- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
توصيف المرحلة الإنتقاليّة في العراق الممنوعِ من الإنتقال
بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
في بداية الخمسينيّات من القرن الماضي، ومع مشاريع مجلس الإعمار، أصبح العراق على "عتبة" الإنتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية.
في نهاية الخمسينيّات من القرن الماضي، ومع بداية عصر"الثورات" المجيدة، أصبح العراق على عتبة الإنتقال من الإقطاع، و"الكومبرادوريّة"، إلى الإشتراكيّة.
في منتصف الستينيّات من القرن الماضي، ومع بداية نهاية عصر "الرُشد" الإقتصادي، أصبح العراق على عتبة الإنتقال من الإشتراكيّة، الى الإشتراكيّة "الرشيدة".
في نهاية الستينيّات من القرن الماضي، ومع بداية عصر "الديكتاتوريّة"، أصبح العراق على عتبة الإنتقال من الإشتراكيّة (بكافة تسمياتها)، إلى "الطريق الخاص" للوصول إلى الإشتراكيّة.
منذ بداية العام 2003 وإلى الآن، والعراق يمُر بمرحلة إنتقاليّة من "الإشتراكية"، إلى اقتصاد السوق الحُرّ.
وفي نهاية المطاف، لم يتم الوصول بأيّ مرحلة إنتقاليّة، إلى نهاياتها المنطقيّة.. بل أنّ الذي حدث هو العكس تماماً، حيث "إنتَكَسَتْ" كُلّ المراحل الإنتقالية إلى نُقطة شروعها الأولى، وإلى تشكيلات اقتصادية - اجتماعيّة أكثر تخلّفاً، وإلى "انماطِ انتاجٍ" أسوأ من سابقاتها بكثير.
ومع أنّ التاريخ الإقتصادي للعراق، كان في الكثير من تحوّلاته المهمة جزءاً من تاريخه السياسي.. إلاّ أنّ "الأنظمة السياسية" الحاكمة، والمُتعاقِبة "السابقة"، لم تتحدّث عن مراحل تحوّلها "الإنتقاليّة"، كما يتحدثُ "النظامُ" القائم الان.
مع ذلك.. مع ذلك.. كانت وجهة الإنتقال "إقتصاديّا" مُحدّدة بدقة، مع توصيفٍ واضحٍ وصريح، ومؤطّر دستورياً، لشكل وطبيعة وخصائص النظام الإقتصادي.
ولم تكُن الظروف الدولية والأقليمية بهذا التعقيد.
ولم يكن العراق مُنقَسِماً ومُقَسّماً، و"مكشوفاً"، وضعيفاً و مُضطَرِباً.. كما هو الان.
فما هو معنى الحديث "سياسيّاً" عن المرحلة "الإنتقاليّة " الآن ؟
إنتقال "سياسي" من ماذا، وإلى ماذا؟
ماهي وجهة هذا "الإنتقال"؟
وكيف يتم "عبور" المرحلة الإنتقاليّة، خلال مدّة زمنيّة تمتد من ستة أشهر إلى عام.. و"الدولة" قد فشلت طيلة ستة عشر عاماً من تحقيق أيّ "إنتقال" في أيّ شيء، وكُلّ شيء؟
ومن بين جميع الأسماء المطروحةِ لـ "قيادة" المرحلة الإنتقاليّة (بوضع هذه الأسماء "سياسيّاً" في منصب رئيس مجلس الوزراء).. ماهي قُدرات هؤلاء "الشخصيّة"، ومهاراتهم القياديّة، وخبراتهم الإداريّة والماليّة، وفهمهم للعلاقات السياسية والإقتصادية الدوليّة، بحيث يكونوا مؤهلّين لقيادة مرحلة صعبةٍ ومُلتَبِسَةٍ ومُعقّدة كهذه، في عراقٍ يعيشُ في الفوضى، ويقفُ على حافّة الجُرْف؟
نحتاجُ إلى شيءٍ من العقل في هذه المحنة.
هذا العقل لا يحتاجهُ "الآخرون" من غير العراقيين.
كُلّهم راضون وسعداء و "مُستَفيدون" من استمرارِ وإستدامةِ هذا "التشتيتُ" و "الشَتاتُ" و التخبّط والعَبَث الذي نعيشهُ الان.
كونوا رجال دولة، في الفرصة الأخيرة المثتاحة لكم، لتقوموا بذلك..
أو أعتَرِفوا بفشلكم في تحقيق ذلك.. وأعتَذِروا.. وأعتَزِلوا.. لعلَّ الأجيالَ القادمة تغفِرُ لأحفادكم، بعضاً من التبعات الكارثيّة لسوء إدارتكم للسلطة والثروة، التي لم يختبِرْ بلدٌ آخر، ماهو أسوأُ منها من قبل.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي