الندافة مهنة الاجداد اومهنة الفقراء كمايسميها البعض وتعتبر من التراث العراقي القديم ففي ايامنا هذه دخلت البضائع المستوردة ولاسيما الصينية الصنع وقد فكر الجميع انها سوف تغطي حاجة السوق لتنقرض بالتالي الندافة ولكن لاهيمتها عند الناس كماذكرنا لم تستطع تلك البضائع من القضاء على الندافة ويجب ان تتوفر عند النداف ادوات الندافه وهي (الميزان لوزن القطن لان القطن عند ندافته يكون بيعه على الكيلو كذلك المقص والابرة والماكنة الكهربائية وماكنة خياطة العصي او نوع من انواع الخيزران وفي جولة في شوارع مدينة الكوت وازقتها التقينا بعدد من الندافين للتعرف عن قرب عن لهذه المهنة الجميلة وكانت اولى محطاتنا عند النداف مشتاق عادل وهو خريج معهد اعداد المعلمين والذي يمارس مهنة الندافة نتيجة لعدم تعينه مشيرا انه تعلم هذه المهنة من ابيه وجده واضاف مازالت الايادي العراقية تطرز وتتفنن في صنع الافرشة متحدية مصاعب الزمان والتطور الذي شهدته هذه المهنة ويرى مشتاق ان العرسان هم من يقتنون الافرشة واضاف ان مهنة الندافة اخذت بالاتساع بالرغم من وجود بضاعة اجنبية اثبتت الايام عدم جودتها وصلاحيتها للمجتمع العراقي مؤكدا ان البضاعة الاماراتية(بالات)ملئت الاسواق وبدأ المواطن يلتجأ نحوها وتابع مشتاق لايخلوا بيت من البيوت العراقية من فراش الندافة بكل اشكاله ويدرك الجميع ان اللحاف والمندر والوسادة هي من المقتنيات الثمينة عند ربة البيت واضاف النداف مشتاق الى ان مهنة الندافة تعد من المهن القديمة مشيرا ان من اوائل من اشتغلوا بهذه المهنة المرحوم عريبي النداف كذلك الحاج باقر النداف وغيرهم من ابناء المحافظة ويعتبر الحاج ابو جمال من خيرة الذين عملوا بهذه المهنة وقال جمال الذي ورث هذه المهنة عن ابيه ان عمر هذه المهنة يمتد الى اكثر من مائتي عام لهذه المحافظة مشيرا ان هذه المهنة الوحيدة التي قامت بذاتها دون الاستعانة بالادوات الحديثة التجارية مضيفا ان المواد التي يستخدمونها هي القماش والقطن والصوف وادوات خاصة كالعصا التي يقوم النداف باستخدامها بتسوية الوسادة وعن المعوقات التي تقف في طريق هذه المهنة هو البضاعة الجاهزة معربا عن خشيته بان تلفظ هذه المهنة انفاسها الاخيرة لعدم الاهتمام بها من قبل اصحاب الشأن التراثي
[img]pictures/2011/04_11/more1302890866_1.jpg[/img][br]
[img]pictures/2011/04_11/more1302890866_2.jpg[/img][br]
ويروي جمال حكاية يقول ان لي صديق في احدى الدول الخليجية بعد ان تعرضت هذه المهنة الى الانتكاسة في السوق الخليجية بعد الاعتماد الكل على البضائع الجاهزة قامت عمان والامارات بتخصيص راتب مجزي الى النداف مقابل بقاء في مهنته ودعته الى العمل ويرسل انتاجه كتراث شعبي الى المعارض والديوانيات والبيوت وفيما يتعلق بجهاز العرس قال نعمل جهاز العرائس على ذوق الزبون ومايطلبة والمتعارف لدينا هو عبارة عن فراش كبير عددواحد ومندر نفرواحد عدداثنين هناك عدد من المخاد غير محدد اسعار جهاز العرس يكلف الزبون حوالي 300 الف دينار والكن بزيادة القطن ترتفع المبالغ فسعر الكيلو4000 الف دينار واحيانا يصل سعر الجهاز الى مليون دينار اواكثر ويقول النداف صادق ان الافرشة غالية نتيجة ارتفاع ثمن القطن والقماش والايجار الذي يثقل كاهل اصحاب المحال خاصة في هذه الفترة مناشدا الجهات الحكومية بالعمل على المحافظة على هذه المهنة التراثية واضاف عادل ان سعر طن القطن وصل الى اربعة ملايين دينار فكيف بي الحال فضلا عن غلاء سعر القماش الذي وصل الى الف دينار للمتر الواحد مشيرا ان اغلب الذين يمتهنون مهنة الندافة تركوها او هم في طور البحث عن مهنة جديدة تدر لهم رزقا لهم ولعياله.المتبضعون لهم رأي في هذه المهنة فقال صباح محمد ان مادة الاسفنج فرضت نفسها علينا كونها سهلة العمل والتنظيف فضلا عن البطانيات والوسائد كل هذا ساهم في اقبال المواطنين على الافرشة والعزوف عن الندافة وقالت احدى المتبضعات انه يجب السعي الى المحافظة على هذه المهنة من خلال فتح باب السلف لاصحاب المحال ودعمهم وتطويرها مشيرة ان القطن هو من الناحية الصحية افضل من الاسفنج فيجب السعي الى بقاء هذه المهنة العريقة .
تحقيق علي فضيله الشمري
أقرأ ايضاً
- انفق عليها ملايين الدنانير: مهندس بغدادي يحول واجهة داره الى حدائق تسر الناظرين(فيديو)
- مدير بلدية كربلاء المقدسة يتحدث عن تنفيذ (11) مشروع لتأهيل احياء في المحافظة
- المشتقات النفطية في كربلاء تكشف عن رصيد المحافظة من الوقود وتزود اصحاب المولدات الأهلية بستة مليون لتر شهريا خلال موجات الحر