- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ضحكات الشيخ وقهقهات المذيعة !!
حجم النص
بقلم:علي حسين
أُصدّق مشاعر النائب البرلماني المخضرم، محمد الصيهود، حين يتحدث عن السيادة وأخواتها، وابتسم حيت اراه يشتم الفساد والمفسدين، واصفق له وهو يتباكى على حال العراق، فالرجل معذور لم يكن نائباً في ائتلاف دولة القانون منذ عام 2010 وحتى لحظة كتابة هذه السطور، ولم يكن على علم بالأموال التي نُهبت أثناء سيطرة ائتلاف دولة القانون على كرسي رئاسة الوزراء، ولم يسمع عن المشاريع الوهمية التي حُوّلت أموالها إلى جيوب كبار المسؤولين، فقد كان مشغول البال بموضوعة السيادة التي أقمنا لها المهرجانات وألقينا الخطب، لكننا نصمت عندما نسمع السفير الإيراني في العراق يطالب بلاد الرافدين أن تسمع وتطيع، ويصر على ان القصف الايراني لا علاقة له بالسيادة، وكنا قد سمعنا مثل هذا الكلام من السلطان أردوغان عندما أخبرنا وهو يصافح إبراهيم الجعفري بأن قذائف الطائرات التركية لا تستهدف سيادة العراق، وإنما هي في نزهة داخل الأراضي العراقية، ولكثرة ما شاهدنا وسمعنا من تصريحات تبشرنا بأن السيادة خط أحمر، اثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"!! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان أردوغان..عن اي سيادة يتحدثون وهم يسخرون من جندي عراقي بسيط راح ضحية حروب صدام ، ولم تكن له ناقة ولاجمل في هذه الحروب ، ولم يكن امامه سوى طريق واحد اما حبل المشنقة او نار الحروب . يدرك النائب محمد الصيهود، وهو يضحك على الشباب الذين سحقتهم آلة القتل في الحرب العراقية الايرانية، أن العراقيين ذاقوا الظلم مضاعفاً حين حاول الجميع تحميلهم وزر الحرب مع إيران والكويت ، وذاقوا مرارة الدكتاتورية. واليوم يذوقون مرارة الخراب الذي كان الصيهود ولا يزال احد ابطاله . حالة السخرية من آلالف العوائل التي راح ابنائها ضحايا الحروب بلغت حدا غير مسبوق فى تاريخ عمليات الاساءة لهذه البلاد . في اي بلاد يسمح لنائب أن يسخر من ابناء بلده وعوائلهم ، وفي اي اعلام تجلل ضحكة مذيعة وهي تستذكر مآسي الحروب وجروحها التي لم تندمل بعد . ضحكة الصيهود والتي رافقتها ضحكة مقدمة البرنامج، أجدها اليوم تثير الأسى وايضا تثير الاشمئزاز من مرحلة التدهور التي وصلت اليها برامج " التوك شو " العراقية ، والتي تحولت الى منابر لبث الطائفية والكراهية وتسعى لصنع الجهل والغفلة لتبرير ضحكات نواب الشعب على مساكين هذا الشعب .