ولد في العام 2002 في منطقة مكيشيفة بقضاء سامراء في محافظة صلاح الدين وتعرض الى مرض عارض واصيب بالشلل الدماغي الذي تسبب في اصابته بشلل رباعي، تنظر اليه امه بلوعة وحرقة وهي تراه لا يستطيع الحركة وراجعوا به مستشفيات واطباء لكنهم لم يحصلوا على علاج ناجع لحالته وبمرور السنين اعوجت يده ولم يستطع تحريكها، واصبح منعزلا ولم يلتحق بالدراسة وتملكه اليأس وهو يرى الشباب من حوله يخرجون ويدرسون ويمارسون الرياضة ويتزوجون وهو طريح الفراش، وفي وسط تلك الظلمة جاءه بصيص الامل ونور يفتح امامه افق الحياة، حيث تلقفته يد المرجعية الحنونة على الشعب العراقي وبوابتها المتمثلة بالعتبة الحسينية المقدسة ومتوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي ليتم جلبه من سامراء المقدسة الى كربلاء الشهادة وتجرى له عملية جراحية ستمنحه املا بالحياة من جديد.
آهات الوالدة
تقول والدته (عدوية احمد) انه ولد طبيعيا لكنه بعد عشرة ايام اصيب بمرض الكبد الفايروسي وعند تشكيل (كانونة) ايصال العلاج والغذاء في يده حصل خطا طبي ولم تخرج من يده فاصيب بالعوق، وتقول لوكالة نون الخبرية "اخذناه بعد سنة الى سوريا لغرض معالجته ومساعدته على المشي لكننا لم نحصل على شيء وبعد سنوات راجعنا به احد الاطباء في بغداد واعطاه علاج تمكن من خلاله من الجلوس او الزحف ولكنه لم يستطع السير، وانا كلما اراه يكبر امام عيني يحترق قلبي الما عليه وهو طريح الفراش، ونحن من عائلة متعففة وفقيرة ولا نملك الا راتب رعاية لولدي احمد وزوجي عاطل عن العمل، وشخص له الاطباء حالته لكنهم ابلغونا انها مكلفة وتحتاج الى ملايين الدنانير، وفقدنا الامل في علاجه الا ان الفرج جاء من العتبة الحسينية المقدسة عبر احد شيوخ عشائر سامراء المقدسة الذي عرض حالته على وفد من العتبة الحسينية جاء الى المدينة وبعد ايام طلبوا منا الحضور وجئنا الى كربلاء المقدسة واحالونا الى مستشفى زين العابدين الجراحي وشخصوا حالته واتفقنا معهم على اجراء عملية جراحية ليده المعوجة فقط ليتمكن من استخدامها، وفعلا لقينا من الرعاية والاهتمام ما يفوق الوصف وشعرنا اننا بين اهلنا في سامراء المقدسة واجريت له العملية الجراحية وتكللت بالنجاح ومجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة وحتى اجور النقل والطعام لم ندفع منها دينارا واحدا، ولا نعرف كيف نشكرهم على تلك الجهود العظيمة التي شملت كل العراقيين".
امنيات الشباب
احمد سعيد العيساوي شاب من مدينة سامراء المقدسة كان يمني النفس بتمام الصحة وسلامة الجسد لكنه وجد نفسه معاقا مشلول الاطراف وكبرت معه معاناته وهو يرى اقرانه من الشباب يكبرون ويدرسون ويلعبون ويتزوجون فكبر الهم معه، ويقول لوكالة نون الخبرية " كلما اسمع شيئا او خبرا عن احد اصدقائي او جيران او اقربائي اتألم واقول متى ساتمكن من السير وهل سيأتي اليوم الذي ادخل الى المدرسة فيه وهل سأتزوج من فتاة احلامي حالي حال باقي الشباب وابكي على حالي لماذا هكذا انا وعشت في عزلة في البيت واتألم على والدي الذي لا يستطيع العمل وزاد همي عندما اخبرني طبيب في مدينة تكريت بانني احتاج الى عملية جراحية لكنها تكلف ملايين الدنانير ونحن لا نملك الاف منها، وشعرت بالامل منذ اول يوم جئت الى كربلاء المقدسة وما لقيته من رعاية واهتمام وشخصت حالتي واجريت لي العملية بنجاح والعناية في المستشفى لا توصف من الاطباء والممرضين، وقبلهم ممثلي العتبة المقدسة من المنسقين الذين سلهوا مجيئنا وحصولنا على تلك الرعاية".
رأي طبي
المريض عمره عشرون عاما وهو من الاسر الفقيرة ويعاني منذ الولادة من شلل دماغي أدي الى شلل رباعي لجميع الاطراف هكذا يصف الدكتور فراس سعود اختصاص جراحة العظام والمفاصل حالة الشاب لوكالة نون الخبرية ويقول "راجعنا احمد ولديه مشاكل عدة بالاطراف السفلية والعلوية وكان منزعجا كثير من يده اليسرى التي اصيبت بالعطف والتشنج ولا يستطيع بسطها، وبعد دراسة حالتها والاتفاق مع اهله والتخطيط للعملية قمنا بنقل العضلات القابضة الى العضلات الباسطة ليحصل عنده توازن في الحركة وبدل ان يصبح عنده عطف دائم يحصل لديه انبساط وعطف واجريت العملية الجراحية الكبرى وتكللت بالنجاح ووضعت يده الان بالجبس البلاستيكي لمدة ستة اسابيع وبعدها يجرى له العلاج الفيزيائي وعمليته كبرى ونوعية ونادرة وصعبة واستمرت العملية لمدة ساعتين واجراها ملاك طبي متكامل من مستشفى زين العابدين الجراحي التخصصي التابع الى هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة التي تكفلت بدفع كامل اجور العملية والرقود في المستشفى بايعاز من المتولي الشرعي للعتبة المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)