بقلم: أحمد عباس - أمين السرّ الأسبق لاتحاد كرة القدم
أعلن وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال، أمام جمع من الصحفيين والإعلاميين في الدوحة على هامش حضورهم بطولة كأس العرب العاشرة التي أختتمت في الثامن عشر من كانون الأول الجاري، أعلن بأن دوري كرة القدم الممتاز للموسم 2022-2023 سوف يُطلق بنظام دوري المحترفين لأول مرّة في العراق.
وبسبب جهلي بالخطوات والإجراءات والدراسات التي قام بها اتحاد كرة القدم سواء من قبل لجنة المسابقات أو عبر لجنة خاصة تم تشكيلها لهذا الغرض أو من خلال تنظيم خاص تناط به إدارة دوري المحترفين (المفترض) فإني سوف لا أغوص في تفاصيل حيثيّات مجهولة وغير واضحة المعالم لي ولمعظم المتابعين لهذه الانتفاضة الطموحة في مسيرة دوري كرة القدم العراقي، بل سوف اتطرّق بإيجاز شديد إلى بعض التجارب التي أقدمت عليها اتحادات عربية أعدّت من خلالها آليات معيّنة لما سُمّي بـ (دوري الكرة للمحترفين) بعد أن قامت بدراسة الموضوع من أوجه عدّة بعلمية وتحليل ورؤية ثاقبة، وعملت على تهيئة مستلزمات نجاحه قبل أن تباشر بتنفيذه عملياً.
في الإمارات العربية المتحدة، تم تشكيل رابطة دوري المحترفين منذ عام 2007 وانطلقت منافساته تحت تسمية "دوري أدنوك للمحترفين" استناداً لاتفاقية عقد مُبرم مع شركة البترول أدنوك، ولعب في هذه المسابقة 14 نادياً فقط.
وفي السعودية يُطلق عليه دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ويبلغ عدد الأندية المشاركة فيه 16 نادياً فقط، وهي ثاني أغنى مسابقة على مستوى القارة الآسيوية حيث تصل قيمتها السوقية الى 473 مليون يورو تقريباً، ويقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بإدارة هذه المسابقة.
وفي قطر حيث يُسمّى هناك دوري نجوم قطر، وتشرف عليه مؤسّسة "دوري نجوم قطر" بالتنسيق مع إدارة المسابقات في الاتحاد القطري لكرة القدم، ويشارك فيه 12 نادياً فقط، وتجري كل أنشطته برعاية بنك قطر الوطني QNB، وورد في دوافع إنشاء تلك المؤسّسة عام 2008 بهدف "تطوير الأداء والارتقاء بدوري المحترفين القطري، وكذلك لاستيفاء معايير ومتطلّبات الاحتراف التي تمّ إقرارها من قِبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بالإضافة إلى تسويق لعبة كرة القدم في قطر، وتحسين الجانب الاقتصادي والتسويقي بالتعاون مع شركات الأندية".
والآن، بعد أن عرضت تجارب بعض الدول الشقيقة بالتحوّل الى دوري المحترفين، يبرز سؤال واجب الإجابة عليه من قبل اصحاب المشروع المهمّ وهو :ماذا أعددتُم لتنفيذ هذا الدوري الطموح؟
صدقاً، الجميع يشعر بالسعادة لأية خطوة تعمل على النهوض بواقع مسابقة دوري كرة القدم الأولى في العراق منذ تنظيمها أول مرّة موسم 1974-1975 حتى بلغت النسخة (48) الموسم الحالي 2021-2022 وألغيت منها أربع بطولات لأسباب مختلفة، ويعلم الجميع أن مسايرة التقدّم في اللعبة لدى عديد الدول يؤدّي الى نتائج إيجابية على مستوى المنتخبات الوطنية وحتى الأندية المنضوية.
مشروع "دوري المحترفين العراقي" يحتاج الى دراسات ومناقشات مستفيضة مع أهل الشأن والتجربة وإلى عمل دؤوب ودقيق يؤمِّن مستلزمات نجاحه، فهل عمل اتحاد كرة القدم على إنجاز تلك الخطوات لكي يطلق دوري المحترفين بنسخته الأولى على أساس سليم من دون أيّة معوّقات أو أخطاء يُصدم بها لاحقاً وتعرّضه للانتقادات العنيفة من جماهير الأندية المشاركة؟
أرى أنه بخلاف الإجراءات التي نوّهت عنها، فإن اتحاد كرة القدم لا يستطيع وحده تحقيق الأهداف المرجوّة من نظام المسابقة الجديد، ولهذا يتطلّب منه عرض ما قام به من خطوات على وسائل الإعلام، وكذلك عقد ندوات وحوارات مع ذوي الشأن لإنضاج هذه الفكرة قبل انطلاقها لأنها الاساس الذي يستند اليه الاتحاد خلال السنوات التالية، ويتفادى بها محطّات صعبة كون النظام الجديد يُطبّق أول مرّة في العراق بعد معاناة طويلة مع آليات إقامته خلال عقود السبعينيّات والثمانينيّات والتسعينيّات من القرن الماضي قبل أن تُضاعِف الظروف الصعبة ما بعد عام 2003 محنة كرتنا وأنديتنا أثناء مشاركتها في انجاح البطولة.
ليكشف اتحاد كرة القدم مسودّة مشروع المسابقة أمام جميع المتابعين، ويمضي بأوّل خطواته في طريق نجاح "الدوري العراقي للمحترفين".
أقرأ ايضاً
- دوري نجوم العراق.. ما له وما عليه
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟
- دوري المحترفين.. الإدارة أوّلاً