وهو في اعلى درجات انشغاله ومناقشاته مع المهندسين والمنفذين لمشروع اسكان الفقراء فتح الشيخ الكربلائي باب المرجعية الرؤوفة والرحيمة بالفقراء لعائلة فقيرة واستمع بإصغاء وتركيز وحزن الى قصة مواطن اكل مرض وراثي اعضاءً من اجساد ثلاثة من اولاده وتنتظر الرابعة نفس المصير، فيما وضعه الفقر والعوز وحظه العاثر في زاوية جعلته يجبر مرتين على ترك بناء مهلهل متجاوز تعرض للتهديم من قبل دوائر البلدية، وكانت الاستجابة سريعة جدا من ممثل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) في ايجاد حل يخلصه وعائلته من معاناتهم، وما كان من هذا المواطن الا ان يقول (اليوم استطيع ان انام انا واطفالي دون خوف من الغد، الان شعرت بيد الرحمة تمتد الى عائلتي).
فقر وامراض
ابراهيم محيي عبد الزهرة الذي يعمل حارسا في احد المشاريع اصيب اطفاله الاربعة (مسلم ورضا وباقر وكوثر) واعمارهم تتراوح من (6 ـ 10) اعوام من مرض الدم المنجلي البحري قبل ستة سنوات عن طريق الوراثة الذي يسبب احتشاء بالطحال ويمنع دوران الدم داخل الدورة الدموية، قال لوكالة نون الخبرية، انه "يتوجب على من يصل عمره من ابنائه الى سبعة اعوام ان يجري عملية جراحية لرفع الطحال، واجريت لثلاثة منهم عمليات جراحية رفع فيها الطحال وتنتظر كوثر عمليتها في السنة القادمة، وكل العمليات التي تبلغ تكلفتها 750 الف دينار اجريت بعد ان باع ما لديه من اثاث وحاجات تجلب قليلا من المال وتبرع له الناس بمبالغ بين (50 ــ 100) الف دينار لتكملة المبلغ المطلوب، وهو فقير الحال ويكاد يجد لقمة عيش لعياله، ويترتب عليه دفع مبلغ 75 الف دينار كل عشرون يوميا لشراء دواء الشراب المخصص لابنائه، لكن ارتفاع سعر الدولار رفع من سعره الى مئة الف دينار وهو ما دفعه لتقليل عدد زجاجات الدواء وتقسيمها بين ابنائه المرضى".
ديون وتهديم دور
عبد الزهرة حظه عاثر بمعنى الكلمة "حيث اقترض خمسة ملايين دينار وبنى غرفة واحدة ومرفقات قليلة متجاوزا ليسكن بها في منطقة (الجويمة) بقضاء شط العرب قبل اربع سنوات، فصدرت الاوامر بازالة غرفته ومجموعة مساكن فذهبت الغرفة وبقيت الديون، ثم تعاطف معه بعض الاقارب والمعارف والجيران فتبرعوا له بعدد من البلوك والسمنت والرمل وبعضهم تبرع بقطع سندويج بنل وساهم آخرون بالبناء تطوعا حتى تمكن من بناء غرفة وحمام ومطبخ صغير ليسكن عائلته المثخنة بالمرضى بها، فجاءت اوامر جديدة من البلدية لازالة هذا التجاوز".
يد الرحمة
ما ان شاهد هذا الاب المبتلى بالفقر ومرض ابنائه ممثل المرجع السيد السيستاني سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي يتفقد مشروع اسكان الفقراء حتى جلب ابنائه الاربعة وعرض حالتهم عليه، ولان حالتهم تدمي القلب، والشيخ الكربلائي ينفذ توجيهات المرجعية الدينية العليا التي تشدد على بذل الجهود لمساعدة الفقراء بكل الامكانيات التي تستطيع تقديمها العتبة الحسينية المقدسة، حتى اوعز على الفور بمنحهم راتبا شهرياً، وخصص لهم دارا سكنية مجانا في مجمع اسكان الفقراء الذي تنفذه العتبة الحسينية المقدسة في محافظة البصرة.
عبد الزهرة لم يصدق ما جرى عندما خرج من عند الشيخ الكربلائي والتقينا به فاصابته نوبة بكاء شديدة وما ان شاهده ابنائه الاربعة الصغار حتى ضجوا بالبكاء وكلهم يصرخون (بوية صدك راح يصير عدنه بيت .. بوية صدك السيد السيستاني الله يحفظه انطانه بيت .. يعني بعد محد يفلش بيتنه ويطردنه)، فكفف عبد الزهرة دموعه واحتضن ابنائه الاربعة وخاطبهم بالقول (بوية هاي ايد السيد السيستاني الله يحفظه يعني ايد سخرها الامام الحسين عليه السلام للفقراء من تنطي تشع منهه الرحمة والمساعدة وحنينة على الفقراء لان همه احباب الله).
التكفل بالعائلة
صدر الامر من ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ الكربلائي لكن الامر لم يقف عند هذا الحد، ويقول عنه مخول العتبة الحسينية المقدسة في الجنوب الشيخ مصطفى الحساني في حديثه لوكالة نون الخبرية، ان "هذا الامر الذي صدر قبل دقائق من الآن دخل حيز التنفيذ واصبحوا تحت رعايتنا على الفور فسجلت لدينا هذه العائلة من ضمن العائلات الفقيرة المتعففة وسوف نباشر على الفور بتسليمهم الراتب الذي خصص لهم، كما سيشملون بمنحهم مواد غذائية وعينية، وستخصص لهم مؤونة شهر رمضان الكريم التي توزعها العتبة الحسينية المقدسة كل عام على الفقراء المسجلين لديها، كما ستسجل تلك العائلة في قوائم العائلات التي ستخصص لها دارا سكنية في مشروع مساكن الفقراء التي يبلغ عددها ثلاثة الاف مسكن بل من اوائل الذين سيتسلمون دارا سكنية لايوائهم وانقاذ تلك العائلة من الضياع ومساعدتهم على تحمل نفقات العلاج لابنائها".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)