- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الذين أتمنى أن يصيبهم السرطان
بقلم: هادي جلو مرعي
عنوان عريض.. إتهامات للجنة الدواء في وزارة الصحة بمنع توريد علاج للسرطان، والمرضى يحصلون عليه بأسعار خيالية.
رسالة وردتني من مجموعة يسمون أنفسهم ( محاربو السرطان) وأود ان اعبر عن تضامني معهم، ويقولون: نحتاج هذا الدواء، ولايوجد في العراق، لأنه ممنوع! ولماذا هو ممنوع؟
لأن لجنة الدواء بوزارة الصحة إلى الآن لم توافق عليه! ياسلام.
يضيف هولاء المساكين: تركونا نهبا لتجار الدواء من خارج العراق، وإليك الأسعار القاتلة.
الدواء المورد من الهند بسعر 7100 $
الدواء المورد من تركيا بسعر 6500 $
الدواء المورد من لبنان بسعر 5600 $
العلبه فيها 30 حبة. وفي كل شهر نبحث عن المال لنشتري الدواء، ويضيفون: نتوسل، ونتمرغ بالذل لكي نحصل عليه.
لو كانت وزارة الصحة موافقة عليه لكنا أخذناه منهم، أو أن نشتريه منهم حتى لو كان بسعر مدعوم ، ونحن نموت من أهمال الحكومة للناس الفقراء الذين يصيبهم هذا المرض اللعين.
وتنتهي الرسالة بالتوسل، والإستنجاد لعلها أن تصل الى لجنة الدواء في وزارة الصحة. والحق أقول لكم: إنني لم أكن أعرف بوجود لجنة بهذا الإسم، وغالبا ما أتوجه الى الله وها أنا أعيد توسلي الآن بأن لأضطر للرقاد في مشفى في العراق وأن يباغتني ملاك الموت فجأة فأحلق معه في البعيد فوق سحاب الطمأنينة.
رب
أمتني موت الفجأة
في الشارع
أو في الحمام
أو حين أنام
أو حين أجلس أكتب همي
أو حين أسكر بالأوهام
فالموت جميل لو يأتي
شريطة أن لا أدخل مشفى
أو يرهقني إبن حرام
أو أبتاع دوائي من تاجر
أو أسال سياسيا ينجدني
أو يتصدق علي الظلام
ولهذا أتمنى أن يصيب السرطان كل من يسرق أموال الشعب العراقي، وكل من يستغل مؤسسات الدولة للحصول على منافع، وكل سياسي لايخاف الله، وكل من يضع العراقيل في طريق الجهود لتطوير البنية التحتية في القطاع الصحي، وكل من يتاجر في دواء الفقراء وعذاباتهم، وكل من يجير وزارات الدولة لحزبه وجماعته، وكل من يعيش على الصفقات والعقود والمنافع، ونسي يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها.
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)