- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مُؤتَمرُ [حشدِ العَتبات] بيَّنَ الخَيطَ الأَبيَضِ مِن الأَسوَدِ!
حجم النص
بقلم:نـــــــــــــــــزار حيدر
١/ سنخسر كلَّ شيءٍ، الحقيقةُ والحقُوق والتَّجربة والذَّاكرة والتَّضحيات والمُقدِّمات والنَّتائج والأَخلاق وحمايةِ المُجتمعِ، إِذا لم نُوثِّق المسيرة، خاصَّةً الفترة المُمتدَّة من يومِ أَن نزا البعثيُّون على السُّلطةِ وإِلى اليَوم، وأَكثرُ تحديداً يومَ أَن انشغلَ القائد العام الأَسبق للقوَّات المُسلَّحة بالفسادِ والفشلِ و [الكِفاحِ] على جبهةِ الولايةِ الثَّالثةِ تحت شِعار [بعد ما نِنطيها] ليحتلَّ الإِرهابيُّون نِصفَ الأَراضي العراقيَّة، ولحدِّ الآن.
سيسرقُونَ كُلَّ شيءٍ ويقلبُونَ الحقيقة وفي نِهايةِ الأَمر سيبدُو الضَّحيَّة مطلُوباً للجلَّادِ، إِذا لم نُوثِّق كلَّ شيءٍ.
حتَّى ضحايا المقابِر الجماعيَّة سيبدُون وكأَنَّهم مطلوبُون للطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين ونظامهِ إِذا لم نُوثِّق كلَّ شيءٍ.
واللُّصوصيَّة للحقائقِ لا يُمارسُها الجلادُّون فقط، فقد يُمارسها أَقرب النَّاس إِليكً ليُغطِّي على فسادهِ وفشلِهِ!.
أَلم ترَوا كيف أَنَّ حفنةً من الغُواةِ يقودهُم [عجلٌ سمينٌ] وتزفُّ أَقلامهُم ذيولٌ وأَبواقٌ، يحاولُونَ سِرقة [فتوى الجِهاد الكِفائي] التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى، لصالحِ [غُرباء]؟!.
أَلم ترَوا كيفَ يحاولُون سِرقة [الحشد الشَّعبي] الذي هوَ النَّتاج الشَّرعي والطَّبيعي للفتوى لتسجيلهِ باسمِ زعاماتٍ فاسدةٍ وفاشلةٍ هي السَّبب المُباشر لتمدُّد فُقاعة الإِرهابيِّين؟!.
٢/ لكلِّ هذا أَوصى أَميرُ المُؤمنينَ (ع) بتدوينِ العلُوم بقولهِ {دَوِّنُوا العِلمَ بالكِتابَةِ} ولأَنَّ التَّجارِب علمٌ كما يقُولُ (ع) {في التَّجاربِ عِلمٌ مُستأنفٌ (مُستَحدَثٌ)} ولكونِ التَّجارب هي سلوكيَّات الفرد والمُجتمع، سليمُها وسقيمُها، لذلكَ تأتي هُنا أَهميَّة التَّدوين والتَّوثيق لمسيرةِ العراقيِّين خاصَّةً فترة الحربِ على الإِرهاب وما رافقَها من تضحياتٍ جِسامٍ وبطُولاتٍ نادرةٍ.
وبهذا الصَّدد أَدعو أَصحاب رؤُوس الأَموال للإِستثمارِ في الفن وعلى مُختلفِ الأَصعدةِ، للمُساهمةِ في التَّوثيقِ والتَّدوينِ.
إِنَّنا نشهدُ ضعفاً في هذا المجالِ ينبغي تلافيه، فحجمُ الفن عندنا وشكلهُ لا ينسجمُ أَبداً مع [تجاربِنا] و [تاريخِنا] المُعاصر.
وهو لا ينسجمُ أَبداً مع حجمِ التحدِّياتِ والمُقاومةِ والتَّضحياتِ والإِنجازاتِ التي حقَّقناها على مدى نصفِ قَرنٍ.
مِنَ المعيبِ أَن تُوثَّق معركةِ تحريرِ الموصلِ بفلمٍ [هوليوديٍّ] ولا يَكُونُ لنا الأَسبقيَّةَ، فتتُمُّ مُصادرةِ الكثيرِ من الحقائقِ!.
٣/ لم يستغرِب المُراقبُونَ المُنصفُون من حجمِ الهجمةِ الشَّرسةِ والوقِحةِ التي تعرَّض لها مُؤتمر [حشدُ العتباتِ].
فوصلت بأَحدِ زُعماء الميليشيات ليصِفهُ بـ [المشرُوع الصُّهيوني] لتدميرِ العِراق.
إِذا لم يتُم تدوين وتَوثيق الحقائِق فسنسمعهُم يتَّهِمُون المرجعَ الأَعلى، خاصَّةً وأَنَّهم أَفصحُوا مرَّاتٍ بأَنَّهم يتَّبِعونَ [الغُرباء] بالولاءِ، ما يعني إِعترافهُم بأَنَّهم [سِلاحٌ تحتَ الطَّلبِ] ينتظرُونَ الإِشارةِ للتَّجاوزِ على أَيِّ شيءٍ.
لقد بيَّنَ المُؤتمر الخَيط الأَبيض من الخَيط الأَسود من الحشدِ الشَّرعي والرَّسمي القانُوني.
إِنَّهُ رفعَ عن ميليشيات أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشِلة الغطاء الشَّرعي والقانُوني وعرَّى ولاءَهُم، ولذلكَ قامت قيامتهُم وسيطولُ الوقت قبلَ أَن تكِن وتستكين!.
٤/ يلزم على مؤَسَّسات الدَّولة أَن تتعاونَ لحصرِ السِّلاح بيدِ الدَّولة من خلالِ تفكيكِ الميليشيات أَو قَبولها بالإِنضواء تحتَ مظلَّة هَيئة الحشد الشَّعبي.
إِنَّ الدَّولة والديمقراطيَّة والعمليَّة السياسيَّة في سباقٍ مع الزَّمن، فإِذا فشَلت الدَّولة في إِنجازِ هذا الأَمرِ فسوفَ لن يأمن أَحدٌ على صُندُوق الإِقتراع في المرَّةِ القادِمةِ.
إِنَّ تفكيك الميليشيات وحصر السِّلاح بيدِ الدَّولة هو الشَّرط الأَساس وحجَر الزَّاوية في إِجراءِ إِنتخاباتٍ آمِنةٍ.
أَعتقد أَنَّ الإِعتقالات الأَخيرة التي طالت عدداً من زُعماء الميليشيات من قِبلِ إِستخباراتِ الحشد الشَّعبي تصبُّ في هذا الإِطار، ولكنَّها لحدِّ الآن غَير كافِية، فمازالت الميليشيات تتعرَّض لسيادةِ الدَّولة وأَمنها وهَيبتها.
أقرأ ايضاً
- أَنَا وَمِنْ بَعْدِي اَلطُّوفَانِ
- المقاطعة مِن أجل غزة.. تسونامي يزحف باتجاه الشركات الغربية
- دروسٌ وعِبر مِن المونديال