سامي جواد كاظم
مما لاشك فيه ان هنالك تقاطع بين العلمانية والدين الاسلامي والتقاطع سببه ما استحدثه دعاة العلمانية وتحت مختلف التسميات من افكار وقوانين تتضارب مع الدين الاسلامي وتحت ذرائع مختلفة ولو اردنا مناقشتهم بخصوص ذلك فانهم يتشبثون بالمتطرفين والخزعبلات الدخيلة على الاسلام والتي لو تمعنت جيدا في كل دساتير وقوانين هذه الدول العلمانية ستجدها اشد خزعبلاتيا عن ما موجود في الاسلام ولو تمعنت جيدا في السياسيين العلمانيين لوجدتهم بؤرة التطرف الذي لا يضاهيه أي تطرف في العالم.
مسالة عبادة الله عز وجل لا يعترضون عليها تحت مبدا حرية المعتقد وهذا المبدا يقول به الاسلام قبل ان يدعيه العلماني، والمسلم له تشريعات تضمن العدالة بين المجتمع والعلمانية تدعي انها تعمل على تحقيق العدالة، واما مسالة التطور والتقدم العلمي فهذا ليس نقطة خلاف ولا يوجد عاقل يرفض التطور والتقدم العلمي ولكن الاشكال في كيفية استخدامهما لتحقيق الرفاه والرقي للمجتمع البشري.
الاسلام يؤكد على غرائز النفس الحيوانية التي تعبث بالمجتمع بل وتمزق نسيج العلاقات البشرية وضبط النسل.
العلمانيون المتطرفون يسطرون على المنظومة الاقتصادية في العالم وعلى القرار السياسي العالمي وعلى الصناعات الحربية وعلى اغلب مسائل الاعلام في العالم وكلها تسخرها لنسف القيم الاجتماعية والا مسالة عبادة الله عز وجل لا تعنيها او مسالة التزام المسلمين بالتعاليم الانسانية فيما بينهم ايضا لا تعنيها ولكن لو تاثر المجتمع الغربي بهذه التعليم الاسلامية فهذا يعني نسف المنظومة العلمانية المتطرفة التي تسيطر على قوة التلاعب بمقدرات الشعوب، فالطغاة لا يريدون القيم السليمة ان يتحلى بها أي مجتمع حتى لا تهتز عروشهم
هنالك برامج امريكية تخص الشارع الامريكي عندما تتابع مضامينها تجدها كلها وبدون استثناء تساعد على التفسخ الخلقي وعلى اطلاق الغريزة الجنسية بدون ضوابط فمسالة استدراج أي بنت في الشارع الامريكي باعطائها مبلغا من المال فانها توافق على ممارسة الجنس حتى وان كانت عذراء، بل البعض من هذه البرامج يسال البنات اسئلة جنسية ليست اخلاقية واغلب الطالبات يتحدثن عن كيفية فقدانهن لعذريتهن وهذا البرنامج يعرض في قاعة يتجمهر بها البنات والبنين ويقوم مقدم البرنامج بطرح افكاره السخيفة بطريقة هزلية حتى يرسخ القيم الفاسدة في عقولهم، بل احد البرامج يقوم شاب بطلب من بنت الخروج معه فتعتذر انها متزوجة ولديها ارتباط مع زوجها فيتركها ليركب سيارته اخر موديل فتنبهر هذه البنت فتاتي له لتوافق على صحبته فيقول لها الم تقولي بانك متزوجة وينتظرك زوجك فتقول يبقى ينتظر، تخيلوا هنالك تشريعات بخصوص ممارسة الجنس مثلا يمنع ممارسة الجنس في غرفة التبريد تخيلوا هكذا قانون على ماذا يدل ؟ هذه الظواهر الفاسدة تتفشى في المجتمع الامريكي بينما لو اقدم عليها شخص مسؤول في البيت الابيض فانه يفصل من المسؤولية لانها عمل قبيح لا يمارسه الا الشعب اما الطبقة الحاكمة فمن تثبت عليه مجرد تحرش يجرد من مناصبه ويقدم للقضاء لدفع تعويضات للتي تحرش بها بينما يبيحون ممارسة الجنس في الشوارع.
هذه الثقافة التي لها ضوابطها في الشارع الاسلامي لا تتفق وما يفكر به متطرفو العلمانية لانه لا يبقي لهم عرش ان ارادوا التسلط على شعب متماسك اخلاقيا ولا يقبل بالرذيلة ولهذا تجد سياستهم في أي بلد يستعمرونه ترسيخ هذه المفاهيم الفاسدة تحت مسميات الحرية والتطور والانفتاح على الغرب فيتم استغفال البهائم الذين لا يتورعون من السيطرة على غرائزهم الحيوانية التي يرفضون ان تمارس مع من يعنيهم ولكنهم يوافقون على ممارستها مع الاخرين.
واما الاعلام الذي له الدور الريادي في تفسخ اخلاقيات المجتمعات فانه قطع شوطا طويلا في الخبرة التي يستطيع ان يتلاعب بها باي مجتمع من حيث هدم الاخلاق او اسقاط الحكام.
وبالنسبة للمنظومة الاقتصادية ومنها برج التجارة والبنك الدولي فانه يقرض الدول الفقيرة قروضا بفوائد مالية كبيرة لا تعفى منها الا اذا نفذت سياسات المتطرفين العلمانيين من حيث التامر على شعوبهم او على شعوب المنطقة، مثلا رفع الدعم عن الطحين او الوقود وزيادة الضرائب وتقليل التعيين على ملاك الحكومة، او ضرب مصالح البلدان التي تعارض سياسة المتطرفين العلمانيين وعلى راسهم امريكا ومجلس اللوردات البريطاني كما حدث ايام حاكم مصر حسني عندما اعفي من الديون لدوره في تحطيم القضية الفلسطينية
أقرأ ايضاً
- طائفية وعلمانية ومقاومة
- الى أدعياء النوع الاجتماعي...اي الشذوذ الجنسي
- صندوق النقد الدولي مؤسسة علمانية تمارس الارهاب الاقتصادي