علي مارد الأسدي
من أسس لذبح الإمام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه وأتباعه واشياعه منذ واقعة كربلاء وإلى يومنا هذا ؟ في الواقع هو لم يكن اللعين شمر بن ذا الجوشن... ولا الخبيث عبيد الله بن زياد ... ولا حتى المأفون يزيد بن معاوية ... هؤلاء كلهم مجرد أدوات ونتائج لمفصل تأريخي حاسم حرف و شوه وجه الاسلام الحنيف و تمثل في انقلاب السقيفة المشؤومة التي ما "وقى الله شرها" وشرورها الى اليوم. لقد اغمض رسول الله عينه وهو يلهج بلعن من تخلف عن سرية أسامه بن زيد، بعد ان جمع كل الذين أرتاب بأمرهم وتيقن من نفاقهم، حيث وضع كبيرهم وصغيرهم تحت أمرة شاب لا يتجاوز عمره السابعة عشر ، في دلالة واضحة على ان لا قيمة اعتبارية لهم، وفي محاولة أخيره منه لابعادهم عن المدينة حال وفاته، ليستتب الامر من بعده لخليفته الذي هو منه بمنزلة هارون من موسى، ولكن الحلف القريشي المناويء للامام علي عليه السلام، والذي تشكل في المدينة وألتأمت قواه المضاده للاسلام المحمدي داخل سرية اسامه، كان قد استفحل أمره لدرجه ما عاد بالامكان كبحه والسيطره عليه او اعادة عقارب الساعة للوراء... وهكذا تحققت نبوءة القرآن فيهم : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم.." اذ انقلبوا على اعقابهم بعد وفاة أو قتل الرسول محمد (ص) شر انقلاب، حتى اننا نستطيع الجزم بقناعة، ان كل ما حدث في الاسلام من فضائع وانتهاكات منذ ان اغمض النبي عينيه والى يومنا هذا هو برقبة تلك المسوخ المتأسلمة نفاقا و التي اجتمعت وتآمرت ذات يوم مشؤوم في تلك السقيفة الملعونة. ان تشخيص السبب بشجاعة دون مجاملة أو مداهنة، ومحاكمته ثقافيا وتأريخيا واخلاقيا وعقائديا، ونشر هذه الحقائق المؤلمة في إعلامنا وادراجها في مناهجنا التربوية التي ما زلنا نقدمها لاجيالنا مليئة بالزيف والاكاذيب، هو أولى واهم وأكثر أجرا وثوابا ومنفعة من تبادل المجاملات وعبارات التعزية الجاهزة كل عام في الذكرى الاليمة ليوم عاشوراء.
ورحم الله القاضي أبو بكر بن قريعة الذي أنشد قائلا :
لولا اعتداءُ رعيةٍ ألقى سياستها الخليفة وسيوفُ أعداءٍ بها هاماتُنا أبداً نقيفة لكشفتُ من أسرار آل محمدٍ جملاً طريفة تغنى بها عمّا رواه مالك وأبو حنيفه ونشرت طيَّ صحيفة فيها أحاديثُ الصحيفة وأريتكُم أنّ الحسين أصيب في يوم السقيفة ولأيّ حال أُلحدت بالليل فاطمة الشريفة آهٍ لبنت محمـــدٍ ماتت بغُصتها أسيفة
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!