- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
منظومة الشيوخ مالها وما عليها
حميد الهلالي
لا احد ينكر الدور المشرف الذي اضطلع به شيوخ عشائرنا الاعزاء للتصدي لعصابات داعش، والجهد الكبير والمتواصل لفض الكثير من النزاعات والخلافات المستحدثة والطارئة على مجتمعنا وقيمنا بسبب الضرف النفسي الذي يعيشه المجتمع والاحباطات الكثيرة التي تحولت الى فعل يومي سلبي.. تصوروا لو ان كل هذه القضايا احيلت الى القضاء لما استطاعت كل محاكم الدنيا البت بها وحسمها مهما وفرنا لها من وقت فقد تحول كل كلام بريء وفعل غير مقصود وتصرف عابر الى قضية تحتاج الى جلسة عشائرية وفصل وقد تؤدي الى احتراب. والغريب ان امور ونزاعات عادية كثيرة كانت في الماضي لاوجود لها ولا تحتاج لاي تدخل عشائري بل تحل تلقائيا..
وها نحن نضع امام الشيوخ قضايا غريبة اخذ بعض الشيوخ الجدد يتبنوها.. فهل يعقل ان صاحب محل قبل ابن جاره على جبينه قبلة بريئة تحولت الى تحرش جنسي وفصل..وان اطفال بالابتدائية في ملعب تجادلوا بل تعاركوا تحول الى نزاع عشائري وفصل،..... وان احدهم سلم علي مجموعة فقام احد الجالسين لرد التحية ولكنه سقط مغشيا ومات تحول الى مشكلة وفصل... وان شخص اراد انقاذ جارته من حريق فعبر الحائط فنسوا الحريق وانشغلوا بالعبور (طفر على بيت) ومشية وفصل... وان شخص سأل عن صديقة بكلمة شائعة تحول لنزاع وفصل.. واصبح تاديب الطالب او حتى نصحه من معلمه يحتاج لفصل وتنفيذ الشرطي لواجب رسمي يتحول الى فصل واجراء الطبيب لعملية تتحول لفصل.. والمئات من هذه القضايا التي فككت النسيج الاجتماعي ودمرت عرى المودة والغت الطيبة والاحسان والتسامح..
ثم ظاهرة غريبة وعجيبة هي هذه الاعداد المهولة من الشيوخ الجدد اصحاب الاموال والمناصب ونسى وتناسى الجميع ان الشيخة اصل وتوارث وحظ وبخت وليس ملابس ونسبة في الفصول... الم يحن الوقت لوقفة حقيقية للشيوخ الاصلاء لايقاف هذه المهازل وتحديد الخلافات التي تستوجب المشية والفصل.. فلا يعقل ان كل كلمة او خلاف يحتاج لمشية وفصل...
أقرأ ايضاً
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- دوري نجوم العراق.. ما له وما عليه
- التربية تفرض رسوما اعتباطية