- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فريق الساسة في العراق وقواعد اللعب النظيف
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
مع الترابط والتفاعل الشديد بين المصالح السياسية والإقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي، على "ساستنا" أن يعملوا، وبسرعة، وقبل فوات الأوان، على تبني منهج جديد في التفكير والعمل.
عليهم (على الصعيد المحلّي) مغادرة النمط البائس في الحكم والإدارة والتصرف بالموارد الإقتصادية.. وطي مرحلة الطرق الساذجة والبدائية في فرز وأختيار الأصدقاء والأعداء والحلفاء (على الصعيدين الإقليمي والدولي)، التي انتهجوها (وبفشل ساحق) منذ عام 2003، وإلى هذه اللحظة.
عليهم فهم وإدراك واستيعاب المتغيرات والتوجهات الجديدة للفاعلين الرئيسيين في الإقليم الذي يعيشون في إطاره، ويتعاملون مع العالم من خلاله.. وإلاّ فإنّ العواقب ستكون وخيمة، عليهم وعلينا، وعلى العراق بأسره.
من المعيب أن نعيد تذكير "ساستنا" ببديهية عدم وجود عدو دائم أو صديق دائم، بل وجود مصالح دائمة في العلاقات الإقتصادية والسياسية الدولية.
المتغيرات والتوجهات و "قواعد اللعبة" الجديدة هي:
- الأولوية الآن هي لاستقرار المنطقة (منطقة الشرق الأوسط)، بغض النظر عن نوع الحاكمين، وطبيعة هويتهم وأيديولجيتهم وعقائدهم (ومذاهبهم).
- التأسيس لـ "ترتيبات" جديدة، تسمح بتقاسم النفوذ السياسي والاقتصادي، والإتفّاق على آليات جديدة لتقاسم السوق، وحماية المصالح.
- سقوط "المحرّمات" التي كانت تمنع إقامة أي نوع من العلاقات بين السعودية وايران، وبين السعودية وروسيا، وبين السعودية وسوريا، وبين الإمارات وسوريا، وبين تركيا ومصر، وبين الصين وهذه الدول كلّها.
- واهمٌ جداً من يعتقد أنّ الولايات المتّحدة الأمرريكية والدول الاوروبيّة الرئيسة، بعيدة، أو غير فاعلة ومؤثّرة، أو غيرمعنيّة بهذا كلّه.
- حتّى روسيا منخرطة في هذه الترتيبات ومعنيّة بها، بل وتشارك فيها بشكل مباشر (من خلال علاقتها الوثيقة بإيران)، أو بشكل غير مباشر (من خلال الصين كوسيطٍ فاعل، حيث تأتي زيارة الرئيس الصيني لروسيا في هذا الإطار).. وما تصاعد ضراوة الحرب الروسية الأوكرانية الآن، إلاّ مقدّمة لوضع ترتيبات لإستقرار قادم، ستكون لنتائجه (الإقتصادية بالذات) تداعيات مهمة على الصعيد الدولي، وبالذات على الدول الرئيسة المُنتِجة للنفط والغاز.
هل سيُدرِك "ساستنا" كُلّ ذلك؟ هل لديهم القدرة والإدراك الكافي لفهم ما يحدث حولهم، وإلى أين يُمكن أن ينتهي المطاف بهم، وبالعراق خلاف ذلك؟
هل سيتعلّمون الدرس بالطرق الصعبة والقاسيّة والمُرّة، وبالمزيد من التضحيات والخسارات والخيبات والإنتكاسات..
أم سيتمّ إجبارهم على مغادرةِ ميدانٍ لا يُجيدون الإلتزامَ أو التعاملَ مع قواعد اللعبة الجديدة فيه.. بعد عقدين طويلينِ من الحكم الفاشل، والإدارةِ المشينةِ المُبدّدة للموارد.. تلك المموارد المادية والبشرية الهائلة، التي تمّ الإستعاضة عن تكريسها واستخدامها في التنمية والنهوض والتحديث، بهدرها دون رحمة في الفوضى والخراب.
ستكونُ الخسائرُ قاسية، إن لم يفهم "الفريق" السياسي في العراق، ضوابطَ وقواعدَ "اللعب النظيف"، التي بدأ (أو سيبدأ) تطبيقها على جميع "نوادي" الدول في هذا العالم.
أقرأ ايضاً
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى