- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشيخ حيدر حب الله... ما جدوى هذا الطرح؟
سامي جواد كاظم
هنالك نقاشات وحوارات تكون ايجابية عندما يكون اطرافها بمستوى علمي واحد والمستمع مثقف متعلم ، ولكن عندما تكون بين طرفين بمستويات مختلفة من العلمية والمستمع غير مؤهل للاستماع فان النتائج كارثية واهتزاز ثقة بالعقيدة وبالنفس هذا ان لم يصاحبها بعض الكلمات الجارحة .
لست في محل انتقاد بعض فقهائنا او مفكرينا لما صدر منهم فانهم الاعلم منا بلا شك ، ولست بمجال تصحيح افكار ولكن من حقي ان اطرح بعض الاستفهامات والاستفسارات عن جدوى طرح بعض المواضيع والمؤسف حقا عندما تكون مبتورة .
هنالك نقاشات لبعض اساتذتنا الافاضل في الدروس الحوزوية لاسيما في البحث الخارج تطرح اسئلة للنقاش وفق ما يحملون من قواعد فقهية واصولية قد تمس ثوابت تفكيرنا غايتهم حث الطلبة على النقاش فهنالك تشكيك ايجابي للوصول الى الحقيقة وليس تشكيك لتسقيط حقيقة .
هنالك موسوعة لاجابات الشيخ حيدر حب الله على الاسئلة الموجهة له وبمختلف المجالات توقفت عند سؤالين اختار عنوان لاجابتهما غريب ، الاول عنوان الاجابة ( الامامة ليست من ضروريات الاسلام )، والثاني (التشريع توقف بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ) وكلاهما اعتمدهما من كتاب ( بحوث في علم الاصول للمفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر ) .
فيما يخص الامامة هنالك بحث فلسفي وفق قرائن معينة جعلت عدم ضروريتها في اسلام الشخص ، نعم من شهد الشهادتين فهو مسلم ومن انكرهما بعد الحجة فهو في النار وسؤال هل يدخل النار فقط من هو كافر ؟ الا يدخل النار من يغتصب حق انسان وليس امام ؟ الا يدخل النار من ينسب كلام للنبي محمد (ص) ولم يقله ؟ الم يدخل النار من يتهم النبي محمد (ص) بالكذب ؟ هذا اولا وثانيا في اية المباهلة ماذا تعني وانفسنا وانفسكم ؟ هي تعني من حيث صلة الرحم ؟ ام تعني ما لمحمد هو نفسه لعلي عليهما السلام ؟ ، نعم المسلم من شهد الشهادتين ولكن هل كل من يسلم يدخل الجنة ام ان هنالك التزامات اخرى على المسلم حتى يضمن صحة اسلامه ويتجنب محرمات الدنيا ويؤدي الواجبات الملزم بها عليه وهذه من هو الذي يوجهه في نيل مراده؟
بعيدا عن عبارة الامامة، الانسان السليم والفطرة السليمة وبمختلف الاديان والمذاهب يؤمن بمهمة الامامة التي يلخصها بالملكة والعقلية القادرة على تشريع قانون محكم لا يظلم احد ، كل انسان يامل ويطمح بقانون يضمن له حقوقه ويثبت عليه واجباته ، من هو المؤهل للقيام بهذا الدور؟ ومن هو الذي يختار لنا هذا المشرع ؟ هكذا هي الحياة فلو خيروك بين شخصين لاختيار احدهما مدير الاول له خبرة وانجازات في عمله والثاني له خبرة ولكنه حصل على عقوبة تنبيه في عمله ، فايهما تختار ؟ اما عبارة الامامة او تعيين شخصية الامام فهي محل جدل واما اذا ثبتت الملكة والعقلية لشخص ما فلم الجدل فيه ؟
نعم عندما تلقى الحجة على شخص معين بخصوص الالتزام بامر ما ويتمرد على الالتزام دون سبب وجيه يعتبر متمرد ويستحق العقوبة اما اذا كانت له وجهة نظر في هذا الامر وان كانت خاطئة فله الحق في ذلك وهو يتحمل تبعية رايه الخاطئ .
اتذكر رواية للشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله رواها لي الحاج المرحوم فاضل البلداوي سمعها مباشرة من الشيخ باقر القرشي رحمه الله عن الشيخ رواها له الشيخ محمد جواد مغنية يقول مغنية : طلب مفكر مصري من السفير المصري في لبنان اجراء لقاء له مع فقهاء من قم لمناقشتهم بخصوص المذهب الشيعي فقال له السفير بدلا من الذهاب الى قم هنا في لبنان فقهاء تستطيع مناقشتهم فاستقر رايه علينا ، وبالفعل جاء الى بيتي ومن طبيعتي اسجل النقاشات بجهاز تسجيل ( الكاسيت)، بدا النقاش والتسجيل وعرضت له كل الادلة على ما يشكل عليه وفي نهاية النقاش قال اسمع يا شيخ لو جاء محمد الان وقال اتبعوا علي انا لا اتبعه ...
هكذا شخص وهذا جوابه الا يستحق العقوبة لانه جاحد ومعاند ولم يستطيع رد الحجة بالحجة .
اما السؤال الخاص بالتشريع فلنا مقال اخر عنه
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر