مواقع التواصل الأجتماعي، بين الادمان والإقلاع (قصص من الحياة) (منور حبيبي)، عبارة كتبها قاسم الجناحي، على موقع التواصل الإجتماعي، جلبت عليه الكثير من المشاكل، حيث كان هذا تعليقا على منشور (بوست) نشره صديق له يعزي به اخيه المتوفي، لكن قاسم المدمن على مواقع التواصل الإجتماعي، لم يلحظ ذلك، وعلق، فتكون بعدها الكارثة ويصاب وتكسر رجله بعد أن غضب منه صديقة وتشاجر معه.
وقال قاسم إن "الادمان على مواقع التواصل الإجتماعي يجعلك، غير منتبه، وغير مركز على الكثير من الأمور، فأخو صديقي كنت ممكن حضر مراسم عزاءه، وبسبب ردي على منشور صديقي الذي كان يعتقد أني استهزء به، حدث الشجار والخصام بيننا".
وأضاف أن "هكذا ادمان لا يمكن التخلص منه بسهولة، وحاولت كثيرا لكن دون فائدة إلى أن حدثت المشكلة فقررت أن الغي من حياتي جميع مواقع التواصل الإجتماعي التي كنت أرتادها". وأظهرت دراسات نشرت في دول عربية وأوربية كما من الآثار السلبية التي تلحق بالشخص الذي يدمن على المواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام، ومن هذه الآثار، حب الوحدة والانعزال عن العائلة والشعور بالتوتر والخمول الجسدي والاكتئاب وغيرها. وحسب الدراسة فإن هناك 1.49 مليار مستخدم فعال لموقع فيسبوك الذي يعتبر أضخم شبكة اجتماعية في العالم. وكانت دراسة علمية نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أشارت إلى وجود 400 مليون شخص يعانون من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم.
وقالت فاطمة ، طالبة في أجدى الجامعات بمدينة كربلاء، إن "مشكلتي مع أدمان مواقع التواصل الأجتماعي، عقيمة، وأدت إلى محاولتي للأنتحار مرتين لكنهما فشلت، والسبب أنه حلمت بحبيب مثالي، ووجدت شخصا، أحببته عبر الانستغرام، لكنه ظهر وحشا بشريا، فقد سحب مني الكثير من الأموال حتى أني كنت اسرق من أمي لاعطيه". وأضافت "بعد ذلك أكتشفت أنه يلعب بي وبمشاعري، وهددني بصور كنت قد بعثتها له، مما جعلني أعتزل على العالم وأحاول الانتحار". من جهته، قال الباحث والدكتور جاسم الموسوي، إن "الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي بدون وعي، أو عقل نقدي، سيؤدي حتما إلى مشاكل وصراعات نفسية حقيقية، بل وانفصام في الشخصية في أحيان كثيرة، وأنا لست محللا أو طبيبا نفسيا حتى أتعمق في الأمر، لكن أقول هذا من خلال ما تابعته في المجتمع، ومن خلال ما أقرأه من دراسات حول الموضوع". وأضاف أن "الكثير من رواد شبكة الإنترنت يعانون نفسيا من ضغوطات، ومشاكل بسبب ما يرونه على (الإنستغرام أو فيسبوك) من مثالية، وكمال، فيبدأون بالسخط على حياتهم، ووضعيتهم المادية، والمعنوية، وعلى فشلهم في الحياة، ويعانون بسبب ذلك الفارق بين ما يريدون الوصول إليه (أي ما يريدون تقليده على مواقع التواصل)، وبين شخصيتهم وحياتهم". وتابع أن "المشكلة هنا تكمن في أن أغلب ما يرونه هو زيف، وفبركة، ولا يعني الحقيقة، لا من قريب، ولا من بعيد، لأن المثالية ببساطة لا يمكن أن توجد في عالمنا". لكن أمر التخلص من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي صعب، إلا أن هناك ثمة خطوات للإفلات من هذا الإدمان، تبدأ بإدراك الشخص لخطورة إنفاق ساعات طويلة في اليوم على الشبكات الاجتماعية. ويدعو الموسوي، مستخدمي مواقع التواصل إلى توزيع الوقت الذي ينفقونه عليها على أنشطة أخرى، مثل التعرض إلى وسائل إعلام أخرى، والتفاعل الاجتماعي المباشر مع الآخرين، فالعائلة التي تجتمع في مكان واحد لكن كل فرد فيها منعزل بواسطة "آي باد" أو هاتفه الذكي مشهد واقعي.
تحقيق/محمد الخزرجي ..كربلاء
أقرأ ايضاً
- شباب سائرون في طريق الاربعينية :هجرنا مواقع التواصل الاجتماعي وتفرغنا للعشق الحسيني
- بعد ان كانت وسيلة التواصل الأكثر شهرة .. الرسائل الورقية تضع لمساتها الأخيرة لعصر التكنولوجيا الحديثة بوداع مميز
- صفحات و كروبات التواصل الاجتماعي في الفيس بوك تحضا بمتابعة المسؤولين و عوامل ضغط لتحقيق المطالب و الحقوق