بقلم:عباس الصباغ
كثرت في الأدبيات الاسلامية النصوص الشريفة التي تدين العنف ضد المرأة وعلى لسان النبي محمد شخصيا جاء منها هذا الحديث المتفق عليه ( ما أكرمهن الاّ كريم وما أهانهن الاّ لئيم ) وقد اختزل النبي محمد (ص) سيميائيات الصورة المؤلمة والمدانة من قبل حضرته الشريفة ضد العنف اللاإنساني واللاحضاري الممارس وبكل أشكاله ضد المرأة كونها تشكّل نصف المجتمع او أكثر من ذلك مهما كان وجودها أو تواجدها أو وظيفتها فهي تعادل الرجل في الوجود وحين تكون امّا تقع عليها مسؤوليات جسام في التربية والتنشئة والحفاظ على تماسك الاسرة والحياة الأسرية وتماسكها وهذا من حسن التبعل الذي نوه عنه النبي (ص) مرارا وتكرارا بان لاجهاد على المرأة سوى حسن ادائها لوظائفها الاسرية تجاه البيت والزوج والاطفال وقال (جهاد المرأة هو حسن التبعّل ) والتبعّل هو أداء تلك الوظائف بأتمّ وجه لتكون الأسرة التي هي نواة المجتمع بأفضل حال فإن صلحت النواة صلح المجتمع بأكمله والفضل يعود إلى المرأة في ذلك بحسن تبعّلها فإن ماتت خلال ذلك ماتت شهيدة ، والمرأة تتعدّد أدوارها بحسب وجودها في البيت أو الأسرة أو المجتمع فأي خلل في هذه التراتبية الجزئية يحدث اختلالات بنيوية كبيرة في المجتمع فيكون مجتمعا غير سويّ وكسيحا ولأجل اتمام هذه الوظائفية يجب أن يشارك الرجل بكافة أنواع وجوده في الحياة مع المرأة مهام الحياة ومعاناتها ومصاعبها وحلوها ومرّها ومهما كان وجودها في الحياة ولكن أن يحدث العكس من ذلك كما تناقلت وسائل الإعلام خبرا مؤلما عن حدوث اكثر من خمسة آلاف حالة "مسجّلة " ومؤسفة من حالات العنف ضد المرأة وفي كافة اشكال وجودها في الحياة وهذا يؤشّر إلى وجود خلل اجتماعي وتربوي وسلوكي ونفسي عام في الذين يمارسون التعنيف غير المبرّر مع النساء بكافة أعمارهن ويشكّل استهانة كبيرة بها وبدورها في المجتمع والأسرة والحياة بشكل عام لذا يجب ويتحتّم على جميع المؤسسات الفاعلة كالمؤسسات الدينية المعتدلة والاعلامية الرصينة ومراكز الارشاد الاسري المؤثّرة ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة وغيرها لمتابعة تلك الخروقات ووضع اليد على أسبابها ومسبّباتها ورسم خارطة طريق لمعالجتها والحدّ منها وتوجيه المجتمع بكافة شرائحه للتخلص منها والتجاوز عنها والركون إلى الأخلاق السامية التي يجب أن يتحلّى بها الفرد ضمن تراتبيات العقد الاجتماعي فيما يخصّ المرأة والمبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء وبما يتلاءم مع القوانين الوضعية أو السماوية إضافة الى الأعراف الاجتماعية المتبعة والتي تنسجم مع الحديث النبوي الشريف (ما أكرمهن الاّ كريم ) او العكس من ذلك .