- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إحذر أن تكون واحدا ً مِن هؤلاء الثلاثة .. وكن الرابع !.
بقلم: نجاح بيعي
حينما تتعالى أصوات الفرقاء السياسيين (الشيعة) , وبشكل مُلفت للنظر والى ما يشبه الإجماع بينهم , بالدعوة الى تبنّي رؤى المرجعية العليا الإصلاحية ـ السياسية , واعتمادها كخارطة طريق كما يحصل الآن , إعلم أن الخطر كان قد أحدق بهم , وبات يُهدّد أحدهم الآخر بالويل والثبور. وليس من المستبعد أن يكون "الفناء" مصيرهم المحتوم جميعا ً , باقتتال ٍ داخلي قد لا يُبقي أحدا ً ولا يذر , نتيجة التقاطعات السياسية والصراع من أجل السلطة والمال والنفوذ!.
فالسباق المحموم الى "رئاسة" مجلس الوزراء من خلال تشكيل "الكتلة" الأكبر قد أسقطت عن وجوه معظم الزعامات السياسية الحاكمة في العراق ما تبقى من الأقنعة الزائفة. حتى تفجّر الوضع وانفلت زمام الأمر في مدينة "البصرة" مساء يوم الجمعة 7/9/2018م على يد أذرعهم المفتولة ممَن أسموْهم بـ(المُندسين) ولا مِن مُندسين هناك.
فبعد التظاهرات والإحتجاجات المطلبية المشروعة لأهالي المدينة المنكوبة , وقسوة تعامل القوات الأمنية معهم حتى وقع المحذور بسقوط ضحايا , عصفت موجة العنف الخفية على حين غرّة ليلا ً(بعد ساعات من خطبة جمعة كربلاء) ببعض مؤسسات الدولة وبالمُمتلكات العامة والخاصة بالإعتداء والحرق والنهب والسلب والتدمير والتخريب حتى طال وشمل أغلب مقار الأحزاب العتيدة وبعض مقار الحشد الشعبي.
تُرى مالذي دفع الطبقة السياسية وعلى اختلاف تخندقاتهم السياسية هذه المرة , لأن يؤمّوا النجف الأشرف ويتبنّوا روآها لحل أزماتهم السياسية المختلفة والمتوالية والمتفاقمة , والتي تُلقي بظلالها سلبا ً في كل مرّة على البلد أجمع؟؟.
ـ ربما يكمن الجواب باختصار شديد في نقطتين:
ـ الأولى:
الذي دفع الطبقة السياسية الى ذلك إفلاسهم الكامل في إدارة الدولة في كل الميادين. وما ذلك إلا لإفتقارهم الى:
1ـ المنهاج الكامل الذي يُعالج المشاكل والأزمات في جميع شؤون الحياة (الدولة والمجتمع)!.
2ـ القادة المصلحون. فالأمر ليس لكل مَن يدّعي قيادة الإصلاح. لوجوب توفّر صفات فضلى كالورع والتقوى وغيرها بالإضافة الى توفّر مقوّمات القيادة.
3ـ إستجابة شرائح المجتمع للقائد المُصلح. فمسألة توفر الوعي والتفهم والإنقياد والطاعة من شروط الإستجابة وتحقق الإصلاح والقضاء على الفساد في جميع الميادين.
ـ الثانية:
إدراكهم العميق بأن المرجعية الدينية العليا هي المُنقذة والمُخلصة في نهاية المطاف. وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين. وهي بمقام الأب لكل العراقيين. وأنها تمتلك الدواء لكل داء. وأنها هي قائدة ورائدة الحركة الإصلاحية في العراق بلا مُنازع: (قادة الإصلاح الحقيقيّون موجودون في كلّ زمان.. النبيّ والإمام والعلماء المصلحون الذين جُعلوا حججا ً في الأرض..)!.
إن أحسنّا الظن بالسياسيين وبدعواهم على تبني رؤى المرجعية العليا للإصلاح وحل المشاكل والأزمات , مع أنّ فاقد الشيء لا يُعطيه , ولكن "فرض المحال ليس بمحال" , يكون كلام المرجعية العليا في المجال الإصلاحي قد سبق لهم مرارا ً وتكرارا ً, عبر قنوات الخطاب المتنوعة والأزمنة المُختلفة. وبيّنت لهم أنها إنما تنطلق لقيادة الحركة الإصلاحية كونها تُمثل الخط الإصلاحي للأنبياء والأوصياء من الأئمّة (عليهم السلام) في المجتمع ـ (النبيّ والإمام والعلماء المصلحون الذين جُعلوا حججا ً في الأرض..)!. ولم يكن أمامهم (إن أرادوا صلاحا ً وإصلاحا ً) إلا الإستجابة والإنقياد والطاعة للمنهاج الذي يضعه العالم المُصلح الحجّة.
وأنذرت الجميع بما في ذلك الطبقة السياسية أن يقفوا عائقا ً أمام الحركة الإصلاحية وقائدها. وأن لا يكونواممن يقعون في العمى القلبي والنفسي الذي يمنعهم من رؤية الحقّ واتّباعه , ويجعلهم يرفضون دعوة الإصلاح ويكون موقفهم سلبيا ً تجاهها.
كما وحذّرت بشكل أساسي أن يكون أحد مِنهم ضمن الفئات أو الطبقات (3) الثلاثة ممن تعامل بالضد من الحركة الإصلاحية وهم:
1ـ الطبقة الأولى: وهي الطبقة المتنفّذة. وهي الأكثر تمرّدا ً ورفضا ً للحركة الإصلاحيّة. بسبب استكبارها وخشيتها من فوات مصالحها السياسيّة أو الدنيويّة , وبسبب أنفتها واستعلائها على الحركة الإصلاحيّة. وهي الأكثر خطرا ً والأكثر ضررا ً بالحركة الإصلاحيّة!.
2ـ الطبقة الثانية: الطبقة الجاهلة أو غير الواعية. وهي الطبقة التي ليس لديها الوعي الكافي أو النضج الكافي بالحركة الإصلاحيّة. وهؤلاء ينساقون ويسيرون وينعقون خلف كلّ ناعق، خصوصا ً مع وجود وسائل إعلاميّة قادرة على التضليل والتجهيل. وهؤلاء هم الذين يقفون ضدّ الحركة الإصلاحيّة.
3ـ أمّا الطبقة الثالثة: وهي الطبقة التي تتحكّم بها الأهواء والشهوات والأمزجة الشخصيّة. والتي تسير أحيانا ً خلف نزعاتها القوميّة أو العشائرية. وتكون أسيرةً لفكرها في الماضي ولا تقبل أيّ نقاش في هذا الإرث الفكري الماضي لها.
ـ ودعت المرجعية العليا في الوقت ذاته (الجميع) بأن يكونوا من الطبقة (4) الرابعة. والتي أسمتها بالطبقة (المؤمنة والواعية) وهي الطبقة التي تلتزم بالتوجيه الإلهيّ. والواقعة عليها مسؤولية تقويم وتسيير العمليّة الإصلاحيّة في المجتمع. وهي مسؤولية حيوية ومقدسة مما لا يخفى. ويكون الإتباع والإنقياد والإذعان للقيادة الصالحة (الحجة) أساس مواصفاتها , وجوهر حركتها الإصلاحية في المجتمع!.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً