بقلم: هادي جلو مرعي
إفتخرت المملكة العربية السعودية بملعب الملز، أو الخيمة الذي صمم بطريقة هندسية تحاكي بيئة جزيرة العرب، وقد شهد الملعب في العام 1988 أول بطولة رسمية بكرة القدم، وكانت أخر مشاركة للعراق قبل إجتياح دولة الكويت، وبرغم تعثر الوطني في مباراته الأولى أمام عمان لبسالة الحارس العماني يوسف عبيد (الطنطل) كما وصفته صحيفة (البعث الرياضي) في حينه، والتعادل بهدف الراحل علي حسين إلا إن المباريات اللاحقة شهدت تألقا لافتا لأحمد راضي وغانم عريبي وباسل كوركيس، وبقية الكتيبة العراقية، وكانت موقعة السعودية حاسمة حيث فزنا بهدفين، وحققنا اللقب الخليجي الأخير لنا، والذي لم يتكرر الى الآن.
الخيمة في تاريخ العرب، وبقية الأمم لها تاريخ يروى، فهي تراث بشري ايضا، وكانت بين البالية والفارهة، وكان العرب ينسجونها من شعر الماعز، وكانت تنسج من مواد أخرى عند أمم مختلفة، وظلت تمثل مكانا ملائما للعيش في البادية، ومناطق الرعي، وتستخدمها الجيوش حتى اليوم، وفرق الإنقاذ والتنقيب عن الآثار، والرحالة، وعند السفر، والخروج الى المتنزهات، وهي بأحجام، واشكال مختلفة ومتنوعة.
شغلت الخيمة في التراث الإسلامي حيزا مهما، فكانت خيمة النبي (ص) في الغزوات، وخيام المقاتلين، وخيام الحسين (ع) في كربلاء، وخيام الخلفاء الأمويين والعباسيين تشير الى أهميتها ودورها في السياسة والرحلات والحروب، وعند الإستمتاع بأشياء ما، وفي الزواج، وبعض الحفلات الخاصة.
الخيمة في العراق، وبعض الدول العربية كانت حاضرة لستر الأسر النازحة، ولعيشها وتنقلها من مكان لآخر بسبب الحروب والإحتلالات والثورات والقمع، ولكنها لم تصمد طويلا في مواجهة المطر والثلوج والرياح، ويجري الحديث عنها اليوم لتوصيف الحال الذي قد يكون عليه جنوب العراق المهدد بحرب أهلية، وبضياع غير مسبوق، ولم يكن ممكنا معرفة لماذا يجري الحديث عن ثماني ملايين خيمة فقط بحسب ماراج أخيرا عن عزم الأمم المتحدة شراء هذا العدد من الخيام، وهل إن عدد سكان الجنوب ثمانية ملايين، أم إنه رقم أولي، وليس نهائيا؟
أقرأ ايضاً
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة