتابع \"هناك ايضا مراكز قسطرة وجراحة في اربيل والسليمانية وعداها في الحلة والنجف وكربلاء والبصرة\". ويضيف \"احيانا نتوسل الى المرضى ان يجروا عملياتهم في هذه المراكز، ولكنهم لا يرضون\".
لكن الحلي يقول ان ابن البيطار هي \"المستشفى الوحيد في العراق التي تعالج الاطفال\"، موضحا ان \"عيادة المستشفى الخارجية تستقبل نحو 300 مريض يوميا واصبح عملنا اشبه بأي مشفى اخر غير تخصصي\".
وعن المشاكل التي تواجه عمل ابن البيطار، قال الحلي لصحيفة العالم \"كادت المستشفى ان تتوقف نتيجة تقليص الموازنة في مجلس النواب، ولكنني قمت شخصيا بشراء احتياجاتنا الطبية بالدفع الاجل والان بذمتي للدائنين مليارات الدنانير واعداد المراجعين للمشفى في تزايد\".
ويرى الحلي ان \"المراكز التخصصية المنتشرة في البلاد غير كافية لسد الحاجة الفعلية، وليست جميعها مؤهلة كما ابن البيطار عدا ابن النفيس والمركز العراقي، بينما المراكز في اقليم كردستان ليست بالمجان وجميع العمليات تكون بمقابل مادي\".
وعن عدم وجود نسخة ثانية من ابن البيطار في بغداد او المحافظات، قال \"هناك مستشفى ابن النفيس والمركز العراقي والناصرية ومن المفروض ان تكون توائم لابن البيطار، فلها ذات الصلاحيات والتخصيص المالي\".
ويشرح الحلي ان \"عمل المستشفى عبارة عن سلسلة حلقات واي واحدة منها تختفي ينقطع العمل وان كانت الحلقة المفقودة بسيطة\". وقال \"لدينا قضايا طبية سعرها 3000 دولار، ولكن يوجد مادة معينة بعشر دولارات، اذا كانت غير موجودة فسيتوقف العمل\". وتابع \"في شهر حزيران الماضي نفد في صيدليتنا دواء معين قيمته خمسة دولارات، ولكنه اوقف العمليات 18 يوما\". واضاف \"لم نعثر على هذا الدواء في دول الجوار واضطررت للسفر الى فرنسا لجلب كميات صغيرة منه وخبأتها في حقيبتي الدبلوماسية وكأني مهرب، ولكن تمكنت ان اعيد اجراء العمليات\".
وعن الطريقة التي يمكن ان تعالج حالات الانتظار التي يستغرق بعضها سنوات، قال الحلي \"لدي تقرير مفصل عن حالات الانتظار وقدمته لمعالي الوزير ولكن لم نتمكن من علاج جميع الحالات وحتى فكرتنا لتوسيع المستشفى ستاخذ وقتا طويلا بين البناء والتجهيز\".
ويقول الحلي ان \"السياسة الطبية في العراق غير واضحة المعالم، ولا احد يأبه لقطاع الصحة في العراق على العلم انه القطاع الاهم\".
وعن تأثير \"الواسطات\" على لوائح الانتظار، قال \"لاتوجد لدينا أي واسطة في قبول الحالات المرضية ولا اقبل بهذا الامر مطلقا ورغم مكانة المسؤول الذي يتوسط، وهذا الامر دفع بعضهم الى ان يناصبني العداء وكتابة تقارير سيئة عن ادائي الى جهات مختلفة\".
أقرأ ايضاً
- تحت وابل القصف الوحشي:بعثة العتبة الحسينية للإغاثة تدعم مستشفى النبطية بوجبة ثانية من المساعدات
- التخطيط: إتمام 99 بالمئة من عمليات الترقيم والحصر بـ 15 محافظة
- وزارة المالية تسحب يد مدير عام الهيئة العامة للضرائب