بقلم: جمال الاسدي
العراق يأكل نفسه ... سنتذكر يوماً، ما ان مانراه اليوم من ازمات كان صغيراً ...
الغاية الرئيسية لاي دولة تريد السوء بالعراق هو بابقائه في دوامة الصراعات الداخلية والصراعات التي تجعله في حالة استنزاف دائم.
اكثر الصراعات تدميراً هي الصراعات التي تبنى على النازع القومي او الديني او الطائفي، واثنين من هذه الصراعات تمت على اتم وجه خلال 70 عاماً السابقة وهي الصراع الديني والطائفي، وبقي الصراع القومي هو الصراع الذي يراد له ان يحدث في العراق حتى يجر المنطقة والعراق الى نزاع يطول لاكثر من 15 سنة.
كل من يتحدث عن الحرص على اموال وثروات العراق، هو بالتاكيد يبدأ من نازع وطني لكن في بعضه نوازع اخرى وقد تكون تدميرية.
دخل العراق في صراع مصطنع مع جارته دولة الكويت لمساحة تقدر 17818 كم مربع، وخسر ثروات وقدرات مالية تصل الى موارد مالية للدولة كاملة لاكثر من 20 سنة.
ويراد الان من بعض اصحاب العقول الناقصة بادخال العراق في صراع اخر ذات طابع قومي وبالتاكيد ستكون تاثيراته مدمرة للعراق.
83643 كم متر مربع هي مساحة محافظات اربيل والسليمانية ودهوك (اقليم كردستان) وهي بحدود خمس اضعاف ونصف مساحة الكويت وهناك من يدفع كردستان لان تذهب لتجرب حضها وحدها أو تعود مرغمة مذلولة للمركز، وهذا لن يحدث منطقياً والتاريخ اوضح مثال على ذلك، فالحق القومي الكردي هو حق حاله حال الحق العربي بحلمه بالوحدة العربية، وحق المعيشة المشتركة لاطياف والوان هذا البلد هو حق المنطق والعقل لمواطني هذا البلد بحدوده القائمة.
من كان حريص على ارض العراق عليه ان يكون احرص على افراد شعبه في كل مناطقه وبدون النظرة الاقصائية او السياسية او غيرها.
ثلاث طرق لنمو الدول لتحافظ على نفسها وهي:-
1- حاكم دكتاتور بنظام يبطش وقوي
وهذا الطريق انتهى ووصل الى نهايته ولايمكن حصوله مرة اخرى في العراق على الاقل للخمسين سنة القادمة، الا اذا حدث تدخل اجنبي اخر بفرض السيطرة او اعادة ترسيم منافذ النفوذ الدولية وهذا لن يكون من الولايات المتحدة الامريكية مرة ثانية لكنه قد يكون من محور الصين - روسيا اذا تغير نظام العالمي من القطب الواحد الى تعدد الاقطاب.
2- جلوس امراء الحرب على طاولة البلاد وفرض النظام والتأسيس له
وهذا الخيار كان ممكن جداً للاعوام 2006 - 2014 وقد انتهى الخيار لهذا الطريق بضعف واضح لكل امراء الحرب في العراق سواء في الشمال او الجنوب واصبحنا الان في مرحلة التغيير الجبري او المرحلي للمرحلة السابقة.
3- طريق الانتخابات وتراكماتها تؤسس لاستمرارية اي نظام رغم كل الملاحظات عليها حتى في اكثر الدول تطوراً، وهذا الطريق قد فقد مساراته بالعراق الى غير غايته واصبحت الانتخابات تؤسس للانقسامات اكثر من توحيد المشاكل وانهائها بالانتخابات، فاعتقادي ان التحول من الانتخابات المغلقة الى المفتوحة كان احدى الاسباب الرئيسية التي انهت هذا الطريق في الانتخابات.
وصول الحلول الى نهاية الطرق وتمسك كل الاطراف بمواقفها يقود الى طريق انفجار الازمة بوجه الجميع ودخول العراق في معترك التقسيم وهذا قد يبدو حاضراً باذهان الجمهور قبل الاخرين لانه نتيجة التسقيط المتقابل للجميع فقد الثقة بالجميع.
ان استمرار هذه المناكفات والمشاكسات السياسية سنقود العراق نحو المجهول حتماً، فالدول الضعيفة منطقياً تموت وتنشأ بعدها اشكال اخرى وهذه سنن التاريخ الطبيعية.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي