- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الشعوب لا تقود الثورات فأين القيادات؟!
الكاتب:عبد الذهبي
ليس صحيحاً أن الشعب يقود ثورة، لأن الشعب هو رداء الثورة، ولا بد للثورة من قيادة ورجال توجه الثورة، وتكون رأس الثورة، فالشعب هو: الرداء الذي يحمي قيادة الثورة وأهدافها، ويصبر (لمدة محدودة لا تطول) على تكاليف الثورة، فإن فشلت.. استسلم وحن للنظام القديم، وهو الذي يقوم بدور مساعد في تحطيم الصف الأول من قيادات النظام الباطشة، فهو بثورته وخروجه إلى الشوارع يُخلخل المنظومة الأمنية للنظام التي ستعجز عن مواجهة ملايين من الناس.
وأما بالنسبة لقيادات الثورة، فإن أغلب الثورات الناجحة عبر التاريخ، تشير إلى أهمية – بل وجوب – أن تكون قيادات الثورة ذات أيديولوجية واحدة، وليس مجرد أهداف واحدة، لأن تفسير الأهداف وكيفية تحقيقها سيختلف من أيديولوجية إلى أخرى، ومن ثم فإن التوافق الأيديولجي هو التوافق المطلوب، وليس مجرد التوافق على الأهداف، فلابد للثورة من قيادة ورجال توجه الثورة، وتكون رأس الثورة، والشعب: الرداء الذي يحمي قيادة الثورة وأهدافها، ويصبر (لمدة محدودة لا تطول) على تكاليف الثورة، فإن فشلت.. استسلم وحن للنظام القديم!! فهو مساعد في تحطيم الصف الأول من قيادات النظام الباطشة بثورته وخروجه إلى الشوارع يُخلخل المنظومة الأمنية للنظام التي ستعجز عن مواجهة ملايين من الناس.
فأغلب الثورات الناجحة عبر التاريخ، تشير إلى أهمية بل وجوب أن تكون قيادات الثورة ذات أيديولوجية وعقيدة واحدة، وليس مجرد وحدة الهدف، لأن تفسير الأهداف وكيفية تحقيقها سيختلف من أيديولوجية إلى أخرى، ومن ثم فإن التوافق الأيديولجي هو التوافق المطلوب، وليس مجرد التوافق على الأهداف.
وعليه فإننا نقف لنسأل أنفسنا: أن الشعب العراقي اليوم الذي يسمي حركته الاحتجاجية بالثورة هو الرداء الذي يحمي قيادة الثورة وأهدافها، ولكن أين هي القيادات لماذا لم يفصح عنها أتخاف من الغرق وهي السفين، ومن قال أنها التنسيقيات فإن دورها تنظيمي وليس قيادي فانتبهوا!.
دعوات المصالحة
في لحظات موت النظام، يتجه إلى “خدعة” المصالحة، والتوبة، والرغبة في المشاركة والبناء.. وهذه الدعوة قد تخدع الأطفال فقط، أما رجال الثورات فيدركون أن عليهم توجيه “طعنة” مميتة في سويداء قلب النظام، طعنة لا تجعله يتحرك بعدها أبدا، حتى تستطيع الثورة أن تكمل طريقها، فإن النظام – مهما طال الزمان – سيظل في قلبه ثأراً تجاه الثورة، وما أن يملك القوة سيتوجه – بلا تفكير – لذبحها.. فإما أن تذبحه الثورة، أو يذبح النظام الثورة.
الخطر من قيادات الثورة، لا من الثوار
يُخبرنا التاريخ أن خطأ واحد في حساب القيادات قد يُفشل الثورة كلها، وإن “فتور” الثورة في لحظة ما قد يُفشلها كذلك.. لذا فهي معادلة خطيرة حساباتها جد دقيقة لا هزل، ولا رعونة، ولا سفه فيها، وإلا فقد دمرت نفسها، ومن قام من أجلها. ولا بد للقيادات أن تكون مفعمة بالروح الثورية، ومؤهلة للقيادة الثورية – وليس التوافقية – ومؤمنة إيماناً خالصاً وكلياً بما يجب أن تقوم به، وقادرة على حشد الشعب، والمضي به نحو الثورة الكاملة.
لا تقبلوا التوبة
الثورة لا تعرف قبول“التوبة من النظام الذي ثارت عليه، فالثورة في بدايتها يتم شيطنتها، ثم إذا اشتد عودها بدأ الحياد تجاهها، ثم إذا انتصرت سعت مكونات النظام إلى تأييدها، والمشاركة فيها.. فلا توبة ولا مشاركة، حتى تظل الثورة طاهرة من لوثة النظام القديم، وقادرة على بناء نظامها الجديد.