- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قلة العفو أقبح العيوب والتسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب
سامي جواد كاظم
الانسان بطبيعته يبدا متعلما ويكون هنالك قدوة ومدرسة ينهل منه دروس الحياة قد يكون العائلة او المدرسة او شخصية مرموقة سواء كانت دينية او اجتماعية وهذا الامر بشكل عام بعيدا عن صحتها او خطاها ، ويتصرف الانسان وفق من تعلم منه .
ولكن تظهر تصرفات لبعض البشر عجيبة وفيها من الدونية ما يندى لها الجبين ، والبحث عن السبب قد يبرر العجب ، لكن لا يجعل السلبي ايجابي عندما لايكون فيه نص تشريعي او اخلاقي او عرفي والتساؤل مشروع حول ما تتناوله مواقع التواصل الاجتماعي من صور وافلام انتقامية غريبة في توقيتها ومضمونها وتصويرها .
قبل شهر تقريبا نشرت المواقع خبر اعفاء السيد السيستاني عن من نال منه وحكم بالحبس وفي وقتها قلت مع نفسي ان تصرف السيد هو الطبيعي جدا والنابع من المدرسة التي نهل منها العلم والاخلاق وهو نفسه الذي دعا للعريفي الوهابي الذي شتمه بالمغفرة وعفا عنه .
وفجاة تظهر مواضيع للنشر عن التعامل مع بعض المسيئين كيف تعاملوا معهم بشكل سلبي بل باعلى درجات السلبية ولا استبعد انه تمثيل ومقصود، وكأن هذه الافلام جاءت لترد على اعفاء السيد السيستاني عن من شتمه، وقبلها حكاية المهوال الذي انتقد شخصية ما وظهرت اخبار لا اعلم مدى صحتها عن ما تعرض له المهوال .
دعوا السيد فالتراث يحكي لنا افضل واروع الصور عن التغاضي والاعفاء دعوا اهل البيت عليهم السلام لانهم معصومين ، فهذا الخليفة الاموي سلمان بن عبد الملك يدخل عليه احد رعيته وينال منه سبا وشتما فانفعل منه وقال لابن عمه عمر بن عبد العزيز ماذا افعل به فقال له اما ان ترد عليه بمثل ما قال او تعفوا عنه وان عفوت عنه تكون اكبر منه ، فقال فقط يسب الخليفة ، فاجابه عمر انت انسان وهو انسان والمسميات لا تؤثر عند الله .
الحجاج هذا الطاغية الذي يعرف ببطشه وظلمه ، دخل عليه غلام عقيلي اي من تسب عقيل بن ابي طالب ، فنال من الحجاج باقسى العبارات وخط من مكانته وعندما اشار الى خواصه ماذا يفعل به فقالوا له اقطع عنقه فقال الغلام ان اصحاب فرعون افضل من اصحابك فقال الحجاج كيف ؟ فقال الغلام عندما استشار اصحابه فرعون في موسى عليه السلام{ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم} فتركه ولم يعاقبه .
وحتى الخليفة الثانية كم من موقف يصادفه فيكون العفو امره
ما نشر من على الفيسبوك والتويتر وبكثرة جدا فلمين لاسلوب معاقبة مذنب بطريقة غير صحيحة فالمذنب مذنب واسلوب العقوبة ايضا ذنب ويبقى السؤال الذي صور والذي نشر والتوقيت هذا يبعث على الحيرة والتساؤل
بمن اقتديتم وتصرفتم هكذا ؟
في العسكرية تكون العقوبة في بعض الاحيان ( زيان نمرة صفر ) وهناك عقوبة سنها طاغية العراق بقص اذن الهارب من الخدمة العسكرية، وهنالك اساليب في دوائر الاستخبارات لكل دول العالم بشعة واجرامية بمعنى الكلمة بحق المواطنين المعتقلين مهما كانوا ابرياء او مذنبين ، هذه الثقافة السلبية اصبحت لا شيء امام ما يحدث اليوم في بلدي يا ساحة الوثبة اشهدي على ذلك .
ومن مدرسة اهل البيت قال الامام علي (عليه السلام): الصفح أن يعفو الرجل عما يجنى عليه ويحلم عما يغيظه وعنه (عليه السلام): أعط الناس من عفوك وصفحك مثل ما تحب أن يعطيك الله سبحانه، وعلى عفو فلا تندم وعنه (عليه السلام): أحق الناس بالإسعاف طالب العفو وعنه (عليه السلام): بالعفو تستنزل الرحمة وعنه (عليه السلام): شر الناس من لا يعفو عن الزلة ولا يستر العورة وعنه (عليه السلام): شيئان لا يوزن ثوابهما: العفو والعدل .وعنه (عليه السلام): قلة العفو أقبح العيوب والتسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب .
أقرأ ايضاً
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني