بقلم: علي الراضي الخفاجي
خليجي 25 نجح في الإعلام، وفشل في بعض جوانب التنظيم؛ خصوصاً فيما يتعلق بحقوق حاملي بطاقات الدخول من العراقيين، وهذا يؤكد أنَّ الفساد سيظلُّ ينخر في جسد العراق إلى قيام الساعة، من غير ما تعرض له العراقيون -حاملي البطاقات التي حصلوا عليها من المنتفعين- من صدِّ وإهانة من القوات الأمنية، وكانت مسؤولية الإعلام تجاه هذا غضُّ النظر، وهو ليس بغريب على الإعلام العراقي؛ لأنه أفشل إعلام.
أما نجاح الإعلام الخليجي فهو واضح جداً من خلال حلاوة الوصف لكرم العراقيين وتكريس الحديث عن الرابطة القومية المشتركة، وما هذا إلا دعوة للعراقيين أن يلجئوا إلى الحضن العربي وينسوا أنَّ المفخخات التي قتلت أعزَّ شبابهم ويتَّمت أطفالهم لم تكن من أبناء عمومتهم إنما هي من بني أخوالهم.
كما يدلُّ ذلك على نجاح الحكومات الخليجية في توجيه إعلامها لاستدراج العراق إلى صفها، وسوف تنجح لأسباب كثيرة، ولاننسى بالمناسبة المثل القائل: (شيمه وخذ عباته) وأنا أقول: (شيِّم الدرويش واضحك عليه).
ولايبعد أنَّ الجماهير سوف تتوسل بـ(خالد جاسم) أن يقيم عندها بعد ما بذل أقصى جهده في تمجيد العراق، وصرح بأنه وإنْ غادر العراق لكنه سيعود ليشتري داراً في البصرة ويتزوج بعراقية، ولانبخس حق من عبَّر عن صدق مشاعره من الضيوف العرب ومن العراقيين ممَن لايدور في عجلة الإعلام المسيَّس الذي يخدم الأنظمة والحكومات قبل الشعوب.
ولكن يا ترى لو لجأ العراق إلى هذا الحضن الدافئ - كما يصفون- هل سيغذيه لبناً خالصاً سائغاً للشاربين، أم سيغذيه لبناً ينزع منه كرامته وغيرته ويبيع بعد ذلك دنياه وآخرته، بعد أن تأكد للعراقي -نتيجة المحن والمصائب- أنه قد خسر الدنيا ليربح الآخرة، وهل سينصفه على ما يحمله من فكر وإرث حضاري وبعد تاريخي ويتركه ومعتقداته وثقافته؟؟ أم سيظلُّ ينظر إليه نظرة دونية بعد أن كانت نظرة الخليجي إلى العراقي نظرة البدوي إلى الحضري؟؟
ورحم الله طرفة إذ قال:(ستُبدي لك الأيامُ ماكنتَ جاهلاً ويأتيكَ بالأخبار مَنْ لم تُزوَّد).
أقرأ ايضاً
- الأهمية العسكرية للبحر الاحمر.. قراءة في البعد الجيوستراتيجي
- البعد السياسي ليوم الغدير
- الإرهاب...لادين له...عبر التاريخ /25