- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
موظف بدرجة رئيس وزراء ؟ ام رئيس وزراء بدرجة موظف ؟
بقلم: بركات علي حمودي
لماذا ظهر السوداني ساهم الوجه بأغلب ساعات المباراة ؟
خاصةً عندما نزل الى منصة التتويج !!
هل كان خائفاً من صيحات الاستهجان ؟ ام ان خوفه كان ابعد من ذلك، خارج اسوار الملعب ؟!
السوداني، قد يعلم او لا يعلم، بأنه بين 70 الف شخص تقريباً، اغلبهم من الطبقة الشابة، و اضعافهم خارج الملعب، وعشرات ومئات اضعافهم في البلد.
هذا العدد، هو خزان بشري هائل قابل للانفجار آجلاً او عاجلاً.
فالبطالةُ و الفشل و الفساد سيرهقهم في النهاية ولن يصمتوا نهائياً كما يعتقد البعض بوجود فواعل داخلية مساعدة على الانفجار الشعبي.
وما أصوات الموجودين في الملعب الذين هتفوا بصوت واحد (نزّل الدولار) الا دليل على حنقٌ مؤجل على الوضع الحالي، ربما لن يستمر طويلاً !
ربما ان قضية الدولار ستُحل بطريقةً او بأخرى و ربما سيصل في النهاية الى مستوى الـ 1500 وسيُعتبر علينا انجازاً حكومياً وستصمت الناس !
لكن قضية الدولار ليست الوحيدة بين مشاكل كثيرة اولها اقتصادية و تأتي معها المشاكل السياسية والفساد والامن
وكل هذه المشاكل مرتبطة ببعضها و متشابكة بطريقة صعبة التفكيك.
السوداني ارتضى لنفسه دوراًً بأن يكون (مديراً عاماً) عند الاطار، كما وصفه احد قادة الاطار، وعليه ان لا ينفرد بصناعة القرار وان يراجع الاطار باتخاذ قرارته، كما قال هذا القيادي في الاطار !
فهل ارتضى السوداني لنفسه ذلك لكي يكون رئيساً للوزراء و يسجل اسمه في التاريخ ضمن الرؤساء و في الحقيقة ما هو الا ( مدير عام)؟
ام انه يفكر فعلاً بإيجاد حل للمشكلة المستعصية لهذا البلد،، وهي الفساد ؟
وهنا .. علينا ان لا نطلب من الرجل المستحيل ولا نتأمل منه ان يصدمنا بأدائه الإيجابي، فالبدايات بكل الأحوال تشي بفشل قادم لا محالة ومع الأسف الشديد.
لكن..
لو كنتُ مكانه، لأعدت سيناريو محمد مصدق رئيس وزراء ايران، عندما انقلب على فساد وطغيان الشاه محمد رضا بهلوي، و الذي بدوره هرب الى العراق في البداية قبل ان يستعين بالبريطانيين لإعادة مُلكه، و لتنتهي "مغامرة مصدق الوطنية" بعد ايام، غير انها كُتبت منذ 70 عاماً و لغاية اليوم، بمداد من ذهب بأنه رئيس وزراء وطني لم يرضى بفساد الملك و حاشيته، وايضاً قام بتأميم النفط ليضرب مصالح حلفاء الشاه (أمريكا و بريطانيا)، ولم يكن مجرد مديراً عاماً نصبّه الشاه ليعود بقرارته اليه، بل احرج الشاه واضطر الى حكمه بالإعدام قبل ان يخفف عليه بالإقامة الجبرية لمدى الحياة.
((وهنا طبعاً ليس المقصود بانقلاب عسكري او ما شابه ذلك من سحل و قتل، لكن بانقلاب سياسي و محاربة فساد بشكل واضح باستهداف الأسماء الحقيقية لسرقة القرن مثلاً و كشف و محاسبة من تسبب بسقوط الموصل و غيرها من الحوادث التاريخية التي اعادت العراق الى مصاف الدول المتخلفة سياسياً و اقتصادياً و حتى إجتماعياً )).
اذاً .. هناك فرق كبير بين موظف بعنوان رئيس وزراء، و رئيس وزراء فعلي يقاوم فساد واستفحال الجميع، فأما ان ينجح فعلاً، او ان يحكموا عليه بالإقامة الجبرية كما حدث مع مصدق، او يهددوه بقطع اذنيه وان لا يجددوا له، وفي كلتا الحالتين، فهو سيسجل في تاريخه على الاقل بأنه قاوم المرض الذي ابتلي فيه العراق، الا وهو احزاب الفساد (وان وصفوه بالجبان وانه لم ينجح كما سيرى البعض له ذلك كما رأى لغيره)، وذلك خيراٌ له من ان يسجل فقط اسمه في سجل الرؤساء السابقين، ولكن هيهات ان يكن له ذلك، فقد قرر ان يبقى مديراً عاماً (وان حاول هو واصحاب شركة الاطار الخاصة اظهاره بأنه مدير مفوض مستقل عبر ايهامنا بوجود خلافات بينه و بين شركاء الشركة) !.
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟