- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
صمت الراعي يسكت الغربان أيمن حسين أنموذجاً
بقلم - عدي المختار
طيلة السنوات الماضية تابعت عن كثب مسيرة اللاعب أيمن حسين ومع كل حملة اعلامية وجماهيرية شرسة كانت تشن ضده كنت دائماً أبتسم وأراهن على صمته في عدم الرد .
صمت الراعي هذا لا يعرفه إلا نحن ابناء الفضاءات المفتوحة حيث أطراف المدن وحواشيها المترعة ، ولنا في تلك المعرفة شهود عيان فالطلبة المجتهدين ايام الدراسة ( الدراخه ) او ( السچاچه ) بتعبير اليوم فهم طلبة الارياف ممن كانوا يحجزون لهم مقاعد متقدمه في الاجتهاد والنجاح وايمن حسين واحدا من أولئك المجتهدين فهو ابن القرية التي ينتمي لها بفخر ويتفاخر بها علانية أمام الاعلام وهو راعي الأغنام الذي كان يجلس لساعات دون ملل او كلل يراقب حركة قطيعه ويعاود الكرة يومياً .
ولهذا الصمت المهيب ينتمي هذا الاسد دون ان يرد على اي أحد على الرغم من تعابير الحزن التي كانت تجتاح محياه ونبرة صوته المبحوح واجاباته السريعة التي كان يحاول ان يلف بها تفاصيل اللقاءات التلفزيونية إلا انه كان دائماً وفياً لصمته وفي سره الف سؤال عن الاسباب التي تقف وراء هذه الهجمات دون ان يبوح بها بل مدها دائماً بالكثير من القوة والارادة والتحدي بأن ثمة موعد غداً للاسد كي يزئر .
هذا الراعي الذي جاء محملاً بأصالة قريته والصبره على اغنامه اثبت اليوم دون اي لبس او ايهام أنه لا يليق إلا بأن يكون راعياً للاسود وعنوان أنتصاراته ، فأسكت بقدمه الذهبية اصوات النشاز حينما وثب وثبته تلك معلناً عن زمن جديد عنوانه منتخب بكامل قياقة البطولة.
كما واثبت للجميع أن وجوده في الملعب لم يكن مجاملة او كان عبثاً او انه نذير شؤم على المنتخب الوطني كما وصفه الاخرين ظلماً وعدوانا بل كان ثقة للاعبين وفاتحة كل عسر .
ايمن حسين عنوان كبير لقصة أسد عصامي جاهد وجد وجتهد كثيراً ونهض من رماده كالعنقاء وحلق عالياً في سماء الكرة العراقية ليترك فيها بثقه بصمته التي لا تمحيها غربال الغربان السود .