- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
خيط الفجر الأبيض سيتبيّن من النجف وليس من بغداد
بقلم: أياد السماوي
لا زلت متيّقنا أنّ فجر العراق الجديد سيبزغ من النجف الأشرف وليس من أي مكان آخر وشمس الحرية ستشرق من كربلاء.. ولا زلت متيّقنا أنّ الطبقة السياسية الحاكمة لا تكترث لكل ما يجري حتى لو خرج الشعب إلى الشارع عن بكرة أبيه مطالبا بإقالة هذه الحكومة اللا شرعية , كخطوة أولى نحو تحقيق التغيير والإصلاح المنشود.. وربّ سائل يسأل لماذ هذا الاعتقاد اليقيني أنّ الخلاص من هذا النظام وهذه الطبقة السياسية الفاسدة سيخرج من النجف حصرا وليس من أي مكان آخر ؟ والجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى كثير من العناء , فالطبقة السياسية الحاكمة ومن يمّثلها ويدعمها ويقف خلفها , لا يكترثون ولا يخافون من أيّ صوت سوى ذلك الصوت الذي يخرج من النجف عبر جمعة كربلاء.. فكلمة واحدة من خطيب جمعة كربلاء يطالب بها المتظاهرون ألا يعودوا إلى منازلهم حتى تغيير هذه الحكومة وتحقيق المطالب المشروعة , ستحوّل مدن العراق وشوارعه إلى إعصار مدّمر سيقتلع عروش الفساد والفاسدين من جذروهم وإلى الأبد , وسترحل هذه الحكومة اللا شرعية بعد نصف ساعة فقط من بدء الإعصار.
وقد يعترض معترض ويقول أنّ تغيير الحكومة ليس مهما ما دام النظام السياسي باقيا و قائما , وهذا صحيح تماما ولا غبار عليه , فالتغيير المنشود يبدأ من تغيير النظام السياسي القائم , ولكنّ إقالة هذه الحكومة اللا شرعية والذهاب إلى تنفيذ المادة 64 من الدستور , هو الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الإصلاح , باعتبار أنّ هذه الحكومة وكلّ مخرجاتها باطلة وغير شرعية.
وليعلم الجميع أنّ انتصار الثورة وتحقيق آمال الشعب في التغيير والخلاص لا يتحقق من خلال مؤسسات النظام الحالي التي نخرها الفساد , وما تقوم به الحكومة ومجلس النواب من ترقيعات ما هي إلا عملية التفاف وضيعة لمطالب الشعب الثائر.. والدليل على صحة ما ندّعي هو مشروع قانون الانتخابات الذي تقدّمت به الحكومة وأرسلته إلى مجلس النواب , هذا المشروع الذي حفظ لأحزاب السلطة الفاسدة سطوتها على العملية الانتخابية من جديد.. والدليل الآخر على ما ندّعي بفساد هذه المؤسسات هو القانون الذي شرّعه يوم أمس مجلس النواب العراقي بإلغاء امتيازات المسؤولين الكبار في الدولة , فهذا القانون لم يلامس أبدا الامتيازات الخيالية للرئاسات الثلاث والوزراء والمسؤولين الكبار , بل ولم يلامس امتيازات حتى المسؤولين السابقين في الدولة من حمايات وقصور استولوا عليها وكأنّ هذه القصور ملكا لهم.. والحقيقة التي أضعها أمام المرجعية الدينية العليا هي أنّ انتصار الثورة النهائي مرتبط ومرهون بما تقررونه.. وقناعة الشعب الراسخة والأكيدة هو أنّ الخيط الأبيض من الفجر سيتبيّن من النجف الأشرف وليس من بغداد.
أقرأ ايضاً
- التأهيل اللاحق لمدمني المخدرات
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر