بقلم: أياد السماوي
عدد من الأحزاب والكتل السياسية تتسائل عن الآلية التي مهدّت لتكليف السيد محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء , خصوصا بعد الغموض الذي لفّ موقف ودور الكتل السياسية الكبيرة في ترشيح السيد علاوي .. فإذا كان السيد علاوي ليس مرشّحا عن كتلتي الفتح وسائرون , فمن هي الكتلة التي رشّحت السيد علاوي والتي ينطبق عليها وصف الكتلة الأكبر ؟
ولماذا لا تعلن هذه الكتلة التي رشّحت السيد علاوي عن نفسها للرأي العام والشعب العراقي ؟ فهل كان السيد علاوي هو مرشّح رئيس الجمهورية برهم صالح وقرار التكليف قد صدر منه دون علم كتلتي الفتح وسائرون ؟
وماذا قصد زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر أنّ السيد علاوي هو مرّشح الشعب ؟
آخر تغريدة للسيد مقتدى الصدر قال فيها ( إنّنا نسمع بضغوطات حزبية وطائفية لتشكيل الحكومة المؤقتة , فهذا يعني ازدياد عدم قناعتنا بها , بل قد يؤدي إلى إعلان التبرؤ منها شلع قلع بعد أن اضطررنا للسكوت عنها , فإنّنا لا زلنا من المطالبين بالإصلاح ) ...
تغريدة السيد مقتدى الصدر أثارت لغطا كبيرا بين السياسيين والمتابعين للشأن السياسي العراقي حول المقاصد من هذه التغريدة وما يريده السيد مقتدى من رئيس الوزراء المكلّف .. فهنالك من يقول أن مقتدى الصدر أراد من هذه التغريدة دفع السيد علاوي إلى عدم الاستجابة لضغوط وابتزاز كلّ من مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي تحت غطاء حقوق المكونين الكردي والسنّي .. وهنالك من يقول أيضا أنّه أراد من هذه التغريدة ابتزاز رئيس الوزراء المكلّف بالاستجابة لضغوطات سائرون بإعادة استيزار بعض وزراء الحكومة المستقيلة وعدم إجراء أي تغييرات في مناصب التيار في الدرجات الخاصة أي بما يسّمى بالدولة العميقة .. فإذا كان زعيم التيار الصدري يرفض حقا أي ضغوطات وأي ابتزاز لرئيس الوزراء المكلّف فلماذا لا يعلن بصراحة ووضوح رفضه للضغوط والابتزاز الذي يمارسه مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي على رئيس الوزراء المكلّف السيد محمد توفيق علاوي ؟ كما أعلن زعيم جبهة النواب السنّة الأحرار السيد أسامة النجيفي خلال لقاءه رئيس الوزراء المكلّف حين أخبره السيد النجيفي أنّه وهذه المجموعة من النواب السنّة الذين يمّثلون الصف الأول من القيادات السنيّة يقفون معه ويدعمونه بشرط أن لا يخضع لأي ابتزازات تحت عنوان حقوق المكوّن السنّي , ويتوّجه لتشكيل حكومة مستقلّة فعلا لإنقاذ البلد من المأزق الذي يمرّ به ..
الشعب العراقي برّمته يعلم أنّ رئيس الوزراء المكلّف السيد محمد توفيق علاوي يتعرّض إلى ضغوطات كبيرة ومحاولات ابتزاز من قبل مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي من أجل فرض وزراء عليه في تشكيلة حكومته القادمة , وفي حالة استجابة السيد علاوي لهذه لهذه الضغوطات وخضوعه لها , فهذا يعني أنّ دماء شهداء الشعب العراقي التي سفكت في ساحات التظاهر والاعتصام من أجل الإصلاح والتغيير قد ذهبت أدراج الرياح , ويعني أنّ الفساد والمحاصصات قد عادا من الباب وليس من الشباك .. وقد تدفع هذه الضغوط والابتزازات برئيس الوزراء المكلّف إلى الاعتذار عن تكليفه تشكيل الحكومة القادمة وتكليف شخص آخر يحلّ محله , وهذا السيناريو لو حدث فإنّه سيدفع بالبلد إلى المجهول , حيث ستكون كلّ السيناريوهات والاحتملات واردة بما فيها سيناريو تدّخل مجلس الأمن الدولي .. فإذا كان سماحة السيد مقتدى الصدر لا يقصد الضغط والابتزاز من هذه التغريدة , فليعن رفضه لمسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي بشكل صريح وواضح وبدون تأويل .. فمثل هذا الموقف سيكون ضربة كبيرة لدعاة المحاصصات والفساد ..
وفقنا الله وإياكم لخدمة بلدنا وشعبنا ..
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟