- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عندما يصبح الإعلامي سياسياً !!
بقلم: سمير داود حنوش
يبدو إن قطار حكومة الكاظمي لن يتوقف عند أية محطة، فما زالت هذه الحكومة مستمرة في إختيار الإعلاميين من (مقدمي البرامج الحوارية) ضمن الطاقم الحكومي، فبعد إختيار أحمد ملا طلال ناطقاً إعلامياً لرئيس الوزراء، تم ترشيح الدكتور نبيل جاسم مقدم برنامج في فضائية الشرقية رئيساً لشبكة الإعلام العراقي وليس ببعيد عن هذا الإختيار وقبل وقت قريب من هذا الزمن تم ترشيح إبتسام الغراوي (مقدمة برامج في فضائية الفرات) ووجيه عباس (مقدم برنامج في قناة العهد) كأعضاء في البرلمان العراقي، ولا ندري لماذا يتم إختيار مقدّمي البرامج بالتحديد لإدارة مسؤوليات حكومية أو برلمانية أو هل أن هذا الإختيار مقصود لإفراغ الساحة الإعلامية من الوجوه المؤثرة في الرأي العام وجعلها أداة طيّعة تعمل لصالح القرار الحكومي، مع العلم أن هناك فرقاً شاسعاً بين فن إدارة برنامج حواري وبين المقدرة والقابلية على إدارة وظيفة أو مهمة حكومية.
ولا بُد من الإعتراف أن خطوة ضمّ الإعلاميين والنُشطاء الذين صدحت أصواتهم ضد حكومة عادل عبد المهدي الى الطاقم الحكومي لحكومة الكاظمي هي خطوة ذكية من شخصية مخابراتية تهدف إلى إنضاج فكرة إن هذه الحكومة ولدت من رحم تظاهرات تشرين، لكننا لا نستبعد أن تكون المنظومة الحكومية مقتنعة بأن هؤلاء الإعلاميين وغيرهم وبما لهم من تأثير إيجابي وفاعل لدى الرأي العام ربما سينعكس إيجاباً في مهمة الحكومة الجديدة.
وما نخشاه ونتخوف منه أن تتحول مهنة الإعلامي (مقدم البرامج) إلى محطة لأنتقال وتسابق الكثير من الزملاء الإعلاميين الى عالم السياسة المقيت وأن يتحولوا إلى أبواقاً للسلطة تستغلهم للوصول إلى عقول الرأي العام، الخطأ الفادح والكبير الذي سيقع به هؤلاء الأعلاميون بعد إنتهاء فترة وظيفتهم الحكومية أنه لن يكون بأستطاعتهم العودة إلى ما كانوا عليه سابقاً (إعلاميين) لأن الرأي العام وقتذاك سيكون قد أقتنع بأن هؤلاء ضمن منظومة حكومية أو سياسية فاسدة لن تستطيع إقناعه بما يحدث ولن يكون قادراً على تقبل وجوههم مرةً أخرى في التلفاز كمحاورين ودعاة لنصرة الفقير والمظلوم وهذا يُعزز خسارة الإعلامي للجمهور الذي يتابعه.
ستظل تهمة إرتباطهم بالسلطة ملاصقة لهم وفي آخر المطاف سيكون على هؤلاء الإعلاميين سلوك طريق واحد لا غيره وهو الأستمرار بالعمل السياسي ليصبحوا أرقاماً تُضاف إلى جيوش السياسيين القابعين على صدور هذا الشعب.
كُنت أتمنى وغيري من الجمهور أن يبقى هؤلاء (إعلاميين) وليس غير ذلك، أحراراً في توجهاتهم وأفكارهم وأن لا تتحكم بهم منظومة حكومية ترتبط بعملية سياسية (ميتة سريرياً) وأن يستمروا بعملهم الإعلامي أصواتاً للفقراء ودعاة الكلمة الصادقة ومنبراً لصوت الشعب ولكني كُنتُ مُخطئاً فبريق السلطة ومتعة النفوذ ولذة الأمتيازات تُغري الكثير وتجعل منهم أدوات لأدامة عملية سياسية فاشلة.