- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تظاهراتنا.. وبيان "الصمت" - ح2
بقلم: عادل الموسوي
بيان "الصمت": هل تم تنفيذ جميع توجيهات المرجعية الدينية حتى ينتظر الجميع توجيهاتها الجديدة؟!
تقدم في الحلقة الأولى:
البيانات التي تعرضت لمواقف المرجعية الدينية، وتناولنا منها:
- الموقف من الأوضاع العامة.
- الموقف من القوى السياسية.
وفي هذه الحلقة:
سنتناول الموقف من الإحتجاجات السلمية، وقسما من البيانات التي تعرضت لتوجيهات المرجعية الدينية، وسنتناول القسم الآخر والأخير في حلقة ثالثة.
الموقف من الإحتجاجات السلمية:
إن موقف المرجعية الدينية المؤيد للإحتجاجات السلمية من أجل الإصلاح واضح جداً لايدانيه الشك، إن لم نقل إن في بعض مضامين بياناتها دعوة صريحة لتلك الإحتجاجات:
- بينت المرجعية الدينية "أن التظاهر السلمي بما لا يخلّ بالنظام العام حق كفله الدستور للمواطنين.."
- و "إن التظاهر السلمي حق لكل عراقي بالغ كامل، به يعبّر عن رأيه ويطالب بحقه..".
- ودعت الى "مساندة الإحتجاجات والتأكيد على الإلتزام بسلميتها وخلوها من أي شكل من أشكال العنف".
- وأوضحت "إن المواطنين لم يخرجوا الى المظاهرات المطالبة بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة ولم يستمروا عليها طوال هذه المدة بكل ما تطلب ذلك من ثمن فادح وتضحيات جسيمة، إلا لأنهم لم يجدوا غيرها طريقاً للخلاص من الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم، والخراب المستشري على جميع الأصعدة..".
- وأكدت "أنّ الاصلاح ضرورةٌ لا محيص منها.."
- ووصفت "معركة الإصلاح التي يخوضها الشعب العراقي الكريم إنما هي معركة وطنية..".
- وخاطبت العراقيين: "إنّ أمامكم اليوم معركة مصيرية أخرى، وهي (معركة الإصلاح) والعمل على إنهاء حقبة طويلة من الفساد والفشل في إدارة البلد"
- وبينت أن دماء ضحايا الإحتجاجات هي دماء زكية وهي "التي سالت من مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين في هذا الطريق المشرِّف..".
- وأوضح دلالة على تأييد الإحتجاجات السلمية بل إنتظارها، وصفها بإنها " المعركة ـ التي تأخرت طويلا ً-".
ثانياً- البيانات التي تعرضت لتوجيهات المرجعية الدينية:
التوجيهات العامة للمتظاهرين:
- ناشدت "المشاركين في هذه التظاهرات أن يمتنعوا من المساس بالعناصر الأمنية والإعتداء عليهم بأيّ شكل من الأشكال".
- كما ناشدتهم "رعاية حرمة الأموال العامة والخاصة وعدم التعرض للمنشآت الحكومية أو لممتلكات المواطنين أو أيّ جهة أخرى".
- ناشدتهم أيضاً "أن لا يبلغ بهم الغضب من سوء الأوضاع وإستشراء الفساد وغياب العدالة الاجتماعية حدّ إنتهاك الحرمات بالتعدي على قوات الأمن أو الممتلكات العامة أو الخاصة".
- وبينت لهم: "إنّ رجال الأمن إنّما هم آباؤكم وإخوانكم وأبناؤكم الذين شارك الكثير منهم في الدفاع عنكم في قتال الإرهابيين الدواعش وغيرهم ممن أراد السوء بكم، واليوم يقومون بواجبهم في حفظ النظام العام فلا ينبغي أن يجدوا منكم إلا الإحترام والتقدير، فلا تسمحوا للبعض من ذوي الأغراض السيئة بالتغلغل في صفوفكم وإستغلال تظاهراتكم بالإعتداء على هؤلاء الأعزة أو على المنشئات الحكومية أو الممتلكات الخاصة".
- وأكدت على أن: "مساندة القوات الأمنية وإحترامها وتعزيز معنوياتها وتشجيعها على القيام بدورها في حفظ الأمن والإستقرار على الوجه المطلوب واجب الجميع، فإنه لا غنى عن هؤلاء الأعزة في تفادي الفوضى والإخلال بالنظام العام.."
- ووجهت "المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أياً كانوا ـ ولا يسمحوا لهم بإستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والإعتداء على أصحابها".
- وأوضحت "إنّ المحافظة على سلمية المظاهرات وخلوها من أعمال العنف والتخريب تحظى بأهمية بالغة، وهي مسؤولية تضامنية يتحملها الجميع.." و "تقع أيضاً على عاتق المتظاهرين أنفسهم بأن لا يسمحوا للمخربين بأن يتقمصوا هذا العنوان ويندسوا في صفوفهم ويقوموا بالإعتداء على قوى الأمن أو على الممتلكات العامة أو الخاصة ويتسببوا في الإضرار بمصالح المواطنين".
- وحذرت من "إن هناك أطرافاً وجهات داخلية وخارجية... قد تسعى اليوم لإستغلال الحركة الإحتجاجية الجارية لتحقيق بعض أهدافها، فينبغي للمشاركين في الإحتجاجات وغيرهم أن يكونوا على حذر كبير من إستغلال هذه الأطراف والجهات لأيّ ثغرة يمكن من خلالها إختراق جمعهم وتغيير مسار الحركة الإصلاحية".
أسباب التأكيد على سلمية الإحتجاجات:
- إذ أوضحت "إنّ الإعتداء على عناصر الأمن برميهم بالأحجار أو القناني الحارقة أو غيرها والإضرار بالممتلكات العامة أو الخاصة بالحرق والنهب والتخريب مما لا مسوّغ له شرعاً ولا قانوناً ويتنافى مع سلمية التظاهرات ويبعّد المتظاهرين عن تحقيق مطالبهم المشروعة ويعرّض الفاعلين للمحاسبة".
- و "إنّ تأكيد المرجعية الدينية على ضرورة أن تكون التظاهرات الإحتجاجية سلمية خالية من العنف لا ينطلق فقط من إهتمامها بإبعاد الأذى عن أبنائها المتظاهرين والعناصر الأمنية، بل ينطلق أيضاً من حرصها البالغ على مستقبل هذا البلد الذي يعاني من تعقيدات كثيرة يخشى معها من أن ينزلق بالعنف والعنف المقابل الى الفوضى والخراب، و يفسح ذلك المجال لمزيد من التدخل الخارجي، ويصبح ساحة لتصفية الحسابات بين بعض القوى الدولية والإقليمية، ويحدث له ما لا يحمد عقباه..".
التوجيه بمطالب محددة:
- إذ بينت "إنّ الإصلاح الحقيقي والتغيير المنشود في إدارة البلد ينبغي أن يتم بالطرق السلمية، وهو ممكن إذا تكاتف العراقيون ورصّوا صفوفهم في المطالبة بمطالب محددة في هذا الصدد:
- "هناك العديد من الإصلاحات التي تتفق عليها كلمة العراقيين وطالما طالبوا بها، ومن أهمها:
-مكافحة الفساد وإتّباع آليات واضحة وصارمة لملاحقة الفاسدين وإسترجاع أموال الشعب منهم.
-رعاية العدالة الإجتماعية في توزيع ثروات البلد بإلغاء أو تعديل بعض القوانين التي تمنح إمتيازات كبيرة لكبار المسؤولين وأعضاء مجلس النواب ولفئات معينة على حساب سائر أبناء الشعب.
-إعتماد ضوابط عادلة في التوظيف الحكومي بعيداً عن المحاصصة والمحسوبيات.
-إتخاذ إجراءات مشددة لحصر السلاح بيد الدولة، والوقوف بحزم أمام التدخلات الخارجية في شؤون البلد".
توجيهات لرص الصفوف وتمييزها وتنظيمها:
- رصف الصفوف:
"إنّ الإصلاح الحقيقي والتغيير المنشود في إدارة البلد ينبغي أن يتم بالطرق السلمية، وهو ممكن إذا تكاتف العراقيون ورصّوا صفوفهم في المطالبة بمطالب محددة في هذا الصدد".
-تمييز الصفوف:
"على المتظاهرين السلميين أن يميّزوا صفوفهم عن غير السلميين ويتعاونوا في طرد المخربين ـ أياً كانوا ـ ولا يسمحوا لهم بإستغلال التظاهرات السلمية للإضرار بممتلكات المواطنين والإعتداء على أصحابها".
- تنظيم الصفوف:
"إذا تمّ إقرار قانون الإنتخابات على الوجه المقبول يأتي الدور للنخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحلّ مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة، لكي تكون على إستعداد لعرضها على الناخبين في أوان الإنتخابات، ويتم التثقيف على التنافس فيها لا على أساس الإنتماءات المناطقية او العشائرية أو المذهبية للمرشحين بل بالنظر الى ما يتصفون به من كفاءة ومؤهلات وما لديهم من برامج قابلة للتطبيق للعبور بالبلد الى مستقبل أفضل، على أمل أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الإجتماعية في المدة السابقة".
يتبع في الحلقة الثالثة: "التوجيهات العامة الى السلطات الثلاث"
اقرأ ايضاً:
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني