- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ألستم مقلدين للمجتهد ترامب بالمؤامرات
سامي جواد كاظم
المبدا المتفق عليه عند العقلاء هو ان العبد يعمل لكي ينال مرضاة الله مهما كانت ديانته او مذهبه فالاطار العام هو ان تكون اعمالنا ضمن رضا الله عز وجل ونتجنب سخطه ، واما مسالة ماهية العمل، هنا تختلف الاديان والمذاهب كل له رايه في ذلك .
ولنخصص مقالنا عن المذهب الامامي وماهية معتقداته واصوله من اجل الفوز برضا الله وتجنب حرام الله ، فالذي يعمل من اجل مرضاة الله يجتهد اما بنفسه او بالاستعانة بغيره حتى يبلغ مرامه ، وبالنسبة للمذهب الامامي فانه يرى ان الخطاب الاسلامي يشمل كل مفاصل الحياة ووجدت للحالات التي يعتقد انها بلا نص فمن خلال علم اصول الفقه تمكنوا من استنباط الحكم الشرعي ورسائل المجتهدين اغلبها تنقسم الى قسمين عبادات ومعاملات .
بعد الدور المشهود للمرجعية الشيعية في النجف في معالجة ازمات العراق والوقوف بوجه المخططات الامريكية في العراق يقابلها وقوف مرجعية ايران بوجه الشيطان والتفاف المسلمين حول مراجعهم مما ازعج هذه الدوائر الصهيوامريكية وهابية ، لذا عملت على النيل من هذه الثقة بين المجتهد والمقلد باثارة اكاذيب تخص الاجتهاد والتقليد وهنالك من يروج لهم ممن غرر بهم او لغبائهم بين المواقع الالكترونية او وسائل الاعلام بان هنالك مجتهدين يرفضون التقليد وهذا تدليس من قبلهم لاننا سنرد على هذه الاكاذيب .
هنالك خلط في المفاهيم هنالك اصول الدين عند الشيعة خمسة وعند السنة ثلاثة المهم هذه الاصول لا تقبل الاجتهاد والتقليد فالمجتهد لا يحق له ان يجتهد فيها والمسلم لا يحق له ان يقلد مجتهد فيها وهي ( التوحيد النبوة المعاد العدالة الامامة ) اما بقية احكام الدين فان تمكن العبد ان يصل الى بر الامان في تصرفه فهذا امر حسن او يستعين بمن هو اعلم فهذا امر حكيم اما لا هذا ولا ذاك فهذا امر سقيم يتحمل وزره هو لوحده يوم يقف امام العادل الحكيم .
يتشبث المغرر بهم برواية منسوبة الى الشيخ المفيد نصها ان (( اياكم والتقليد فان من قلد في دينه هلك )) وهذه الرواية مرسلة ومن غير سند ولم يروها احد الا الشيخ المفيد فالحديث من حيث السند لا اعتبار فيه ثم ان تكملة الحديث من ذكر الآية القرآنية (( اتَّخَذُوا أَحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أَربَابًا مِن دُونِ اللَّهِ )) (التوبة:31) ذكرت في مصادر متعددة دون ان يذكر قبلها ما ذكره الشيخ المفيد (اياكم والتقليد...) مما يرجح ان هذه الزيادة هي قول للبعض وليست هي من ضمن الحديث والا لو كانت كذلك لنقلها بعض من نقل الاية القرآنية والتكملة التي بعدها وعلى كل حال يحمل معنى هذا القول على التقليد في اصول الدين فان الآية القرآنية تذم تقليد اليهود والنصارى لاحبارهم ورهبانيهم والا الشيخ المفيد هو بنفسه مجتهد ويفتي وله مقلدين ففي المسائل الطوسية كان الشيخ الطوسي يسأله ويكتب له (افتنا ان شاء الله) او (افتنا متطولا ان شاء الله تعالى) فيجيبه الشيخ المفيد.
ومن جانب اخر هنالك روايات كثيرة عن اهل البيت عليهم السلام تحث على الاجتهاد والافتاء ومنها قول الإمام الصّادق (عليه السلام) لأبان بن تغلب: (( اجلسْ في مسجد المدينة وأفتِ النّاس، فإنّي أحبُّ أن أرى في شيعتي مثلك))، وقول الإمام الرِّضا (عليه السّلام) لعبد العزيز المهتدي عندما سأله: إنّي لا ألقاك في كلِّ وقتٍ، فممّن آخذ معالم ديني؟ فقال (عليه السّلام): ((خُذْ عن يونس بن عبد الرّحمن)).
وتحذير الامام الصّادق (عليه السَّلام): ((إيّاكم أن يحاكِم بعضُكم بعضاً إلى أهل الجّور، ولكن انظروا إلى رجلٍ منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإنّي قد جعلته قاضياً، فتحاكموا إليه)).
وجاء في معتبرة داود بن الحصين، عن أبي عبد الله الصّادق (عليه السّلام) في رجلينِ اتّفقا على عدلينِ جعلاهما بينهما في حكم وقع بينهما فيه خلافٌ، فرضِيا بالعدلينِ، فاختلف العدلان بينهما، عن قولِ أيّهما يمضي الحكم؟ قال (عليه السّلام): ((يُنظر إلى أفقههما وأعلمهما بأحاديثنا وأورعهما فينفُذُ حكمُه، ولا يُلتفَت إلى الآخر))
ولهذا السبب تحاول هذه الدوائر المشبوهة ان تقطع حبل التقليد بين المقلد والمجتهد حتى تتبعثر السبحة ، بينما تجدهم هم انفسهم الاقزام الذين يشكلون على التقليد يقلدون اسيادهم الشياطين المجتهدين في بث سمومهم بين المسلمين ( ترامب انموذحا، وال سعود).تقلدون ترامب بثمن بينما المجتهدين والمقلدين المسلمين بينهما علاقة روحية بلا ثمن