بقلم: عمر الناصر
يقولون بأن العمر السياسي والعمر الرياضي من اقصر الاعمار مقارنة ببقية الحقول الاخرى، ولا ادري لعل السبب يعتمد على نسبة الانجازات التي تتحقق ام الفشل الذي يحصل، ينقسم السياسيون المغتربين الى فريقين الاول يعتقدون بأن رجوعهم الى بلدانهم الاصلية بعد رحلة اغتراب ومعاناة طويلة، هي من اجل ان يضعوا لهم بصمة حقيقية في ادارة الدولة، بسبب الخبرة متراكمة التي اكتسبوها من هناك والمهارات النوعية التي تمتعوا بها، التي تمكنهم من تسنم مناصب مرموقة قادرة على صنع القرار السياسي الفريد من نوعه، والفريق الاخر يعتقد بأنهم جاؤا متفضلين برجوعهم الى بلدهم، وان بقاءهم وطيب اقامتهم هو واجب واجب الحكومة العراقية، لكي توفر لهم خدمات "فايڤ ستارز" لم يحصلوا عليها حتى عندما كانوا يستلمون اموال المساعدات من بلدان اللجوء التي كانوا فيها.
لله الحمد غادر من الباب الخلفي لمجلس النواب الكثير من تلك الشخصيات، لتبدأ برحلة كتابة مذكرات الفشل والاخفاقات بعد ان نجحت في تحقيق مكتسبات شخصية من خلال عقود الفساد والكوميشنات والوساطات على حساب الطبقة المُعدمة، استغلوا الشعارات الطائفية الرنانة والخطابات الممجوجة والطنانة لكسب عواطف البسطاء والعوام من الناس، والذي كان من المفترض بهم ان ينقلوا تجربة واحدة من تجارب الدول المتقدمة التي كانوا فيها يعيشون على المساعدات الاجتماعية، بدلاً من الجلوس على الاريكة المريحة في منصة الجمهور لمشاهدة مقطع فلم من واقع مؤلم يؤديه امعات وامراض سياسية مستعصية.
من يمعن النظر بشكل النظام السياسي في العراق سيضع مقارنة واضحة، ويجد ان وزن المنجزات التي تحققت لايتناسب مع حجم النتائج الموجودة على الارض، خلال فترة العمر الافتراضي للاداء السياسي التي هي ليست اكثر من ١٥ سنة في احسن الظروف، الا ان القاسم المشترك لدى المتصدين من السياسيين يكون بإلقاء كُرة المسؤولية في ملعب الخصم لضربهم، وكأن التسقيط اصبح ماركة مسجلة او ايقونة يتميزوا بها خلال فترة تواجدهم في السلطة، وجوه سياسية سقطت أقنعتها المزيفة الاي كانت تتستر بها، بعد ان نجحت بتمرير مشاريع مريبة وبثت سموم الطائفية في مرحلة ما وأشعلت فتنه لم تبقي ولم تذر.
شخصيات فقدت حواضنها الشعبية بعد ان جرّت التحول الديموقراطي الى مسار واتجاه غير الذي كان يتمناه الشعب بالتطلع لحياة حُره وكريمة، وفشلت في تحقيق عُشر معشار ماكان يصبوا اليه حتى جمهورهم المحتكر، فأدى ذلك الى عملية تصفير شاملة لجميع الاوراق السياسية، وخصوصاً المحترقة منها والمتهمه بالفساد، ولتكون قواعد اللعبة السياسية اليوم ذات نكهه مختلفة جذرياً عن ما الت اليه توابل المطبخ السياسي الغير متجانسة التي نتجت من انتخابات عام ٢٠٠٥.
انتهى …
خارج النص/ معّوّل الهدم ربما يكون هذه المرة قياسه XXXXXL .