أشار ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 7/رجب/1432هـ الموافق 10/6/2011م إلى تعرّض عدد من مدن العراق إلى مجموعة تفجيرات إرهابية وخصوصاً مدن الرمادي وتكريت حيث ذهب ضحية هذه الأعمال الإجرامية عدد كبير من الشهداء والجرحى، ودعا الله تعالى أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وثمن سماحته الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية حيث يذهب ضحية هذه التفجيرات العدد الكبير من أفرادها بل يمثلون النسبة الأكبر من الضحايا، وقال: إن بعض المناطق في العراق بحاجة إلى مراجعة الخطط الأمنية الموضوعة لها بسبب تكرار حصول العمليات الإرهابية فيها ( عمليات التفجير بالخصوص) مما يعني إما وجود مناطق رخوة في هذه المدن تخترقها بسهولة الجماعات الإرهابية، وهذا ناشئ إما من عدم كفائة الخطط الأمنية أو وجود خروقات في صفوف الأجهزة الأمنية. وطالب سماحة الشيخ الكربلائي الأجهزة الأمنية المختصة مراجعة هذه الخطط وبذل المزيد من الجهد الأمني لحماية هذه المناطق، إذ إن الضحايا فيها بعدد كبير وبعض منهم من مسؤولي الحكومة المحلية في تلك المدن، ولاشك إن ذلك يمثل خسارة كبيرة للبلد ولتلك المدن ويعطي دفعاً للجماعات الإرهابية للمزيد من العمليات الإرهابية.
وكرر تأكيده بضرورة تفعيل الجهد الاستخباري ودعمه بأقصى ما يمكن واختيار العناصر الكفوءة له ودعمه من خلال تدريب عناصره وتوفير الدعم المالي الكافي له.
وفي سياق آخر من خطبته أوضح سماحته إن هناك الكثير من الجرائم البشعة التي ترتكبها الجماعات الإرهابية بحق المواطنين الأبرياء، ومن الأمور المهمة لمعالجة ملف هذه الجرائم هو تفعيل الإجراءات القضائية المتخذة من قبل المحاكم وتنفيذ الأحكام الصادرة منها والتي اكتسبت الدرجة القطعية وعدم السماح لاسائة استخدام بعض التشريعات القضائية التي شُرِّعت من اجل توفير الغطاء القانوني الصحيح لمسار التحقيق وتوفير أوليات إدانة صحيحة وكافية من جهة قانونية وإنسانية للمتهم حتى تكون إدانته وحكمه مستندا إلى أسس قانونية وإنسانية على وفق الأدلة الجنائية الكافية.
وأضاف: لكن – مما يؤسف له – إن هناك اسائة استخدام لهذه التشريعات من قبل بعض الجهات التي تتبنى منهج عدم إعطاء الفرصة لهذا البلد لكي يستقر ويسوده الأمان، وهذه الجهات قادرة على النفوذ إلى الأجهزة المختصة لكي تصل إلى تحقيق مآربها كما إن هذا الاستغلال السيئ يؤدي إلى تمييع وتسويف في القضايا الإجرامية الخطرة بحيث يبقى من تثبت جريمته داخل السجن لفترة طويلة بانتظار فرصة سانحة لتهريبه أو ممارسة بعض الضغوط – وحتى من أطراف سياسية – من اجل صرف نتائج التحقيق عن واقعها وإطلاق سراحه، وقد اشتكى كثير من المواطنين من مثل هذه الحالات حيث يذكرون إن هناك مجرمين ثبتت إدانتهم ولكن يرونهم قد أطلق سراحهم فيما بعد، بحجة وذريعة عدم كفاية الأدلة!!
وقال سماحته إن دماء الضحايا الأبرياء من العراقيين هم أمانة في أعناق المسؤولين جميعاً ابتداء من اكبر مسؤول في الدولة إلى اصغر مسؤول فيها لمن هو معني بهذه الملفات.
وتطرق سماحة الشيخ الكربلائي عما صدر من الحكومة سابقا من تعليمات بتوفير الوقود مجاناً لأصحاب المولدات الأهلية والحكومية من اجل تخفيف المعاناة عن المواطنين بسبب النقص الحاد في خدمات الكهرباء وهي خطوة ايجابية نأمل من الطرفين الأجهزة الحكومية المعنية وأصحاب المولدات التعاون فيما بينهم لتحقيق الهدف المنشود وبما يضمن رعاية حقوق المواطنين في تقديم الخدمة المطلوبة بما يتناسب والدعم المقدّم من قبل الأجهزة الحكومية المعنية وأيضا يضمن حقوق أصحاب المولدات.
وتأمل من الإخوة أصحاب المولدات بعد تقديم هذا الدعم من توفير الوقود مجاناً وهو يكلّف الدولة مئات المليارات من الدنانير وذلك من خلال حسن الاستخدام لهذا الدعم وأيضا تفهّم وتقدير من قبل أصحاب المولدات للمعاناة التي يمرّ بها المواطنون بسبب النقص الحاد في خدمات الكهرباء خصوصاً في فصل الصيف الحار، وهذا ينبع من خلال استشعار أصحاب المولدات للمسؤولية الوطنية والإنسانية الملقاة على عاتقهم، وذلك ببذل أقصى ما يمكن من جهود لتوفير هذه الخدمة.
وفي الوقت نفسه طالب الإخوة في الأجهزة الحكومية المعنية أن يتفهّموا أجواء العمل التي يمر بها أصحاب المولدات بما يؤدي إلى تقديم بعض الحلول، وذلك بالاستماع إلى آراء أصحاب المولدات ومناقشة السبل الكفيلة التي تعينهم في تقديم الخدمة المطلوبة.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- مؤسسة الشهداء: العثور على 155 رفات في مقبرة جماعية جديدة في المثنى
- الامم المتحدة :المرجع الديني السيد علي السيستاني مرجعية عالمية
- الأمم المتحدة: على تل ابيب الانسحاب من جنوب لبنان وفقا للجدول المقرر