من يقصد قضاء عين التمر لابد ان يمر بطريقها المرعب، ففيه تعرجات وتخسفات وحفر ومطبات والتواءات مخيفة وجزء منه يصبح بممر واحد، اما الشاحنات ومركبات الحمل فتصول وتجول فيه، وبين مدة واخرى تفجع كربلاء المقدسة بفقدان اشخاص مهمين ومواطنين اعزاء، فهذا حادث ذهب ضحيته خمسة من ارقى المهندسين وذاك حادث افجع العائلة التربوية بفقدان عدد من المعلمين، وهكذا تدور رحى طريق قضاء عين التمر لتخطف ارواح الناس، ومديرية الطرق والجسور باشرت بتنفيذ مشروع ينهي هذه المعاناة ولديها مشروع اخر يعزل سير مركبات الحمل عن سير باقي السيارات، لكن تأخر اقرار الموازنة وفقدان التخصيصات المالية اوقف كل جهودها وحبس خبراتها في دائرة التمنى وما نيل المطالب بالتمني، اما مديرية المرور فشحنت جهود منتسبيا واوقفت عدد من الدوريات على مسار الطريق لكنهم بشر ومدى رؤيتهم محدود وما ان يبتعد عنهم السائق المتهور حتى يعود لارتكاب مخالفاته، ويحتاجون فقط الى جهاز رادار استخدمته الدول المحيطة بنا قبل عقدين او اكثر من الزمن والكرة الان في ملعب المحافظة التي يمكنها وكما عهدنا مبادراتها ان تشمر عن سواعدها وتشتري هذا الجهاز ليحكم الرقابة على المخالفين، ولحين ما يتحقق كل ذلك يبقى طريق عين التمر خاطفا للارواح.
موت احمر
تسمية اطلقها المواطن سجاد حسين بقوله لوكالة نون الخبرية ان " هذا موت احمر وليس طريق فمراجعتنا لمديرية المرور العامة تجعلنا نفكر الف مرة في السير في طريق مخيف تكثر فيه الحفر والمطبات التي تلحق الضرر بسيارات الصالون الصغيرة ونخاف جدا من مركبات الحمل والشاحنات التي يقودها السائقين بسرعة، وهل عجزت الدولة عن تبليط طريق طوله( 90) كيلومترا يوميا تقبض عليه ارواح الابرياء".
اما علي احمد فيؤكد لوكالة نون الخبرية ان " هذا الطريق لا يصلح ان نسمية طريقا لان في كل الدول تكون منطقة المقالع الانشائية مخصص لها طريق خاص يتحمل حمولات المركبات الكبيرة وفي العراق لا توجد محطات وزن لمعرفة الاوزان المحددة من قبل مديرية المرور، كما ان هناك مخالفات كثيرة ترتكب على هذا الطريق لعدم امكانية تغطية مراقبته بالكاميرات او الرادار كما معمول في كل الدول لذلك ترى الحوادث اغلبها تقع بسبب تخسفات ومطبات وحفر الطريق ومخالفات السائقين المتهورين، فمتى يصبح طريقا نموذجيا وامنيا لا يخطف ارواح السائرين عليه؟".
رأي المرور
لمديرية مرور كربلاء رأي يوضحه مدير العلاقات والاعلام فيها الرائد الحقوقي رياض عبيس الحمداني لوكالة نون الخبرية بقوله ان " طريق عين التمر يرتاده اهالي عين التمر للوصول الى كربلاء المقدسة والاف اخرين من اصحاب مركبات الحمل لوجود المقالع الانشائية والتي تعتبر موزعة لكل محافظات العراق، واسباب الحوادث تقسم المسؤولية فيها الى ثلاث اسباب اولها يتحمله سائق المركبة والثاني تتحمله مديرية الطرق والجسور كون انشاء الطريق وصيانته وتأثيثه وتوسعته يقع على عاتقها ونتمنى منهم بذل جهود اكبر لتأهيله بالكامل ومنع حصول الحوادث عليه بالتنسيق مع الحكومة المحلية باعتبار ان هناك ايرادات خاصة تجبى من مركبات الحمل تودع بخزينة المحافظة ومخصصة لانشاء الطرق وصيانتها، حيث هناك مقاطع فيها السير بممر واحد وتوجد تخسفات وحفر وتعرجات تجعل الخطورة قائمة وتحدث ارباك للسائقين وتساعد على حصول الحوادث، وهناك نسب تقصير تحددها ملاكات المديرية الفنية في الحوادث المرورية تقع على عاتق مديرية الطرق والجسور او الجهة البلدية المختصة، وعلى سبيل المثال في الاسبوع الماضي خسرنا خمس مهندسين بحادث مروري كان سببه صاحب الشاحنة الذي كان يسير بعكس الاتجاه وقبلها معلمين وسائقين ومواطنين وهكذا".
وبين الحمداني ان " المديرية لا تمتلك احصائية دقيقة للحوادث المرورية التي تقع في هذا الطريق لكن هناك مشروع ينفذ الان يتزامن مع كثرة اعداد المركبات وزيادة نسبة الحوادث حيث انشأت وحدة الحوادث في جميع المحافظات تنقل الارقام والاعداد الثابتة للمقر العام وتوحد لمعرفة ماهي الاسباب التي تؤدي الى الحوادث مثلما فرضت ارتداء حزام الامان بسبب كثرة الاضرار التي اصابت سائقين وركاب لم يرتدوا الحزام الذي ممكن ان يخفف الاصابات بنسبة (50 %) وسترى الوحدة النور قريبا"، مشددا على ان "هذا الطريق يحتاج الى عمليات صيانة ورعاية مستمرة لان حركة الشاحنات ومركبات الحمل لا تنقطع عليه، ولابد من تفعيل محطات الوزن التي تحتاج الى تأهيل من قبل مديرية الطرق والجسور لمنع الحمولات الزائدة التي تلحق الضرر بالطرق من ناحية وتكون سببا بالحوادث من جهة اخرى"، لافتا الى ان "مديرية المرور كثفت جهودها بوضع ثلاث مفارز متفرقة وهي غير كافية وغير ذات جدوى كونها محددة بمدى رؤية رجل المرور، ونحتاج من محافظة كربلاء اكمال نصب مشروع الرادار الذي يساعد عناصر المرور من تحديد مسار المركبات ورصد المخالفات الكترونيا ويحد من وقوع الحوادث بنسبة كبيرة".
الطرق والتخصيصات
من جانبه اكد معاون مدير طرق وجسور كربلاء المهندس وناس فيصل الدعمي في حديثه لوكالة نون الخبرية ان "مشروع طريق الممر الثاني الرابط بين قضاء عين التمر لغاية سيطرة المشكاة بطول (13) كيلومتر ينفذ على موازنة تنمية الاقاليم وهو طريق فيه مخاطر كبيرة حاليا، وهذا المشروع ادرج ضمن خطة العام الجاري 2022 في تخصيصات الوزارة بطول (90 ) كيلومتر ووضعت له خطة لتنفيذه وتأهيله بالكامل وينجز من المفترض في العام الحالي، وهو مشروع وزاري نفذ منه ممر بطول (45) كيلومتر من تخصيصات الوزارة وصلت نسبة الانجاز فيه الى (83) بالمئة واكملت كل الطبقة الرابطة فيه وبقيت الطبقة السطحية التي اكملت منها 15 كيلومتر متر والمتبقي منه (30) كيلومترا، ومن المعلوم ان مبالغ تنفيذ مشاريع الطرق تكون كبيرة جدا ونفذت عليه مشاريع صيانة طارئة للمناطق المتضررة وسبق ان ادرج في خطط السنوات السابقة لكن لم ينفذ لعدم وجود تخصيصات مالية له، حيث تبلغ كلفة انجازه بحدود (21) مليار دينار"، منوها الى ان "المبالغ التي تجبى لحساب الطرق والجسور من مروجي المعاملات في مديريات المرور تذهب الى خزينة الدولة ومديريات الوزارة تتسلم تخصيصاتها من الوزارة"، مشيدا "بجهود محافظ كربلاء المقدسة في توفير كثير من الموارد لانجاز مشاريع تنمية الاقليم ومنها الطرق والجسور"، مستدركا ان "عمليات صيانة ستجري على طريق عين التمر قريبا تزامنا مع عمليات تفويج حجاج العراق الذي يذهبون ويعودون لاداء مناسك الحج على الطريق البري وبسبب كثرة الحوادث المرورية عليه، وتتضمن عمليات الصيانة قشط واعادة اكساء وكذلك طريق الحر ــ الكمالية فينجز عن طريق تخصيصات المحافظة، واجريت عمليات الصيانة من سيطرة الطار الى المفرق وتجري حاليا عمليات اكساء والربط مع تقاطع المشكاة وطريق عرعر الحدودي".
اما فيما يخص سيارات الحمل فاشار الدعمي الى ان "عدم التزام السائقين بالحمولات المحددة تسبب بتخريب الطرق والسرعة الزائدة للسائقين تؤدي دائما الى حصول حوادث مرورية كثيرة ومنها حوادث خلفت خسائر بشرية، ورغم ان المديرية تجري صيانة مستمرة عليه على مدار السنة الا آخر صيانة شاملة اجريت عليه كانت في العام 2011 ، وهناك عوامل كثيرة تؤثر على الطريق، وما يمنعنا من تنفيذه بالكامل هو عدم تسلم التخصيصات المالية"، متابعا ان " طريق الرابط بين قضاء الحر والكمالية البالغ طوله 14 كيلومترا بوشر به قبل اربعة اشهر تقريبا ويشمل اعمال الصيانة صب طبقة من الكونكريت المسلح وطبقة من الاسفلت المعالج والمخلوط بمادة البوليمر وتجاوزت نسب الانجاز ما مخطط له من المشروع واكملت ثماني كيلومترات وبقي منه ستة كيلومترات بسبب استمرار حركة السير عليه". واوضح الدعمي ان " هناك خطة لتنفيذ مشروع يخضع حاليا للمناقشة في الوزارة يتعلق بممر خاص لسير الشاحنات وسيارات الحمل موازي لطريق عين التمر ومعزول بسياج كونكريتي بارتفاع سبعين سنيمترا وتطبيق النموذج الذي نفذناه بخلط مادة الاسفلت مع مادة البوليمر التي تزيد من تماسك ومطاطية التبليط والصب الكونكريتي الخاص به بطول (70) كيلومترا وبعرض ثماني امتار يمتد من منطقة المقالع الانشائية مرورا بطريق الرفيع وطريق الحر مع الكمالية والرابط الجنوبي الذي تنفذه بلدية كربلاء وهو طريق يسحب سير الشاحنات من داخل المدينة وطريق عين التمر وبمجرد الموافقة عليه وتخصيص المبالغ له سيشرع بتنفيذه"
. قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية