الرحمة والرأفة والحنان للرعية والبذل والعطاء والمساعدة صفات تميز بها إمام المتقين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وهو القائل "ارحموا ضعفائكم واطلبوا الرحمة من الله بالرحمة لهم"، وعليها سارت خطى المرجعية الدينية العليا الرشيدة في توصيات لواجهاتها العديدة وفي مقدمتها العتبة الحسينية المقدسة، تحثهم على بذل اقصى الجهود وتقديم افضل الخدمات لكل العراقيين ومن مختلف طوائفهم واعراقهم ومذاهبهم، فكانت مهمة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة ثقيلة، لكنه كل يوم في حركة دؤوبة لتفقد حال الفقراء والمحتاجين، وخصوصا مرضى الاورام السرطانية وبالاخص منهم الاطفال الذين يشفق عليهم كثيرا، فقال خلال جولة له في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، ورافقته وكالة نون الخبرية، "ونحن نودع شهر رمضان شهر الرحمة الذي ينبغي ان نتعلم منه الرحمة وعلى الجميع ممن اطلع في جولته على حال المرضى في داخل هذه المؤسسة ان يضع مبدئان مهمان انسانيان ينبغي ان نعززهما ونعمل جميعا على تفعيلهما في داخل انفسنا وفيما بيننا، الاول هو مبدأ التراحم الانساني بصورة عامة فيما بيننا والثاني هو مبدأ التعاون والتكافل بين الجميع، ونحن حينما تجولنا في هذه المؤسسة علينا ان نشكر الله سبحانه وتعالى لاننا وجدنا حالات اصابات غريبة جدا لم نسمع بها او نراها من قبل حالات الاصابة في الاطفال والكبار وفي مختلف انحاء الجسم وما نحن عليه من سلامة هي نعمة من الله علينا بها علينا اذ عافانا منها، فيجب علينا ان نشكر الله ليلا ونهارا على نعمة الصحة التي حبانا الله بها".
ويكمل بالقول "الامر الاخر هو مبدأ التراحم وهو مرتكز على التراحم فيما بيننا اي يرحم بعضنا الاخر حتى يرحمنا الله تعالى برحمته الواسعة التي هي واسعة قبل توصف بالواسعة وكثير من المصاديق التي تدخل في باب الرحمة تشملها رحمة الله تعالى الواسعة، وعلينا كبشر وليس فيما يخص المرض والمرضى بل كمجتمع انساني ينبغي ان يرحم بعضنا البعض الآخر ونبتعد عن حالة القسوة في القلب والخشونة في التعامل مع الآخرين وخصوصا مع هذه الشرائح التي تحتاج الى مزيد من الرحمة فيما بيننا"، اضافة الى "التراحم العام الذي ينبغي ان يكون بين افرادة المجتمع، لذلك اوصي الاخوة المسؤولين والمعنيين في هذه المؤسسة الطبية او المسؤولين في المجالات الاخرى ان نعزز روح الرحمة والتعاطف والحنان مع الاخرين، خصوصا طبقات المرضى والفقراء والمستضعفين وغيرهم، حينئذا تنزل الرحمة والبركة الالهية علينا".
من سهل نينوى
نجم عبد الاحد ياقو رجل مسيحي مصاب بمرض السرطان جاء من منطقة قرقوش مركز قضاء الحمدانية في سهل نينوى ليتلقى العلاج في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، يقول في حديث لوكالة نون الخبرية، "تفاجئت بزيارة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية لي واريد ان اقول كلمة حق بحقهم، انا معلم متقاعد درست كل المراحل الدراسية ومعهد المعلمين ورغم دخولي الى مستشفى في اقليم كردستان الا انني لم ارى في حياتي مثل هذه المؤسسة فهناك الزخم كبير والاجهزة قديمة والعلاج يتأخر وجئت الى هنا في كربلاء فوجدت حسن التعامل والاخلاق العالية والرعاية الصحية والطبية السريعة للمرضى والاجهزة الحديثة فالعلاج والدواء والطعام والنظافة والتعامل الانساني لا يوجد الا في ارقى المستشفيات العالمية، وفوق هذا كله اتعالج مجانا على حساب العتبة الحسينية المقدسة، وادعو الله ان يحفظ المرجع الديني السيد السيستاني والمتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكل القائمين على هذا الامر لانني شعرت فعلا اني بين اهلي وان العراق مازال بخير".
ابن الفلوجة
يوسف طفل صغير عمره ست سنوات جلس الشيخ جنبه واخذ يسأل عن حالته ويمازحه، وما ان عرف انه من اهل الفلوجة في محافظة الانبار حتى امسك بيد والده وقال للمسؤولين على علاجه "رغم اني اعلم ان علاجه مجانا على حساب العتبة الحسينية لان عمره اقل من (12) عاما الا اني اوصيكم بأن يكون الاهتمام به وبأبيه مضاعف لانه من الفلوجة وهم من ابنائنا الاعزاء"، ثم خاطب الاب قائلا: "انت في محافظة كربلاء المقدسة بين اهلك وعشيرتك وانت ضيف الامام الحسين (عليه السلام) وضيف العتبة الحسينية، وسيخرج ابنك ان شاء الله معافى، ثم سأل الطفل عن رغبته فطلب جهاز (آيباد) وامر على الفور بتلبية طلبه".
رقية والدجيل
"طفلة جملية ومرحة جاءت مع والديها من محافظة صلاح الدين لتبحث عن علاج لمرضها الذي اصيبت به وعجز عن علاجه الآخرين تدخل القلب دون استئذان لمرحها وعفويتها وتلقائيتها حتى ان مطالبها كانت مطالب طفل صغير ينطق عن قلب صادق انها "رقية" ذي الاعوام الاربعة، ما ان سمع اسمها الشيخ عبد المهدي الكربلائي حتى قال بكلمات خارجة من قلب يتألم لألمها "هاي ابنيتي" جلس جنبها واستمع الى شرح عن حالتها المرضية واوصى الاطباء بالاهتمام بافضل صورة برعايتها، وما ان عرف انها من قضاء الدجيل في محافظة صلاح الدين حتى قال "انها من مدينة ضحت بالغالي والنفيس في سبيل العراق فقدموا لها كل ما عندكم من خدمات طبية".
شهادة طبيب
من ضمن جولته في مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام تفقد الشيخ الكربلائي حالات المصابين بالاورام من كبار السن فدخل احدى الغرف ووجد رجلا تجاوز الستين من عمره تبين انه طبيب مختص بالامراض الصدرية جاء من قضاء المسيب في محافظة بابل ليتعالج من ورم سرطاني اصيب به مؤخرا، فحاوره واطمئن على صحته وعرف ان الطبيب المشرف على علاجه هو ابن اخيه طبيب في مؤسسة الوارث تخرج من احدى جامعات لندن وكان يعمل في احدى المستشفيات المتخصصة بعلاج السرطان في بريطانيا واستقطبته مؤسسة الوارث للعمل فيها، وقال المريض انا طبيب واعرف مرضي واعرف عمل المستشفيات واريد ان اشهد شهادة بحق هذه المؤسسة دون مجاملة فهنا اكتشفوا مرضي واصابتي وما رأيته فيها يفوق التصور من حداثة الاجهزة والمعدات والعلاج والخدمة والتعامل الطبي والانساني واعتبرها ارقى من مستشفى الحسين لمعالجة الاورام في الاردن الذي عولجت فيه من ناحية الخدمات الطبية والاجهزة المتطورة والاسعار المناسبة، انها مؤسسة عالمية".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي - قاسم العميدي - محمد الخفاجي - علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- مع اقتراب موعده.. هل تعرقل المادة 140إجراء التعداد السكاني؟
- حل "ترقيعي".. خطة الداخلية لشراء الأسلحة تُنعش "سوق مريدي" ولن تجمع 2٪