ظروف مناخية صعبة يمر بها العراق ودول عدة في المنطقة قل فيها المطر والثلوج والسيول الناتجة عنها تنذر بالخطر وتضعنا على ابواب الجفاف بعد ان قطعت عنا موارد مائية كثيرة وجفت انهر واهوار فصار لزاما على الجميع واولهم المواطن، اخذ الامور باقصى جدية ومنع هدر المياه وترشيد استهلاكها والا فالعطش والجفاف لا مفر منه.
الكهرباء وهدر الماء
يشير المهندس محمد مناف في حديثه لوكالة نون الخبرية بالقول، ان "العراق يعاني من ازمة الطاقة الكهربائية منذ العام 1991 بعد غزو الكويت اي مرت عليه (31) عاما والمشكلة لم تحل، وهي سبب رئيس من اسباب هدر المياه وعدم الترشيد لان الناس صاروا يجهزون بالكهرباء من المولدات الاهلية بأمبيرات قليلة لا يمكنها ان تشغل اجهزة التكييف في البيوت والمحال والمكاتب لذلك اعتمدوا على مبردات الهواء التي تستهلك يوميا كميات كبيرة من المياه تصل برقم افتراضي الى (400) لتر تقريبا يوميا، واذا عرفنا ان عدد نفوس العراق وصل الى اربعين مليون نسمة وان عدد البيوت والمحال والمكاتب ونقاط السيطرات والتفتيش والمرابطة وغيرها تستخدم مليون مبردة هواء لان هناك بيوت ومكاتب وغيرها تستخدم مبردتان او ثلاثة فهذا يعني ان كمية المياه الصالحة للشرب التي تستهلكها مبردات الهواء تصل الى (400) مليون لتر يوميا وهي كميات كبيرة لو جهزت الكهرباء الوطنية على مدار اليوم وتخلت الناس عن المبردات لوفرنا كميات كبيرة من الماء وهي مهمة حكومية لابد ان يوجد لها حل".
هدر غير مبرر
حالة اخرى بينها ابو فهد الجشعمي في حديثه لوكالة نون الخبرية تسبب هدرا بالماء وتمنع الترشيد بقوله "اشاهد دائما حالة معيبة يمارسها الكثير تهدر الكثير من المياه ولا ترشد الاستخدام وتحافظ على تلك النعمة التي اذا فقدت فالموت يصبح اقرب للانسان، وهي ترك صنبور الماء او خرطوم الماء يجري بشكل مستمر دون اغلاق بينما يقوم الشخص اما بتنظيف باب بيته او الطارمة او اصحاب المحال والمطاعم عندما ينظفون ارضيات مطاعهم او كراسيها فتجده يترك الماء جاري لساعة او ساعتين دون مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها البلد وقلة الامطار وقطع المياه عنا وهؤلاء اعدادهم كثيرة جدا، ولا يختلف عنهم من يترك الماء يجري من مبردته طوال الليل والنهار ولا يربط قفل الماء الميكانيكي للمبردة (الطوافة) التي تقوم باغلاق جريان الماء عند امتلاء المبردة، فيجب على كل مواطن ان يجعل ضميره هو رقيبه ويخاف الله بهذا الهدر ويرشد استخدام الماء الى اقل درجة ممكنة".
غسل السيارات
هناك نوعان من عملية غسل السيارات تهدر فيها كميات كبيرة جدا من المياه المخصصة للاستخدام البشري هكذا بدء ايمن مطر حديثه لوكالة نون الخبرية واكمل بالقول " النوع الاول هو ما يسمى بمحال الغسل والتشحيم والتي تكون اما في محال او على نواصي الشوارع، وهذه الامنكة تستهلك يوميات كميات كبيرة جدا من المياه، حيث تقوم بغسل مختلف انواع السيارات مقابل ثمن وكل سيارة تصل مدة غسلها بين ساعة او (45) دقيقة مستخدمين المياه بكثرة ويقومون بغسل السيارة الواحدة ثلاث مرات ومجموع ساعات عملهم يمتد الى (12) ساعة يوميا او اكثر وهناك عشرات الآلآف من هذ المحال في مختلف المحافظات ولا رقيب عليهم ولا حسيب بل لا يدفعون فاتورات الماء، ولابد ان يوضع حل لهذا الهدر بالمياه والعراق يعاني من موجة جفاف تنذر باخطار مختلفة وليس خطرا واحدا، اما النوع الثاني فهو قيام الاشخاص بغسل سياراتهم امام دورهم او محالهم التجارية وهؤلاء ايضا لا تقل اعدادهم عن اعداد محال الغسل والتشحيم وهم منذ بدء عملية غسل السيارة التي تمتد الى ساعة تقريبا الى لحظة الانتهاء من الغسل يتركون صنبور وخرطوم الماء يجري على الارض دون وازع من ضمير او احساس بمسؤولية، وعليهم ترشيد استخدام الماء وغلق صنبور في الاوقات التي لا يحتاجونها والحفاظ على تلك النعمة".
حفر وتثقيب الانابيب
اما عمران عناد فاشر الى نقطة مهمة نراها في جميع المناطق وقال لوكالة نون الخبرية ان " ضعف الرقابة دفع الكثير من الاشخاص الى حفر الشوارع وثقب انابيب المياه المغذية الرئيسة في المناطق السكنية وسحب خط ماء ثاني لداره بحجة تقوية المياه الواصلة اليه، وان الكثير منهم يقومون بمد الانابيب بشكل قريب الى سطح اسفلت الشارع وكثيرا ما تضرر الانبوب واحدثت اثقال السيارات عليه ضغطا فيصاب الانبوب بالكسر وتبقى المياه تجري في الشارع لايام واحيانا لاسابيع بل في احد الازقة شاهدت بأم عيني يجري لثلاثة شهور لان الكسر كان قريبا من فتحة تصريف المياه في المجاري وكل الساكنين في الزقاق امتنعوا عن ابلاغ دوائر الصيانة لاصلاحه، وتخيلوا ماهي كمية المياه التي نزفها هذا الانبوب خلال ثلاثة اشهر، والامر الآخر ان دوائر الصيانة في احيان كثيرة تكون بطيئة بعملها او تشترط على المواطن المجيء للدائرة بوقت مبكر قبل الساعة السابعة صباحا وتسجيل شكوى والانتظار لحين الوصول الى الكسر واصلاحه، واقترح تحديد رقم مجاني للتبليغ عن الانابيب المكسورة او حالات هدر المياه ويكون من ثلاثة ارقام كما هو الحال في ارقام النجدة والاسعاف والاطفاء ليتم منع الهدر وتوفير المياه واجبار المخالفين على ترشيد الاستهلاك".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- بطاقات الدفع الإلكتروني نقطة تحول إيجابية.. وباب يكبد المواطن خسائر بسبب الاحتيال والخلل التقني
- "ساقيات اللبن" يروين عطش المشاية بطريق الزائرين في البصرة(صور)