عشر اشخاص جاؤوا من تايلند قاطعين ستة الاف كيلومترا ساعين بكل ما آتاهم الله من قوة ليسجلوا اسمائهم في سجل خدام الامام الحسين عليه السلام، واسم تايلاند مركب من كلمتين، وهو يَعني "أرض الأحرار"، وهو اسم للتعبير عن الفخر بأن تايلاند هيَ الدولة الوحيدة التي لم تتعرض للاستعمار في منطقة جنوب آسيا، ولانهم احرار قصدوا مدينة كربلاء الشهادة ليخدموا احرار الحسين عليه السلام.
سجل الشرف
ثماني سنوات وموكب اهالي تايلند الحسيني يقدم خدمته الى زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام، واغلب الخدام فيه من اعمار كبيرة، يتحدث عنه محمد آدم مسؤول الموكب من تايلند لوكالة نون الخبرية، انه لم يقتصر على الرجال فقط بل اشركوا النساء في الخدمة، وقد تأثروا في بداية الامر في ما شاهدوه من شاشات التلفاز لمسيرة مليونية يسير فيها محبون لحبيبهم مئات الالاف الكيلومترات، وسمعوا الكثير من القصص والكرامات والبذل والعطاء، ويقول اريد ان اسجل اسمي في سجل الزائرين واخرين يقولون نريد ان نسجل اسمائنا في سجل الخدام، فاي سجلات وأي شرف هذا الذي يسعى اليه الملايين وتتلهف اليه قلوب مئات الملايين.
سرنا على الاقدام وشاهدنا عظمة الحسين في افعال خدامه، فهذا يستقبلنا وذاك يطعمنا وغيرهم يغسلون ارجلنا وملابسنا ومجموعة اخرى تكفلت بالعلاج الطبيعي على عضلات اجسادنا، كل هذا شغف قلوبنا وزاد اصرارنا على الحصول على هذا التشريف، ونحن عشرة طلاب حوزة دينية من تايلند قررنا ان نفعل شيئين الاول تأسيس موكب خدمة حسيني دائمي، والثاني العمل على استقطاب الموالين من شيعة امير المؤمنين من تاليند للمشاركة في الاربعينية، فسميناه موكب اهالي تايلند وليس طلبة تايلند، ونجح الامر وسعينا الى توسيع الخدمة والعمل فوجدنا ان اعطاء دور للمرأة في الخدمة يوازي اهمية مشاركة المرأة في السبي ومرافقة زينب، فجلبنا زوجاتنا وبناتنا للخدمة معنا.
ما يستحق الشكر والعرفان يشخصه آدم بسمو الاخلاق والكرم العراقي الذي لم يقتصر على الخدمة التي تقدمها المواكب الحسينية بل تعداه الى اهدائنا ارض لنصب الموكب ومساعدتنا في توفير كافة المستلزمات الخاصة بالمواكب من قبل اخوة عراقيون، فتوكلنا على الله ونصبنا الموكب بسردق واحد وباشرنا بتقديم الخدمة القليلة من الطعام والشاي والماء بأيدي عشرة تايلنديين، وفي العام الثاني نصبنا سردقين، وفي السنة الثالثة اضيف مكان لتقديم الشاي وبعدها المطبخ، وبثينا تقارير وفيديوات عن الموكب في مختلف انواع المواقع الالكترونية، فكانت الاستجابة كبيرة واهم سؤال وجه الينا هو ما معنى كلمة موكب ما اعطانا الفرصة لشرح القضية الحسينية ورموزها في مسميات الاربعين والموكب والمشاية وابي الاحرار، ونتج عن التفاعل الكبير للشيعة التايلنديين زيادة التبرعات التي طورت الموكب وزيادة عدد الزائرين القادمين من مملكة تايلند الذي اصبح عددهم مئتي زائر بعد ان كان عددهم لا يتعدى عدد الاصابع، ونحن مصرون على البقاء على العهد مع امامنا الحسين عليه السلام وخدمته الى ظهور امامنا القائم عجل الله فرجه الشريف.
ورغم انتهاء دراسته وتخرجه وعودته الى بلاده الا ان محمد آدم لم ينقطع عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ويضيف اردنا ان تكون خدمتنا شمولية، فجلبت زوجتي وكانت الوحيدة للخدمة في الموكب وعندما زادت الحاجة للخدمة النسوية جلبنا نساء من اقربائنا وتطوعت عدد من الزائرات التايلنديات خلال الاعوام السابقة حتى وصل عدد المتطوعات للخدمة من النساء عشرون إمرأة وقمنا بنصب سرداق خاص للنساء واصبحت خدمتهن منعزلة عن الرجال ورغم عدد الشيعة القليل في تايلند الا ان اعداد الذين يتوجهون الى احياء الشعائر الحسينية وزيارة الاربعين بالذات تكاثر اخيرا ولموكب اهالي تايلند دورا كبيرا بذلك.
قاسم الحلفي - كربلاء
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- حققت (15) الف زيارة طبية: العتبة الحسينية تنفق اكثر من "ملياري" دينار على علاج الوافدين اللبنانيين(فيديو)
- الشيخ يوسف دعموش لبعثة العتبة الحسينية بلبنان: استمروا بدعمنا ولابد لخط السيد السيستاني ان يستمر لتقوية خط اهل البيت (فيديو)
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟