- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المتظاهر الواعي واستحقاقات الوطن..
د.ولي علي
تعد التظاهرات احد اهم الممارسات السياسية ذات الطابع الجماعي، وقد تزايدت قيمتها في ظل الانظمة الديمقراطية التي تنظر لها كفعل مشروع وضروري في بعض الاحيان لانعاش الديمقراطية وضمان سلامة الحكم. على الرغم من حجم الاختراقات التي تعرضت لها تظاهرات تشرين وامتداداتها، والادوار التخريبية التي مارستها جهات داخلية وخارجية (مغرضة) لحرفها من مسارها إلا ان هناك الكثير من المتظاهرين المنضبطين الذين لازموا السلمية، ومارسوا حقهم في ظل القانون، وكانوا مدركين للمؤمرات التي تحاك للمظاهرات والبلد، وهذه النواة الخيرة التي ساهمت في احداث تغيرات ايجابية كبيرة، ينبغي لها ان تحافظ على مكتسباتها وشعورها العالي بالمسؤولية. يتزامن التصعيد الذي تشهده بعض المحافظات مع استحقاق وطني مهم وتاريخي، يتمثل في زيارة بابا الفاتيكان، وهو حدث وطني لا يعني الحكومة لوحدها، بل ان الشعب اكثر مسؤولية عن نجاح هذه الزيارة واستثمارها، وفي الطليعة الجمع الواعي من الشباب الرافض للفساد والمطالب بوطن آمن وسيادة محكمة، الامر الذي يقتضي موقفاً حكيماً وواعياً وواضحاً في اخلاصه ووطنيته، فخفض حدة التوتر وخلق اجواء آمنة، وتوجيه الجهود لتعبئة ايجابية تستهدف انجاح الزيارة، يدخل في مضمون المسار الوطني للتظاهرات، ويعبر عن وعي وطني متقدم، وان تاخير المطالبات لوقت مناسب، واعطاء فرصة متعقلة لغرض تحقيق المطالب المشروعة بما يتناسب والقدرات المتاحة، لا تتقاطع مع مسار التظاهرات ولا تلغي دورها، بل تأتي متسقة مع مسارها، وليعلم الجميع ان هذه الزيارة هي للعراق وليس الى نظام سياسي او حكومة معينة.
أقرأ ايضاً
- قصة حقيقية تبين التعامل الواعي مع الحسين (ع)
- خدمات واستحقاقات وطنية
- ثقافة التعامل مع المتظاهرين .. وزارة التربية أنموذجا