يطل على نهر دجلة عند رأس جسر الشهداء ببغداد وفيه عبق التاريخ والماضي مرقد مر بمراحل كثيرة حاولت جهات عدة مسح هويته الا انه بقي شاخصا لمكان سكنه ثم دفنه فيه، هو عالم تصدى لحفظ تراث اهل البيت وكان اول مرجع يجتهد ويتنقل بين البلدان ليجمع كل الاحاديث المروية عن اهل البيت حتى تجاوزت ستة عشر الف حديث، فجاء الى بغداد الامامين الكاظمين واستقر في منطقة يسكنها سفراء الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) واضرحتهم (منطقة الشورجة) ليصبح مرقده بعد الف ومئة وخمسة عشر عاما منارا للعلم والثقافة والدين انه مرقد الشيخ محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني.
موجز تاريخي
اوجز الامين الخاص لمرقد الشيخ الكليني في بغداد الشيخ شهاب الشويلي تاريخ الشيخ الكليني المشرف لوكالة نون الخبرية بقوله ان " شخصية الشيخ محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني لامعة في سماء الاسلام ويعتبر اول المحدثين او اول مرجعية للشيعة بعد غيبة سفراء الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وكان يسكن في قرية كلين الواقعة في منطقة حسن آبادي بين مدينتي قم المقدسة وطهران، وبعد مضيه بشوط من العلم اراد ان يكون احد المحدثين فبدء بجمع الاحاديث الصحيحة عن اهل البيت (عليهم السلام) وتنقل بين محافظات ايران مثل مشهد وقم ونيسبابور وغيرها حسب الراوي لها ومحل سكناه مثل القمي والنيسابوري ويتبادل المعلومات معهم لزيادة التوثيق لتراث اهل البيت والحفاظ عليه، وبعدها انتقل الى العراق كونه بلد الائمة (عليهم السلام) واستقر في بغداد بلد الامامين الكاظمين (عليهم السلام) وانطلق من منطقة سكناه في هذا المكان وهي منطقة سفراء الامام المهدي (عليه السلام) الاربعة ولديه مؤلفات عدة ومهمة لكنها اتلفت في مياه نهر دجلة بعد الاحتلال العثماني وكانت لديه مكتبة عظيمة فيها نفائس الكتب وتعد اكبر مكتبة في بغداد واشهر مؤلفاته كتاب الكافي الذي يعد المصدر الاول للشيعة ويحتوي على (16199) حديث وهو عدد لا يضايهه رقم في الكتب الاخرى، ولديه كتاب آخر عن حركة القرامطة التي ظهرت في العهد العباسي الذي تميز بظهور عدد من الحركات وتشبه في عصرنا الحاضر عصابات "داعش" الارهابية فتصدى الشيخ الكليني لهذه الحركة بكتاب عنوانه (كتاب الرد على القرامطة) بين فيه توجهات وزيف هذه الحركة ومن يقودها".
مراحل البناء
في كتاب مفاتيح الجنان يتحدث الشيخ عباس القمي عن كرامة حصلت معه من فيض بركات الشيخ الكليني يروي فيها قصة المرض الذي اصاب احدى عينيه واعجزه عن الكتابة والعلم وشفي ببركات الدعاء لله بحق الشيخ الكليني هكذا يصف الشيخ الشويلي شخصية الكليني ويضيف ان" المرقد الشريف مرت عليه ضروف عدة منها انه " هذا المكان شهد تحولات كثيرة منها عندما احتل العثمانيون بغداد قاموا بمصادرة جميع المساجد التابعة لاتباع اهل البيت واعطائها لجهات اخرى، وتغير اسم المرقد بعد عمليات بناء جرت عليه فسمي بجامع الصفوية ثم سمي بجامع الآصفية نسبة الى دواد باشا الذي كان يسمى (آصف الزمان) وعمر المكان وتوجد لوحة موجودة من الكاشي الكربلائي مؤرخة في عام 1964 تشير الى لوجود قبران في هذا المكان هما احدهما قبر للشيخ الكليني صاحب كتاب (الكافي) وأخر للشيخ ابو الفتح الكراتشي صاحب كتاب (كنز الفؤاد) وبعد العام 2005 وخلال فترة الجمعية العمومية في العراق وتشريع قانون رقم (19) لسنة 2005 الذي نص على ان يكون هنالك وقفين شيعي وسني وتعود تبعية المراقد والمساجد حسب عائديتها الى الوقفين الشيعي والسني ومناطق تواجدها والمساجد حسب الاغلبية الساكنة وسجل مرقد الشيخ الكليني في ديوان الوقف الشيعي وهو بالاصل بيته في العام 2012 حسب ما مسجل وموثق في دوائر التسجيل العقاري قديما، وبدء بعدها العمل بشكل ممنهج من خلال تثبيت الجوانب الادارية وتقسيم هيكلية العمل في المرقد التي استمرت لمدة سنة كاملة من خلال التأسيس وتنظيم العمل واقامة صلاة الجماعة ومن بعدها اقيمت مسابقات قرآنية ومؤتمرات تربوية وعروض ثقافية مسرحية وكتبت اكثر من عمل مسرحي يختص بذكريات وفيات الائمة الاطهار وسيرة الشيخ الكليني وعلاقته بطلابه لان العرض المسرحي يصل بشكل اسرع من غيره للمتلقي، وكذلك اقامة المهرجانات الدينية واحياء المناسبات الدينية مثل الولادات المباركة او التي يكون فيها ظلامة للائمة المعصومين وبالخصوص ذكرى استشهاد الامام الحسن المحتبى (عليهم السلام)".
مراحل الاعمار
المرقد تصل مساحته الى ( 1200) متر مربع وقاعة المصلى مساحتها (400) متر مربع هكذا يصف الشيخ الشويلي ابعاد المرقد ويكمل بالقول "ركزنا بالتعاون مع الامانة العامة للمزارات الشيعية على الاهتمام بالجوانب العمرانية في المرقد الشريف وبالتنسيق مع مسؤولي عتبات مدينة قم المقدسة وتمت خلالها صيانة القباب وصيانة السطوح ورصفها بمادة الشتايكر، ثم انتهينا من رصف ارضية المرقد بمادة المرمر الخاصة التي يكون سمكها بحدود اربعة سنتيمترات كون المرقد مطل على جرف نهر دجلة وتتعرض ارضه للرطوبة، ثم اكملت صيانة مصلى النساء وعزله عن مصلى الرجال فاصبح في المرقد قاعتين وصحيات للنساء والرجال كلا على حدة وفي المرقد منتسبات يقدمن الخدمة للنساء ومنتسبين يخدمون زوار المرقد من الرجال مع ادارة المرقد الشريف، ونستغل المناسبات الدينية مثل ايام شهر رمضان المبارك او محرم والاربعينية باقامة المهرجانات ووصل عدد المؤتمرات والمهرجانات الدينية والثقافية والمسرحية الى (32) مهرجان ومؤتمر، ونشارك في مؤتمرات العتبة الكاظمية المقدسة ونشاطاتها وبقية المزارات المجاورة، وبعد تكثيفنا للجانب الاعلامي لتلك النشاطات الاعلامية ازداد الاقبال على زيارة المرقد، واهم المهرجانات هو اقامة مهرجان (المعلم امل العراق) بالتعاون مع وزارة التربية وتربيات الكرخ والرصافة وحضره بحدود (400) معلم ومدرس ومشرفين تربويين ومدراء عامين من كلا الجنسين، وحاز على اهتمام كبير وكرمت فيه الملاكات التربوية تقديرا لجهودها".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)