بقلم: عمـار سـاطع
أخيراً انطلقت النسخة الاستثنائيّة الجديدة من مسابقة دوري كرة القدم الممتاز للموسم 2023- 2022 بمشاركة 20 فريقاً من أبرز أندية البلاد في رحلة تمتدُّ الى نحو تسعة أشهر.
وحينما نقول نسخة استثنائيّة، فإننا نشير هنا الى الاهتمام الكبير الذي ضرب كل مفاصل المسابقة من حيث الأرقام والامتيازات التي لحقت بركب الفرق وهي تتأهّب للدخول في صراع مُحتدِم ومُثير على مدى الجولات الـ 38 المُقسّمة على مرحلتين.
ومثلما نؤكّد أن هذه النسخة ستكون الخطوة الأهم باتجاه التصويب لدوري محترفين قادم في النسخة المقبلة، فإن الحقيقة هو أن هذا الموسم سيكون عابراً للركود الذي أصاب ملاعب النسخ الماضية، من خلال الترخيص في الاعتماد على ملاعب خضراء بِأرضيّتها ودائمة الإضاءة بأنوارها مثلما ستكون فرصة في الارتقاء بمجال النقل والرعاية والتسويق.
في الموسم الحالي سنشهدُ تواجد ستة العديد من اللاعبين المحترفين الموزّعين على جميع أنديتنا، وهي فرصة لإثبات حالة الاختيار الأفضل لهم والارتقاء الذي ننشده عبر تمثيلهم للفرق، مثلما هي فرصة لخلق أجواء تنافسيّة بين اللاعبين على المراكز بهدف التواجد في والظهور الأمثل وصولاً لحالة التفوّق والجدارة سواء كان ذلك للاعبين المحلّيين أو المحترفين أيضاً.
وفي اعتقادنا أن حجم الاستقرار الفنّي كان من بين العلامات الدالّة على أن هذا الموسم سيكون مختلفاً إذ أن أغلب الفرق احتفظت بملاكاتها التدريبيّة، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدلُّ على الاستقرار الذي نرغبُ بالوصول إليه، وهو ما يجعلُ المسابقة أكثر منافسة وأكثر ارتقاء من حيث الرؤى الفنيّة والتعمُّق في رحلة المسابقة المحليّة الأهم.
إن دوري هذا الموسم سيشهدُ ظهور لاعبين يافعين من الأعمار الصغيرة بعد أن أصبح لزاماً تواجد لاعبين شُبّان موهوبين في تشكيلة كلّ فريق بهدف تشجيعهم وخلق جيل جديد يدعم منتخباتنا الوطنيّة من غير المنتخب الوطني، وهي فكرة استحدثت وبحاجة الى الدعم شريطة أن يكون لها ضوابط مُحدّدة بالتولّد.
الدوريُّ الكرويُّ القويُّ والمدعومُ والمسنودُ من كلِّ الجهات سيكون بلا شكٍّ فرصة لتشكيل منتخبٍ قادرٍ على الدفاع عن سُمعة الكرة العراقيّة في المحافل الخارجيّة وايصالها الى المواقع الأفضل، مثلما هي فرصة مثاليّة لإبراز إمكانيّات لاعبين مغمورين ومتابعة مواهب كروية ترغبُ بتحقيق ذاتها وطموحاتها من خلال رفع شعار البقاء للأفضل.
وما دُمنا بالحديث عن الأفضل، فإن الأفضل بكلّ تأكيد إيجاد الفكرة الأهمّ وتطبيقها عبر وضع التراخيص أمام أنظار الجميع من أجل اجتياز نقاطها عبر خطوات واثقة وصولاً الى بوّابة الاحتراف الأمثل ومواكبة ركب التطوّر الذي ضرب المستديرة وأصبحنا نقفُ على بوّابة انطلاق دوري المُحترفين شريطة اقناع الجميع على أن قدراتنا أصبحت أفضل بكثير وأن امكانيّاتنا المُتاحة ستستمرُّ من أجل هذا الأمر الذي ينقلنا الى عالم النجوميّة.
وحتى نكون أكثر جدّيين في خطوة الاحتراف، فإأن الجولة الأولى من مسابقة الدوري الممتاز للموسم الحالي، وضعتنا أمام واقع مختلف، فالتفكير الفنّي طغى على احلام كانت تراودنا بشأن امكانيّة الدخول في الموسم الجديد بهكذا فكرة، وكُلنا تابع تلك الطموحات التي غلبت التوقّعات بأهداف بعيدة، إذ شاهدنا اللقاء الشرس برغم سلبيّته بالنتيجة في افتتاح المسابقة بين الكهرباء ونفط الوسط، وتابعها محاولات فريق القاسم الفتى أمام أناقة الطلبة مثلما رأينا الحضور الجماهيري الغفير الذي شهده ملعب الجولة الأولى بين اصحاب الأرض فريق دهوك العائد لدوري الأضواء وحامل اللقب الشرطة وقبلها وجدنا مدرّجات ملعب الزوراء مُمتلِئة وهي تتابع مواجهة النوارس مع الصناعة العنيد.
كانت الجولة الأولى مثيرة لدرجة أن فريق الديوانية أستقتلَ من أجل المشاركة في اللحظات الحاسمة، ولعب مباراته أمام الحدود بحضور 15 لاعباً، وحضرت أمامنا صورة فريق كربلاء العائد لركب الكبار، وهو يُحقِّق الإعجاز بهدف قاتل بمرمى ضيفه أربيل، ووجدنا في مباراة القوة الجوية والنجف فرصاً وحماسة لا توصف، وتأكّدنا أن البراعة حاضرة في مواجهات أخرى بين نفط ميسان مع النفط ونفط البصرة مع نوروز والكرخ مع زاخو، وكلّ ذلك يمنحنا مؤشّراً واحداً أن الإثارة ستتواصل وأن رحلة المسابقة ستشهد مفاجآت ومتغيّرات وصولاً إلى دوري كروي يجيز لنا القول عنه أنه دوري مختلف.
أقرأ ايضاً
- دوري نجوم العراق.. ما له وما عليه
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- لنضرب الصهيونية من جديد.. الشركات البديلة بدلاً من الداعمة للاحتلال